أخبار فنية و ثقافيةتحقيقات و تقاريرثقافةخاص الحدث الآنعاجل

الأقزام بالحضارة الفرعونية والعصر اليونانى الرومانى ..بقلم د /فاطمة سالم

بقلم الدكتورة/ فاطمة محمد دسوقى سالم

يرجع تاريخ الأقزام بمصر إلى عصور ما قبل التاريخ، ويدل على ذلك الهياكل العظمية التي عثر عليها وتعود إلى حضارة البداري 4500 ق م، وعصر الدولة القديمة التي ترجع إلى 2700- 2190 ق م، و العصر اليونانى الرومانى التى ترجع 332 ق.م – 30 ق.م، وعرف نوعان من الأقزام بالمجتمع المصرى القديم ،القزم الافريقى: الذى أحضره المصريين القديم أثناء تجارتهم مع النوبة و بلاد بونت أيام الملك اسيسي من عصر الأسرة الخامسة وكان دوره يقتصر على الرقص فى القصر الملكى لأدخال السرور على قلب الملك،
القزم المصرى: وكان معروفًا منذ الاسرة الأولى وهم من المصريين الذين أصيبوا بتشوهات خليقية، حيث كانوا يتميزون برأس كبير وجذع طبيعي وأطراف قصيرة. وعرف الأقزام قديمًا بأسم nmw وdang .

ولم يكن هناك موقف سلبى من الحضارة المصرية نحو الأقزام أو التشوه الجسمانى بشكل عام، فقد حظى الأقزام بقدر كبير من القبول بمصر على عكس ما حدث فى بلاد اليونان حيث كان يتم التخلص منهم بتركهم فى العراء وذلك لأنهم كانوا يؤمنوا بالكمال الجسمانى ولكن بمصر فى العصر اليونانى الرومانى كان الاقزام يعاملوا معاملة الأسوياء بشكل كبيرعلى الرغم من دخول ثقافات أجنبية متعدده فى حياة المصريين الاجتماعية إلا انهم ظلوا محتفظين بعادتهم وتقالدهم التى عاش بها أجدادهم وهى أنهم لم يفرقوا بين الشخص العادى أو الشخص القزم وتم التعامل معهم بقدر اكبر من الإحترام، كما ترك لنا المصريون القدماء العديد من الرسومات، والمنحوتات على جدران المعابد، والعديد من أوراق البردي عن حياة الأقزام الاجتماعية، وعملهم وحرفهم بمصر.  
ومن أهم أدوار الاقزام الأجتماعية التى قاموا بها فقد قام الأقزام الأفارقة بأداء الرقص المسمى ب الرقص للأرباب أو راقصوا الآلهه كذلك أداء الرقص في القصر الملكي لإدخال السرور على قلب الملك, أما الاقزام المصريون كان يكلفون بأعمال الحرف أو أعمال معينة مثل الحياكة وصناعة الحلى التى أشتهروا بها وذلك نظراً لصغر أطرافهم التي كانت تمكنهم من تشكيل الحلي بسهولة ويسر ويتضح ذلك من خلال أحد المناظر المصورة على جدران مقبرة مريروكا بمنطقة سقارة و رعاية الحيوانات الأليفة، وكان يعهد إليهم
في كثير من الأحيان بالمحافظة على ملابس رب المنزل وأدوات الزينة, ونرى ذلك فى العديد من المناظر على جدران المعابد والمقابر بمصر القديمة ومنذ بداية الدولة الوسطى أصبحوا يظهرون كأتباع لساداتهم، واستمر دوهم كخدم فى المنازل حتى العصر اليونانى الرومانى ونرى ذلك من خلال الأوضاع التى مثلتهم فى القطع الفنية التى عثر عليها. 

ففى العصر اليونانى الرومانى كان لهم أدوار كثيرة والذى لا يعلم عنها الكثير فكان دورهم فى الصيد واضحًا جدا فى ذلك الوقت، ونرى ذلك فى الكثير من المشاهد النيلية على لوحات الفسيفساء التى ظهر فيها الأقزام بصيدهم للطيور والحيوانات البرية والحيوانات المفترسة مما يدل على أنهم يتحلوا بالقوة والشجاعة رغم صغر حجمهم. وكان لهم دور كبير فى الامتاع والتسلية كالرقص والعزف والمسرح وهذا الدور كان  موجودا بمصر منذ الدولة القديمة وبعد ذلك، وهذا الدور أستخدم فى الأعياد والاحتفالات والولائم العامة  وأثناء الخروجات الترفهية، وتظهر لنا الكثير من المشاهد على جدران المعابد والمقابر والقطع الأثرية وهم يرقصون ويعزفون، وكانت هذه الأعمال تدخل البهجه والسرور على مشاهديها لأن عنصر التأثير فى الرقص لهمأعتمد على المحاكاة الهزلية الغير متزنة.
كما كان لهم دورًا بالألعاب القتالية كمصارعين ففى الأمبراطورية الرومانية بمصر تدربوا كملاكمين وعثر على العديد من التماثيل التى تمثلهم بالحركات القتالية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى