أ ش أ
يقود الجيش الأمريكي عملية كبرى لتنظيم التعاون بين أجهزة الدولة الأمريكية فيما يتعلق بضمان وصول لقاحات كورونا المستجد (كوفيد-19) لكافة أنحاء الولايات المتحدة وحماية أرواح ملايين الأمريكيين، حيث بدأت عمليات توزيع اللقاحات اعتبارا من الساعات الأولى من يوم أمس الاثنين بإجمالي 2.9 مليون جرعة لقاح استلمتها وحدات سلاح النقل الأمريكي البرية والجوية يوم أمس الأول الأحد وبدأت توزيعها في اليوم التالي على كافة الولايات الأمريكية.
ويطلق الجيش الأمريكي على قيامه بعملية توزيع لقاح (كوفيد-19) على الاتجاهات الاستراتيجية للولايات المتحدة مسمى “Operation Warp Speed”، وهى عملية ينفذها الجيش الأمريكي للمرة الأولى في تاريخه ويصفها المراقبون بأنها أول اختبار عملي للحكم على كفاءة التعاون بين المؤسسة العسكرية الأمريكية ومؤسسات القطاع المدني في الولايات المتحدة في مواجهة جائحة صحية كبرى.
وقالت مصادر الجيش الأمريكي إن 40 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا سيتم تطعيم المواطنين الأمريكيين بها بحلول نهاية شهر ديسمبر الجاري، وتقوم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بذلك بالتنسيق مع شركات إنتاج الدواء لتلقي شحنات الأمصال وتوزيعها على عموم الشعب الأمريكي.
وفقا للخطة “Operation Warp Speed”، قامت القوات المسلحة الأمريكية بتقسيم الولايات المتحدة إلى 636 منطقة توجد في كل منها نقطة توزيعية للقاح حيث تم تغطية 145 منطقة منها بنهاية أمس الاثنين، فيما سيتم وفقا للمخططين العسكريين الأمريكيين إيصال اللقاحات إلى مراكز التوزيع في 425 منطقة أمريكية بنهاية اليوم الثلاثاء، وذلك وفق خطة تكاملية تعتمد على إمكانات سلاح النقل الأمريكي والحرس الوطني المحلي وهيئة البريد الأمريكية ومؤسسة فيديكس “FedEx” العالمية للنقل البريدي وكذلك مؤسسة “McKesson” الأمريكية الخاصة للخدمات البريدية ونقل الطرود.
ومن جانبه، اعتبر كريستوفر ميللر القائم بعمل وزير الدفاع في الولايات المتحدة، أن التعاون بين الأجهزة العسكرية والمدنية الأمريكية في عملية توزيع لقاحات (كوفيد-19) كان سببا في وصول اللقاحات بصورة سريعة وآمنة ومنسقة لملايين الأمريكيين، وقال إن الشراكة المدنية العسكرية لمواجهة هذا الوباء “تشكل مبعث فخر لرجال العسكرية الأمريكية”.
وقالت دورية القوات المسلحة الأمريكية، إن عملية “OperationWarp Speed” لتوزيع لقاحات (كوفيد-19) قد تبلورت بصورتها النهائية والتنفيذية في 13 نوفمبر الماضي ويتولى الإشراف العام على تنفيذها الجنرال الأمريكي باول استرويسكى عبر غرفة عمليات مركزية خاصة في العاصمة الأمريكية تتصل بغرف عمليات فرعية في كافة الأقاليم الأمريكية المشمولة بالخطة.
كذلك تم إرسال 44 ألف جرعة تطعيم إلى الجنود الأمريكيين العاملين في مهام خارج الأراضي الأمريكية عبر مراكز السيطرة الدولية على الأمراض “سي دي سي”، وذلك بمشاركة كاملة من جانب طواقم الطب العسكري الأمريكية ومنتسبيها المدنيين وهو ما بدأ القيام به اعتبارا من الخميس الماضي.
وإلى جانب سلاح النقل الأمريكي الذي يتولى العبء الأكبر في عملية التوزيع الاستراتيجي لملايين الجرعات من لقاح (كوفيد-19) تلعب الوكالة الأمريكية الوطنية للطب العسكري والمركز العسكري الأمريكي للتطعيمات وكذلك هيئة المشافي العسكرية الأمريكية دورا مهما من خلال فروعها ووحداتها ومراكزها المبردة لحفظ الأمصال واللقاحات على امتداد الولايات المتحدة في تنسيق جهود الدفاع عن الأمريكيين ضد (كوفيد-19) باعتباره خطرا يهدد الأمن والسلامة الوطنية للولايات المتحدة وإنقاذ حياة الأمريكيين ممن يصرعهم هذا الوباء الفتاك يوميا.
وأشارت مصادر الجيش الأمريكي إلى أن الأمر يتطلب مرور 21 يوما على إعطاء التطعيم الأول للقاح حتى يكون بالإمكان تطعيم الأمريكيين بالجرعة الثانية منه بعد أن أقرت بصورة عاجلة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام لقاح فايزر يوم الجمعة الماضي.