تمكنت قوات الأمن بالدقهلية، اليوم، من دفن الطبيبة المتوفاة بفيروس كورونا بمقابر قرية «شبرا البهو» التابعة لمركز أجا، بعدما رفض أهالي قريتي «شبرا البهو» و«ميت العامل» دفنها بمقابر القريتين، وقامت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمهر أهالي قرية «شبرا البهو» لدفن الجثمان وأكدت مصادر أمنية أنه تم القبض على 15 من مثيري الشغب.
عاد الإسعاف بجثمان «س. ع. ع»، 64 سنة، طبيبة غير ممارسة توفيت بسبب كورونا، من مقابر قرية «ميت العامل» التابعة لمركز أجا، مسقط رأسها، وذلك بعد رفض أهالى قرية «شبرا البهو» مسقط رأس زوجها دفنها بمقابرهم قبل ساعات.
كان أهالى قرية «شبرا البهو» تجمهروا أمام المقابر ومنعوا دخول الإسعاف الذي يحمل جثمان الطبيبة لدفنها بمقابر أسرة زوجها بالقرية بحجة أنها كانت مصابة بالكورونا، وخوفا من نقل العدوى لأهالى القرية.
وتدخلت الأجهزة الأمنية والإدارة الصحية بأجا لإقناع الأهالى بدفن الجثمان إلا أنهم أصروا على موقفهم الرافض.
وفي محاولة لحل الأزمة انتقلت الإسعاف إلى قرية «ميت العامل» مسقط رأس الطبيبة لدفن الجثمان في مقابر أسرتها، إلا أن أهالي القرية رفضوا أيضا، فعاد الإسعاف مرة ثانية لقرية «شبرا البهو»، بصحبة قوات الأمن للتفاوض مع أهالي القرية لدفنها في المقبرة المخصصة لها.
وقال مصدر أمني إن الجثمان تم تكفينه بطريقة شرعية، ووضعه في كفن مكون من ثلاث طبقات، طبقتان من القماش الأبيض والثالث من الجلد لدفنه بالطريقة الشرعية، مضيفاً أن «الطبيبة وصلت في سيارة إسعاف معقمة، صباح اليوم، إلى قرية «شبرا البهو» مركز أجا، لدفنها، إلا أن القوة الأمنية المصاحبة للإسعاف فوجئوا بتجمهر بعض الأهالي ورفضوا دخول الإسعاف إلى المقابر بحجة أنها ليست من أبناء قريتهم وإنما هي من قرية «ميت العامل» ولن يسمحوا بدفنها في قريتهم خوفا من انتشار العدوى.
وحاولت القوة المصاحبة إقناع الأهالي بأنه لا يوجد أي خطر عليهم من الجثمان، وأضافت المصادر الأمنية أنه تم السماح لبعضهم بمشاهدة الكفن المغلف به، لكنهم أصروا على رفضهم .
وفسرت المصادر الأمنية الانتقال بالجثمان من قرية إلى أخرى: بعد فشل المفاوضات مع أهالي قرية شبرا البهو وتزايد تجمهر الأهالي وبعض السيدات، قررت القوة الأمنية التوجه إلى قرية (ميت العامل) بالإسعاف لدفن الطبيبة هناك، إلا أنهم فوجئوا بوجود تجمهر آخر من أهالي القرية بعد انتشار خبر رفض أهالى (شبرا البهو) وطالبوا بدفنها في مقابر زوجها، وأنهم لن يسمحوا بدفنها بقريتهم.
وتحدثت مصادر طبية، فضلت عدم ذكر اسمها، عن كون الطبيبة مقيمة في المنصورة، ولا يعرفها معظم أهالي القريتين، رغم محاولات أسرتها بإقناعهم بالدفن.
وأكدت المصادر الأمنية استمرار المفاوضات بين الأهالي والأمن، فيما أكد شهود عيان من داخل القرية «تأزم الموقف في ظل تزايد أعداد المعترضين».
وروى شهود عيان من القرية تفاصيل ما يجري قائلين: «زوج الطبيبة المتوفية يمتلك 4 مقابر بقرية شبرا البهو ومن حقه دفن زوجته بالقرية ولكن عدم وعى الأهالي وخوفهم من المرض هو الذي دفعهم لرفض دفنها».
وأضاف شهود العيان أن «مدير الإدارة الصحية بأجا عرض أن يقوم هو بدفن الجثمان بنفسه ليثبت للأهالى عدم وجود أي خطورة من الدفن إلا أن الأهالى رفضوا».