السياسة والشارع المصري

الإندبندنت : يبدو أن ألمانيا تتذكر الحرب العالمية الثانية أثناء تعاملها مع اللاجئين

واصل الصحفى البريطانى “روبرت فيسك” دعمه لقضايا اللاجئين السوريين واللاجئين أصحاب الجنسيات الأخرى بالقارة الأوروبية

عبر مقال جديد نشره بموقع صحيفة الإندبندنت البريطانية يسرد به كواليس من الحرب العالمية الثانية

ودروسها التى يبدو أن القارة العجوز تناستها فى تعاملها مع أزمة اللاجئين عدا ألمانيا.

يعود “فيسك” فى مقاله إلى سنوات الحرب العالمية الثانية فى مقتبل أربعينيات القرن الماضى حيث كانت بلاده

تنتظر شبح الغزو النازى بقلوب واجفة، يذكر “فيسك” كيف كانت قوات الجيش البريطانى

تتعامل مع اللاجئين من أبناء جلدتهم الذين تركوا ديارهم للحبث عن ملاذ يقيهم غزو النازى.

يقول فيسك الذى يستعين بمذكرات والده بصدد هذا الأمر إن قيادات الجيش البريطانى

أصدرت آنذاك أمرا يجبر اللاجئين الإنجليز على الابتعاد عن الطرق الرئيسية

واتخاذ الحقول مسارا لهم حتى لا يثيرون بلبلة بين الجنود المنتظرين القوات النازية،

وقد ذيلت أمرها هذا بتهديد أن كل من سيستخدم الطرق الرئيسية فى انتقاله من اللاجئين سيكون عرضة لرصاص الجيش البريطانى.

وينتقل “فيسك” عبر حقب تاريخية مختلفة داخل القارة الأوروبية التى شهدت أكثر من فاجعة تاريخية وحروب مدمرة،

ليحاول الإمساك بالخيط من مبدأه،

كيف تناست أمم القارة العجوز تاريخها؟! كيف تجاهلت بريطانيا حقيقة استقبالها قبل ذلك للاجئين ألمان عشية هزيمة النازى،

ومن قبلهم لاجئين يهود كانوا يهربوا من وجه جيش الرايخ.

يحاول “فيسك” أن يفسر السبب الذى يجعل الغرب يبخل بمساعدته لأمم شارك فى تصميم المآسى التى تعيش بها،

لأمم واظب على تقديم صورة لنفسه لها كغرب عادل محافظ على القيم الإنسانية وحقوق الإنسان ومتمسك بالقانون،

لكنه لا يرى فى اللاجئين الجدد سوى مصاصى دماء غير مرحب بهم.

أكد “فيسك” على المسئولية التاريخية التى يتحملها الغرب فى العديد من فواجع العصر الحالى،

فأزمة اللاجئين الفلسطينيين مصدرها بالمقام الأول هو “وعد بلفور” الذى كرس لتأسيس وطن لليهود

يسمى اليوم إسرائيل على حساب الآلاف من الفلسطينيين أصبحوا اليوم ملايين.

يقول “فيسك” إن أوروبا تعلمت بعد الحرب العالمية الثانية أن تلفظ الروح المحبة للعداء والحرب من داخلها،

لتنجح فى اجتياز اختبار عدم الدخول فى حرب عالمية ثالثة، لكنها تبدو غير متخلصة بعد من العديد من الآفات الأخرى ومنها العنصرية،

بل يبدو أنها بدأت تنسى بعضا من دروس وعبر تلك الحرب البعيدة اليوم فى تعاملها مع أزمة اللاجئين،

وكيف يظل اللون والدين حاجزان لأبناء القارة يحددون بناءً عليهما من الجدير بالاستقبال.

وهنا أنهى “فيسك” مقاله بتوجيه الشكر لله لأن ألمانيا على ما يبدو هى الأمة الوحيدة التى لا تزال متذكرة أهوال الحرب العالمية الثانية،

لتترجم ذلك بخطوات عملية فى استقبالها اللاجئين وفتح الأبواب لهم على عكس الجارة بريطانيا التى تبدو مترددة لفتح أبواب الجزيرة للاجئين والنازحين.

92015101456435792015101442623422961

زر الذهاب إلى الأعلى