السياسة والشارع المصريعاجل

“الاستعلامات” تعد دراسة عن الأهداف والمصالح الإيرانية في دول حوض النيل

أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات أن حركة السياسة الخارجية المصرية، أكدت في الفترة الأخيرة الأهمية التي توليها مصر لقارة أفريقيا على العديد من المستويات، خاصة في إطار انفتاح مصر على القارة، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة.

ورصدت دورية «آفاق أفريقية» التي يصدرها قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة العامة للاستعلامات، في عددها الـ46، أن التحليل الكمي لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية ولقاءاته الدولية مع زوار مصر من القادة والمسؤولين منذ توليه رئاسة الجمهورية يشير إلى الأولوية التي تحتلها علاقات مصر مع الدول الأفريقية في السياسة الخارجية للرئيس،حيث قام بـ21 زيارة لدول أفريقية من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها، بما يمثل أكثر من 30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية، كما عقد السيسي 112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من إجمالي 543 اجتماعا عقدها الرئيس مع زوار مصر من قادة ومسؤولي دول العالم والمنظمات الدولية.

وأوضحت الدورية أن الحضور السياسي المصري لم يكن على مستوى المساهمة الفاعلة في المنتديات والقمم الأفريقية وحسب، وإنما امتد ليشمل كل المشاركات والمنتديات الاستراتيجية الإقليمية والدولية مع قارة أفريقيا، لعل أبرزها قمة أفريقيا- الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014، وقمة أفريقيا- الولايات المتحدة بواشنطن في أغسطس 2014، وقمة الهند- أفريقيا في أكتوبر 2015، ومنتدى الصين- أفريقيا في ديسمبر 2015، وقمة ألمانيا- أفريقيا في عام 2017.

وتضمنت الدورية العديد من الدراسات والتقارير، التي ناقشت مستقبل الإصلاح السياسي والاقتصادي بدول القارة، علاوة على التفاعلات البينية بين دول القارة والقوى الإقليمية البارزة، بجانب التوثيق العلمي لحركة السياسة الخارجية المصرية على المستوى الأفريقي.

وركز العدد الجديد من دورية «آفاق أفريقية» على تجارب ونتائج الإصلاح السياسي والاقتصادي في عدد من دول القارة، فعن الإصلاح السياسي، جاء ملف العدد الذي ناقش قضية الانتخابات والتحول الديمقراطي في أفريقيا، وتضمن دراسة العلاقة بين هذين العنصرين في 33 دولة أفريقية، عاشت تجربة الانتخابات منذ عقد التسعينيات، نجحت 17 دولة منها في الاستمرار في دورية الانتخابات وانتظامها، وتعثرت 13 دولة منها لأسباب عديدة.

كما تضمن الملف دراسة عن الانتخابات الرئاسية في الصومال الذي نجح شعبه في إجرائها رغم الظروف الصعبة خاصة في المجال الأمني، أما الدراسة الأخيرة في هذا الملف فكانت عن الانتخابات المحلية في جنوب أفريقيا التي أسفرت عن مؤشرات مهمة أبرزها تراجع الشعبية الكاسحة لحزب «المؤتمر الوطني» الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد خلال العقدين الماضيين.

أما على صعيد الإصلاح الاقتصادي فتضمن هذا العدد دراسة عن إصلاح القطاعات المصرفية في أفريقيا بالتطبيق على القطاع المصرفي في أوغندا، ثم دراسة عن مصر وتجمع الكوميسا، وهو التجمع الذي تتضاعف أهميته في التجارة الدولية والأفريقية.

وعلى صعيد القضايا الساخنة في أفريقيا تضمن العدد تقريرا عن مستجدات الأوضاع في ليبيا ومواقف الأطراف الإقليمية والدولية إزاء هذه التطورات.

وبالنسبة لعلاقات أفريقيا مع القوى العالمية، تضمن العدد دراسة عن الأهداف والمصالح الإيرانية في دول حوض النيل، ودوافع ونتائج السياسة الإيرانية في هذه المنطقة من أفريقيا، إضافة إلى تقرير عن الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، والبحث عن محاور المستقبل المشترك بينهما.

وأكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن دورية «آفاق أفريقية» تمثل إحدى أدوات الهيئة للتواصل الإعلامي والثقافي مع محيط مصر الأفريقي، حيث توزع على مختلف الجهات البحثية والمؤسسات الصحفية والسفارات الأفريقية بمصر ومكاتبنا الإعلامية بالخارج.

وقال رشوان إن حركة السياسة الخارجية المصرية على مختلف الأصعدة والمحافل الإقليمية والدولية، تكشف الأهمية التي توليها مصر لقارتنا الأفريقية، بما يؤكد ويرسخ هوية وانتماء مصر الأفريقي، انطلاقا من أن انتماء مصر لمحيطها الأفريقي يعد مكونا رئيسيا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، وهو الأمر الذي أكدته نصوص وديباجة دستور 2014، كذلك يؤكد الخطاب السياسي للرئيس السيسي داخليا وخارجيا على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية واعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي.

زر الذهاب إلى الأعلى