توالت الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية في جنوب السودان، حيث قدم الجنرال هنري أوياي الذي يعمل مستشاراً عاماً ومديراً للقضاء العسكري، استقالته من الجيش الشعبي، وتعد هذه الاستقالة الثالثة خلال أسبوع ،واتهم أوياي الرئيس سلفاكير بإرتاب جرائم حرب وتطهير عرقي وفقاً لبيان ، تضمن كذلك الآتي : ( نظامكم ارتكب جرائم حرب وأعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي ) ، واتهم الرئيس بصورة مباشرة بإعطاء أوامر بتصفية المدنيين الذين لا ينتمون إلى مجموعته القبيلة الدينكا ، في ظل عدم التحرك حيال الجرائم المرتكبة من قبل أفراد قبيلته ، مضيفاً : ( لا يمكنني أن استمر التزم الصمت عندما تذبحون الشعوب البريئة في جنوب السودان ) ، وأشار إلى نماذج من الجرائم والفظاعات ارتكبت ضد المدنيين ولم تتم متابعتها.
من جانبه، كشف الجنرال خالد اونو لوكي المسئول عن المحاكم العسكرية، والذي قدم استقالته الجمعة، في الرسالة الموجهة إلى رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي بول ملونق عن اعتقالات غير قانونية وعلى خلفية قبلية ، موضحاً : ( أن زمرتكم من الاصدقاء والاقارب غير الأكفاء الذين يعتقلون ويدينون بدون رقيب وتحت امرتكم لم يلتحقوا ابداً بمدرسة حقوق لتولي هذه المسئوليات ) ، وسبق استقالة ( لوكي – أوياي ) ، استقالة وزير العمل والخدمة العامة غابريل دووب الذي جدد ولائه لزعيم التمرد رياك مشار .
تمثل الموقف الرسمي للحكومة في تقليل المتحدث باسم الرئاسة بجنوب السودان أتينج ويك أتينج أمس ، من اتهامات الجنرلات الذين قدموا استقالاتهم من الجيش الشعبي مؤخراً، بأن الجيش الحكومي قبلي ويمارس الانتهاكات ضد المدنيين في البلاد، زاعماً أن الجيش الشعبي جيش قومي ، وصرح أتينج إن اتهامات الجنرالات الذين انشقوا عن الجيش الشعبي بأنه عرقي إتهام غير صحيح، ووصفها بفبركة إعلامية ، مبيناً أن عدد من المنشقين يتهمون الجيش الشعبي بأنه جيش قبلي وبالتحديد قبيلة الدينكا، لكن هذا غير صحيح، مضيفاً أن الجيش الحكومي جيش قومي ويمتثل للقوانين ، مشيراً إلى أن اتهام الجنرال المنشق توماس شريلو بأن الجيش الشعبي جيش قبلي غير صحيح ، لأن شريلو نفسه لا ينتمي لقبيلة الدينكا ،لكنه خدم في الجيش الشعبي طيلة السنوات الماضية ، وزعم ويك بأن الجيش الشعبي جيش قومي ، وأن هذه الاتهامات تخدم أغراض أطراف لا يريدون استقرار جنوب السودان على حد تعبيره .
تأتي هذه التصريحات على خلفية الاتهامات التي ساقها المستشار العام ومدير القضاء العسكري الجنرال هنري أوياي نياغو المستقيل حديثاً ، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتهام الحكومة بارتكاب فظائع منذ انفجار الأوضاع في جنوب السودان .