البرازيل، أعلنت وزارة الصحة البرازيلية، أمس الأحد، حالة الطوارئ الطبية في إقليم يانومامي، أكبر محمية للسكان الأصليين في البلاد على الحدود مع فنزويلا، إثر تقارير عن وفاة أطفال جراء سوء التغذية وأمراض أخرى ناجمة عن تعدين الذهب غير القانوني.
إعادة الخدمات الصحية لشعب اليانومامي
وقال مرسوم نشرته حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن الهدف من الإعلان هو إعادة الخدمات الصحية لشعب اليانومامي التي جمدها سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
ويواجه سكان هذه المنطقة التي يُفترض أنها محمية وتحظر فيها جميع عمليات التعدين، صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء جراء تدمير الغابات الاستوائية التي يعتمدون عليه في تدبير معيشتهم.
إرسال حزم غذائية جوا إلى المحمية
وذكرت منصة سوماوما الإخبارية أنه خلال 4 سنوات من رئاسة بولسونارو، توفي 570 طفلًا من أطفال يانومامي جراء أمراض قابلة للشفاء، ولا سيما سوء التغذية، وكذلك الملاريا والإسهال والتشوهات الناجمة عن الزئبق الذي يستخدمه عمال مناجم الذهب الذين يعملون بشكل غير قانوني.
وأعلنت الحكومة إرسال حزم غذائية جوًّا إلى المحمية التي يعيش بها نحو 26 ألف يانومامي في منطقة من الغابات المطيرة والسافانا الاستوائية تعادل مساحة البرتغال.
سوء التغذية والالتهاب الرئوي والملاريا
وكانت وزارة الصحة البرازيلية، السبت الماضي، أن نحو 100 طفل دون سن الخامسة من السكان الأصليين بإقليم يانومامي شمال البلاد لقوا حتفهم عام 2022.
جاء ذلك بسبب سوء التغذية والالتهاب الرئوي والملاريا وغيرها من الآفات.
وفاة 99 طفلًا في البرازيل ضحية سوء التغذية
ووفق إحصاءات الوزارة، توفي ما مجموعه 99 طفلًا دون سن الخامسة من بينهم 67 دون سنة واحدة، العام الماضي في هذه المنطقة المعزولة وسط الغابات والتي تناهز مساحتها مساحة البرتغال.
من بين أسباب الوفاة الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب المعدة والأمعاء، وكذلك النزيف وسوء التغذية الحاد.
وسُجلت نحو 11530 إصابة مؤكدة بالملاريا في الإقليم عام 2022، معظمها لدى الفئة العمرية التي تزيد على 50 عامًا، وفق المصدر نفسه.
ومن بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات وأصيبوا بالملاريا هناك 1678 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات و312 دون عام واحد، بحسب الوزارة التي ذكرت في بيان أنها “على علم بحالة الطوارئ” مؤكدة وجود “فريق لتقييم” الوضع في الإقليم.
من جهته، أجرى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي تسلم منصبه قبل ثلاثة أسابيع، زيارة السبت برفقة وزيرة الشعوب الأصلية سونيا جواجارا إلى منطقة بوا فيستا في ولاية رورايما في شمال البلاد، حيث يقع جزء من أراضي يانومامي.
السكان الأصليين في أراضي يانومامي
وقال لولا عبر تويتر “ما رأيته صدمني. لقد جئت إلى هنا لأقول إننا سوف نعامل أبناء بلدنا الأصليين مثل البشر”.
يعيش حوالي 304 آلاف من السكان الأصليين في أراضي يانومامي التي تمتد إلى ولايتي رورايما وأمازوناس وكذلك في جزء من فنزويلا المجاورة.
يواجه سكان هذه الأراضي التي يُفترض أنها محمية وتُحظر فيها جميع عمليات التعدين، صعوبات في الحصول على الغذاء بسبب تدمير الغابات الاستوائية التي يعتمدون عليه في معيشتهم.