أجرى القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، زيارته الأولى إلى العراق، أمس الثلاثاء، وذلك لمناقشة مستقبل الجيش الأمريكي في البلاد، بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب بضرورة وجود قاعدة عسكرية هناك.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن وزارة الدفاع تدرس نقل بعض الجنود الأمريكيين من سوريا إلى العراق بعد إعلان ترامب غير المتوقع في ديسمبر أنه سيسحب جميع أفراد الجيش الأمريكي المتركزين في سوريا، والبالغ عددهم 2000 فرد.
وتأتي زيارة شاناهان القصيرة إلى العراق في أعقاب يوم واحد من زيارته أفغانستان، وتجري في الوقت الذي يبحث فيه البيت الأبيض تعيينه وزيرًا للدفاع ليصبح ثاني وزير دفاع في عهد ترامب، بعد جيمس ماتيس الذي استقال على خلفية الانسحاب من سوريا.
وبحسب “واشنطن بوست” إن تعيين شاناهان سيكون بمثابة تحولًا كبيرًا نظرًا إلى أنه من قدامى المتخصصين في مجال الصناعة ووافد جديد نسبيًا إلى السياسة العسكرية، كما يعتبر أول شخصٍ منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم يزر العراق أو أفغانستان -اللتين استهلكت حروبهما المضادة للتمرد انتباه الجيش على مر عقدين تقريبًا- قبل تولي مسئولية البنتاجون.
وتأتي زيارة شاناهان وسط احتجاجات سياسية عارمة في العراق بعد تلويح ترامب بإبقاء الوجود العسكري الأمريكي البلاد بحجة مجابهة إيران، رغم أنه كشف في وقت سابق أن سبب بقاء القوات الأمريكية سواء في سوريا أو العراق هو تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو الأمر الذي أثار جدلًا حول دوافع الوجود الأمريكي في البلدين، كما دفع هذا بعض السياسين العراقيين إلى دفع تشريع من شأنه أن يحد من دور واشنطن.
وفي ديسمبر الماضي، حولت زيارة ترامب السرية إلى القوات الأمريكية في غرب العراق القضية إلى هاجس وطني، بيد أن هذا الأمر شكل صدمة إلى العديد من العراقيين من مختلف تيارات الطيف السياسي، حيث إن ترامب ذهب إلى العراق ولم يقابل قادة البلاد، قائلين إنَّ هذا التصرُّف إهانةٌ لسيادة العراق.
وأسفرت تصريحات ترامب الأخيرة عن دعوات جديدة إلى طرد القوات الأمريكية، وأثارت إداناتٍ من جانب علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق، والرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، مع أنَّ صالح والعبادي يعتبران حليفين مقربين إلى واشنطن.