تحقيقات و تقاريرعاجل

البوليساريو .. و صدع جديد بين الدول العربية والأفريقية المشاركة  في القمة ( العربية – الأفريقية ) الرابعة

انسحب الوفد المغربي من الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب المشارك في أعمال القمة ( العربية – الأفريقية ) الرابعة التي بدأت اجتماعاتها في غينيا الاستوائية يوم الاثنين الماضي ، وذلك اعتراضاً على مشاركة وفد من ( جبهة البوليساريو ) في أعمال القمة ووضع علم الجبهة في قاعات الاجتماع .. فيما أعلن (8) دول هم ( السعودية / الإمارات / البحرين / قطر / سلطنة عمان / الأردن / اليمن / الصومال ) انسحابهم من الاجتماع أيضاً تضامناً مع المغرب .

 هذا وقد ذكر بيان لوزارة الخارجية المغربية أن من بين الضوابط هو أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين ( العربي / الأفريقي ) على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة ، وأن الجبهة ليست عضواً في الأمم المتحدة ، ولكنها عضو في الاتحاد الأفريقي ، حيث حصلت الجبهة على عضوية منظمة الوحدة الأفريقية عام 1982 ، ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسمياً عام 1984 .. بينما تقدمت المغرب في شهر سبتمبر الماضي بطلب الالتحاق بالاتحاد الأفريقي ، بعد نحو (32) عاماً من انسحابه من العمل الأفريقي المؤسساتي الجماعي ، ومن المقرر أن تبتّ قمة أفريقية سيتم عقدها في يناير المقبل في هذا الطلب .

وقد تسبب انسحاب الوفود من القمة في إخلال كبير بأعمالها ، مما اضطر رئيس المجلس الوزاري للقمة وزير الخارجية الكويتي الشيخ ” صباح خالد الحمد الصباح ” إلى رفع أعمال اجتماعات المجلس الوزاري بشأن مشاركة الجبهة إلى اجتماع القادة المُقرر عقده اليوم لمناقشة موضوع الدول العربية المنسحبة .. وذلك في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الرؤساء في التوافد إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في أعمال القمة .

وعلي الرغم من انسحاب بعض الدول العربية من الاجتماع ، فقد توافد رؤساء الدول العربية وأفريقية لحضور القمة منهم ( الرئيس السوداني / الرئيس الموريتاني / رئيس وزراء إثيوبيا / الرئيس التشادي ) ، كما وصل أمير الكويت الشيخ ” صباح الأحمد الصباح ” والتقى بالرئيس ” السيسي ” هناك وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين البلدين .

جدير بالذكر أن وفد من البوليساريو كان قد شارك في الاحتفالية التي نظمها البرلمان المصري في شهر أكتوبر الماضي بمناسبة الاحتفال بمرور (150) عام على تأسيس البرلمان  ، حيث أوضح عدد من أعضاء مجلس النواب المصري أن البرلمان الأفريقي هو الذى قام بتوجيه الدعوة للوفد للمشاركة في الاحتفالية ، فالبرلمان الأفريقي كان هو المسئول عن توجيه الدعاوى لحضور الاحتفالية وأن تواجد ذلك الوفد في شرم الشيخ لا يعنى بأي حال من الأحوال دعم مصر له ، وأكد النواب أنه لم يتم رفع علم البوليساريو خلال الاحتفالية ، خاصة وأن مصر لم تعترف بما يسمي بـ ( الجمهورية العربية الصحراوية ) كجمهورية مستقلة ، مؤكدين دعم مصر لوحدة التراب المغربي .

” جبهة البوليساريو ” وسر عداء المغرب لها:

تأسست جبهة البوليساريو في عام 1973 ، بدعم مالي وعسكري من الجزائر ، وتُعرف أيضًا باسم ( الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ) ، وقد  قامت الجبهة من أجل إنشاء دولة مستقلة في الصحراء الغربية ، وهو ما ترفضه المغرب من وقتها وحتى الآن ، وكان الولي ” مصطفى السيد الرقيبي ” ، أول من تولى رئاستها ، إلا أنه قُتل في 1976 ، وتولى بعده ” محمد عبد العزيز ” ، الذي لا يزال رئيسًا لـ ” البوليساريو ” حتى الآن .

وبعد إنهاء الاستعمار الإسباني 1975 ، بدأ النزاع الفعلي والمسلح بين المغرب والبوليساريو ، عندما أعلنت الأخيرة في 1976 ، عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من جانب واحد ، واعترفــت بهــا بعــض الــدول ومنهــم الجزائر .. واستمر النزاع المسلح بين ( المغرب / البوليساريو ) حتى عام 1991 ، عندما تم توقيع اتفاق برعاية الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بين الطرفين ..و في 1982 اعترفت منظمة الوحدة الأفريقية ومنحتها عضويتها ، وعلى إثر ذلك انسحبت المغرب من المنظمة رسمياً عام 1984 ، ويشار إلى أنها تقدمت في سبتمبر الماضي ، بطلب للاتحاد الإفريقي للعودة مجدداً بعد غيابها نحو 32 عامًا .. وحاول الأمين العام السابق للأُمم المتحدة ” كوفي عنان” ، حل الأزمة بين المغرب والبوليساريو ، فاقترح أن يكون لدولة المغرب الثلثان ولدولة البوليساريو الثلث في الصحراء الغربية وهو ما رفضته المغرب .

هذا و  تُصر المغرب على أحقيتها في الصحراء الغربية ، وقدمت بعض الحلول لإنهاء الأزمة ، ومنها أن يكون فيها حكم ذاتي موسع لكن تحت سيادتها ، وفي المقابل تطالب ” البوليساريو ” التي بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة .

وعلى الرغم من اعتراف بعض الدول بجبهة « البوليساريو » أو الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، إلا أنها ليست عضوًا بالأمم المتحدة ، ولا بجامعة الدول العربية .

الجدير بالذكر أن جبهة البوليساريو لم تشارك في القمة العربية الأفريقية الأخيرة التي استضافتها دولة الكويت في نوفمبر  2013  .. حيث قررت الحكومة الكويتية منع أي وفود من جبهة البوليساريو من المشاركة في القمة .. وعقدت قمة الكويت الثالثة بمشاركة (34 ) رئيس دولة ، و(3) نواب رؤساء ، و(7) رؤساء وزراء ، إلى جانب هيئات ومنظمات دولية أخرى ، وفرض فيها الجانب الاقتصادي نفسه بقوة على أجندة أعمالها .. في سياق متصل كانت السعودية تقدمت بطلب لاستضافة القمة الخامسة بالرياض في عام 2019.

 

زر الذهاب إلى الأعلى