ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية أنه من المتوقع أن يأمر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق قبل مغادرته منصبه في يناير، مضيفة أنه في خطوة للوفاء بتعهده الطويل الأمد بإعادة القوات إلى الوطن ووقف التورط الأمريكي في “حروب لا نهاية لها”، يُعتقد أن التعديل الأخير في قيادة البنتاجون جزء من خطة لتقديم موعد الانسحاب، مشيرة إلى أن وزير الدفاع بالإنابة الذي تم تعيينه مؤخراً “كريستوفر ميلر” أشار إلى أن انسحاب القوات هو أولويته، وكتب في مذكرة إلى البنتاجون أنه “حان وقت العودة إلى الوطن، لقد كانت هذه المعركة طويلة، وتضحياتنا كانت هائلة والعديد منهم سئم الحرب، وأنا واحد منهم”.
و أضافت الصحيفة أن مسئولون سابقون في وزارة الدفاع الأمريكية أعربوا عن قلقهم من أن “ميلر” يتعرض لضغوط للانتهاء من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق قبل أن يصبح “جو بايدن” رئيساً في 20 يناير، مشيرة إلى أنه بموجب خطط البيت الأبيض التي كشف عنها في الشهر الماضي مستشار الأمن القومي “روبرت أوبراين”، كان من المقرر خفض القوات البالغ عددها (4500) في أفغانستان إلى (2500) بحلول أوائل العام المقبل، مضيفة أن اتفاق السلام المبرم بين الولايات المتحدة وحركة طالبان نص على سحب جميع القوات الأمريكية وقوات التحالف “في غضون 14 شهراً”، وهو جدول زمني يجعل الموعد النهائي لسحب تلك القوات هو الأول من مايو 2021، مشيرة إلى أن الجنرال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة “مارك ميلي” عارض الرقم (2500) وأكد إن توقيت التخفيضات الإضافية في الوجود الأمريكي يجب أن يعتمد على الظروف على الأرض، كما أيد “مارك إسبر” الذي أقاله “ترامب” من منصب وزير الدفاع قبل أسبوع، النهج الحذر تجاه المزيد من التخفيضات في أفغانستان، حيث أكد “إسبر” للبيت الأبيض قبل إقالته أن الانسحاب السريع فكرة سيئة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مسئول دفاعي أمريكي سابق أشار إلى أهمية التنسيق مع الحلفاء في هذا الشأن، مضيفة أن المسؤول السابق أكد أن “ترامب” أبلغ “إسبر” أنه يعتزم المضي قدماً في الانسحاب قبل 20 يناير لكن البنتاجون “لم يكن موافقاً على المستوى المؤسسي”.
و أضافت الصحيفة أن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور
“ميتش ماكونيل” ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ “جيم إينهوفي” حذرا “ميلر” من أنه ستكون هناك معارضة لانسحاب “غير مدروس”، وأكد المسئول السابق أن “ميلر” يبدو على استعداد لمجرد تنفيذ ما يطلبه “ترامب”.
وذكرت الصحيفة إلى أنه كان هناك حذر مماثل بشأن العراق، وتم تقليص عدد القوات الأمريكية التي يبلغ قوامها (5200) جندي إلى (3000) في سبتمبر، مما يعكس الثقة العسكرية الأمريكية المتزايدة في قوات الأمن العراقية، ومع ذلك، هناك قلق من أن الوجود العسكري سينتهي كطريقة لـ “ترامب” لضمان إرث السياسة الخارجية، مضيفة أنه من جانبها أكدت بريطانيا إنها ليست على علم بأي خطط وشيكة لسحب جميع القوات الأمريكية في أفغانستان، حيث أن لديها حوالي (500) فرد في أفغانستان ويعتقد أنه من غير المحتمل أن يكونوا بأمان بدون المخابرات الأمريكية وقدرات الاستطلاع.