تحقيقات و تقاريرعاجل

التجربة النووية الكورية الشمالية.. دق إسفين بين أمريكا وحلفائها

أجرت أمس الأحد كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، عقب إعلانها عن تصميم رأس نووي صغير متطور، وبعد أيام من إعلان بيونج يانج أنها أجرت تجربة على صاروخ متوسط المدى من طراز هواسونغ-12 في أولى تجاربها فوق البر الياباني. ووجهت الحكومة اليابانية تحذيرات إلى مواطنيها عبر الرسائل النصية ومحطات الإنذار العامة قبل أن يتحطم الصاروخ في المياه قبالة جزيرة هوكايدو. واعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن الصاروخ يمثل “خطراً غير مسبوق وتهديداً جدياً”. ووصف التجربة النووية بأنها “غير مقبولة”.

وكتب ليف-إيريك إيسلي في مجلة “فورين بوليسي” أن نظام كيم جونغ- أون اختبر هذه السنة صواريخ أكثر مما فعل والده كيم جونغ-إيل خلال عقدين من الحكم. ويبدو أن برنامج التجارب الناشط، الذي يشكل انتهاكاً فاضحاً لقرارات مجلس الأمن، مصمم لإسباغ مصداقية على التهديدات الكورية الشمالية لكلٍ من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

دق إسفين

وفضلاً عن قدراتها العسكرية، يقول إيسلي إن التجارب الصاروخية والنووية لبيونج يانج تشمل هدفاً ديبلوماسياً لدق إسفين بين الولايات المتحدة، وحلفائها، والصين. إن نظام كيم يهدف إلى زرع الإنقسام بين جيرانه من أجل الحصول على تنازلات، وإفشال العقوبات، وعرقلة عملية الضغط المنسق. وإذا عززت الولايات المتحدة التعاون الثلاثي مع اليابان وكوريا الجنوبية، يمكن أن تواجه تهديدات بيونج يانج وتشجع الصين على ارغام كوريا الشمالية على العودة إلى محادثات نزع التسلح النووي.

اليابان

ورأى أن قدرة بيونج يانج على التفريق بين واشنطن وطوكيو تعتمد على قدرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقديم الضمانات لليابان، وعلى القدرة الاستباقية لحكومة شيزو آبي في ما يتعلق بالسياسة الأمنية. وفي مواجهة تصرفات كوريا الشمالية، فإن اليابانيين يمكنهم تلمس كيف أن إدارة ترامب منشغلة بقضايا سياسية تتراوح من فضيحة روسيا –غيت إلى تشارلوتسفيل. وفي الوقت نفسه فإن قيادة أمريكية تركز على تحالف يتشارك في الأعباء قد تفسر الحاجة اليابانية المتزايدة لتوسيع الردع، على أنه من قبيل الركوب المجاني.

وأشار إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن محاولات بيونج يانج لتعقيد العلاقات بين واشنطن وطوكيو ضعيفة. إذ إن الحكومة الأمريكية تدعم بقوة اليابان، فالاهتمام الرسمي والإلتزام قويان، على رغم المطالب المحلية واستمرار المراكز الشاغرة في كثير من المناصب في الإدارة الأمريكية. وفوق ذلك فإن إدارة آبي تتوق إلى زيادة المساهمات الدفاعية والتنسيق مع الولايات المتحدة.

سيول

ولفت إيسلي إلى أن الإستفزازات الكورية الشمالية قد تعقد العلاقت بين سيول وطوكيو. وقد تحسن في الآونة الأخيرة التعاون الأمني بين كوريا الجنوبية واليابان، بما في ذلك حوارات على مستوى عالٍ، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وتمارين عسكرية على التصدي للغواصات والدفاع الجوي. ومع ذلك يبقى هذا التقدم في العلاقات تجريبياً وخاضعاً لرقابة الرأي العام الكوري الجنوبي على حكومته.  

زر الذهاب إلى الأعلى