تحقيقات و تقاريرعاجل

التغيير في إيران يتحقق على أيدي الشعب.. لا حاجة لتدخل دولي

كتب بيري كاماك، زميل برنامج الشرق الأوسط لدى “مركز كارنيغي للسلام الدولي”، في موقع “ذا هيل” الإخباري، أن التغيير في إيران سوف يتحقق على أيدي الشعب الإيراني، لا من قبل الولايات المتحدة.

وقال إنه عندما ينتفض محتجون مسالمون ضد حكومة مستبدة، فمن الطبيعي أن يدعمهم الأمريكيون. وينطبق هذا خاصة عندما تكون الحكومة التي يعارضها محتجون تنفخ في نار الطائفية والإرهاب، وترفع شعار”الموت لأمريكا” كرمز لثوريتها.

تجربة

ولكن، بحسب الكاتب، لم تكن تجربة الولايات المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، ناجحة في الشرق الأوسط. وفيما تفكر إدارة ترامب والكونغرس في كيفية التصرف حيال الانتفاضة الشعبية الكبرى المتسارعة عبر إيران، لا بد من تذكر بعض الدروس.

بداية، يرى كاماك، أن قدرة أمريكا في التأثير على ديناميكيات ثورات شعبية تجري في مناطق بعيدة، تبقى محدودة. وعلى سبيل المثال، لم تكن أمريكا هي من أقنعت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، على التخلي عن السلطة، ولا جاء قراره نتيجة ضغط دولي، بل لأن موقفه بات حرجاً أمام الشعب والجيش المصري.

وفي المقابل، في سوريا، وقبل أن تتحول الانتفاضة السلمية إلى حرب وحشية أهلية، لم يكن للولايات المتحدة أي تأثير سواء في دعم المحتجين، أو لإقناع حكومة الأسد بضبط ردها.

نتائج كارثية

إلى ذلك، يعتقد الكاتب أن أي تغيير للنظام يفرض عبر تدخل خارجي يقود عادة إلى نتائج كارثية. وعند العودة إلى تجارب أمريكا في المنطقة، وتذكر الاضطرابات التي خرجت في عام 2003، قد يفترض بعضهم أن عبارة “تغيير النظام” قد اختفت من خطاب السياسة الخارجية. ولكن بدأ مسؤولون سابقون في مناصرة فكرة تغيير النظام في إيران.

وثالثاً، يقول الكاتب، لا يرجح نجاح محاولات تحقيق أهداف سياسية محددة في دول أجنبية. فكما غضب الأمريكيون من التدخل الروسي في شؤونهم الداخلية، يفترض أن يرفض إيرانيون تدخلاً أمريكياً مباشراً في شؤونهم.

تبديد أموال

وبرأي كاماك، تشير التجربة الأمريكية في العراق وسوريا، وفي أماكن أخرى، إلى أن الدعم السياسي أو المالي للمعارضة الإيرانية قد يتبدد، أو يحتمل أن يصل إلى جماعات معادية للمصالح الأمريكية. ولذا من الأفضل دعم تدابير هادفة تحد من قدرة طهران على قمع حرية التعبير، أو جهود للاحتفاظ بأدلة جنائية بشأن تجاوزات لحقوق الإنسان.

طموحات إيران الخارجية

من ثم يرى الكاتب وجوب عدم خلط صناع السياسة الأمريكيين بين الاضطرابات داخل إيران وسلوكها الخارجي. فإن بعض من يصفقون للانتفاضة الإيرانية لا يفعلون ذلك انطلاقاً من تضامنهم مع مطالب المحتجين، بل بدافع تحقيق آمالهم بتقويض طموحات إيران الخارجية.

وبحسب كاماك، من الأفضل لمسؤولين أمريكيين دعم مطالب إيرانية لتطبيق حكم القانون وانتهاج الشفافية، وتحقيق فرص اقتصادية وإطلاق الحريات الشخصية. ولكن من المهم إدراك حقيقة أن تلك المطالب تتحقق عبر عملية ديناميكية تتقرر داخل إيران ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى