السياسة والشارع المصريتحقيقات و تقاريرعاجل

التفاصيل الكاملة لأزمة تصريحات الشيخ ” سالم عبد الجليل ” حول فساد عقيدة الأقباط

أكد الوكيل السابق لوزارة الأوقاف سالم عبد الجليل  – خلال برنامجه ( المسلمون يتساءلون ) على قناة المحور أول أمس – أن ( عقيدة اليهود والنصارى عقيدة فاسدة وضالة ، لكن لهم عندنا التعايش والمحبة والمعاملة الحسنة ) ، مضيفاً : ( انتبهوا يا مشايخ ، اللهم بلغت اللهم فاشهد ، يا يهود ويا نصارى أنتم طيبين وبشر وهنعاملكم كويس ، لكن الفكر اللي انتوا عليه والعقيدة اللي انتوا عليها عقيدة فاسدة ، ارجعوا لربكم ) .. وفيما يلي تداعيات تلك التصريحات :

 أصدرت وزارة الأوقاف بياناً مساء أمس أكدت خلاله أن الدكتور  سالم عبد الجليل  مستقيل ولا علاقة له بوزارة الأوقاف نهائياً ، وقررت منعه من صعود المنبر ما لم يصحح ما أثارته تصريحاته من قلق وتوتر ، ويتعهد صراحة بعدم التعرض لعقائد الآخرين ، حيث إن الحديث عن مثل هذه القضايا لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمي والسلام المجتمعي الذي نسعى لتحقيقه على أرض الواقع .

من جانبه أكد مقدم برنامج ( آخر النهار ) الإعلامي  خالد صلاح  أن  عبد الجليل  ينتقد كل من يقول كلام لتقريب قلوب الناس ، مؤكداً أن ما يحدث يشير إلى أنه من نعتقد فيهم أنهم قادرين على إصدار خطاب ديني جديد بعيدين تماماً عن ذلك .. من جانبه أكد  عبد الجليل  – خلال البرنامج – أن تلك التصريحات جاءت في سياق تفسير آيات قرآنية في سورة آل عمران ، مؤكداً أن ما صرح به لا يُعد ازدراءً للأديان ، مضيفاً : ( إذا كان كلامي يُفهم خطأ فأنا أعتذر عنه ، ولكني مؤمن تماماً بما أقول وليس لدي مانع في المحاكمة ) .

كما أكد رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان  نجيب جبرائيل  أنه تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه  عبد الجليل  بازدراء دين سماوي وتهديد الوحدة الوطنية ، مضيفاً : ( ما هي فائدة مؤتمر السلام في الأزهر الذي انعقد الأسبوع الماضي وما فائدة أن الرئيس السيسي يتكلم عن تجديد الخطاب الديني عندما يكون هناك قيادة من قيادات الأزهر مثل عبد الجليل يصف أن المسيحية عقيدة فاسدة .. يجب أن يخرج بيان في أسرع وقت لأن اليوم سيكون هناك وقفة احتجاجية أمام النائب العام ) .

كما أكد النائب  محمد أبو حامد  أن أي خطاب يتعارض مع مبادئ الدستور فهو أمر مخالف للقانون ، موضحاً أنه تقدم باستجواب لوزير الأوقاف عما يحدث في المساجد ، مشدداً على ضرورة محاسبة كل من يروج للأفكار التكفيرية بتهمة ازدراء الأديان ، مؤكداً أن تلك التصريحات تخالف الدستور .

 وتطرق الباحث الإسلامي  أحمد عبده ماهر  إلي تلك التصريحات موضحاً انها نتاج تدريس مناهج الفكر المتشدد ، مؤكداً أن  عبد الجليل  يُعد أحد شيوخ العمائم مثيري الفتن .

فيما أكد الإعلامي  وائل الإبراشي  أن الحديث عن بعض الفتاوى ضد الأقباط لا يقل عن تفجيرات الكنائس ، مؤكداً أن تلك التصريحات تسبب اغتيالاً نفسياً ومعنوياً وتجعل الأقباط يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية .

وأعرب الإعلامي  عمرو أديب  عن استيائه من تلك التصريحات ، مضيفاً : ( لماذا يخرج علينا في هذا التوقيت عبد الجليل ويقول إن المسيحيين كفار ، وما مقصده من هذا ؟ ) .

وفي ذات السياق تصدر هاشتاج ( #حاكموا_سالم_عبد_الجليل ) قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً على موقع ( تويتر ) .

وكان رد الدكتور سالم عبدالجليل انه صرح خلال بياناً له حول أزمته الأخيرة التى هاجم فيها العقيدة المسيحية، قال فيه إن ما صدر منه فى إحدى حلقات برنامجه اليومى المذاع على قناة المحور الفضائية، كان فى سياق تفسيره لسورة آل عمران، ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة، وتحديدا لقول الله تعالى فى سورة آل عمران: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ.

وأضاف عبد الجليل فى بيانه: وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر، وأكرّر تأكيدى على ما أكّدتُه فى نفس الحلقة المشار إليها، الحكم الشرعى بفساد عقيدة غير المسلمين – فى تصورنا – كما أن عقيدتنا فاسدة فى تصورهم، لا يعنى استحلال الدم أو العرض أو المال بأى حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة.

وتابع الدكتور سالم عبد الجليل بيانه قائلا: كلمة كفر الواردة فى القرآن الكريم تعنى المغايرة والتغطية، وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل فى مصر حديثا، من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيئ الخلق والفاجر فى الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس فى اللغة العربية، ولم يكن حتى على زمن نزول الوحى، فكيف يكون فى القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركين، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان فضلا عن أنه من أهل الكتاب وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ.

واستطرد عبد الجليل فى بيانه، قائلا: إن للإنسان فى ديننا حريته فى اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، رغم أنه يقال فيها عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم كلام عكس ما نعتقده تماما، من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبى بأهل مصر خيرا، فاحترامهم مؤكد وإكرامهم أوجب، أما فى دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنسانى والمحبة والبر، ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل.

وفى إطار توضيحه لما قاله ويطال العقيدة المسيحية، واعتذاره عما بدر منه، قال سالم عبد الجليل: أوضح أنّ مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين، بل بيننا وبين أبناء الجنس البشرى فى كل بقعة من بقاع الأرض، ليست محل بحث أو نقاش، فهى محسومة بنص القرآن الكريم فى سورة الحجرات: يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير، والعلاقة بين بنى البشر تقوم على احترام الآخر والحفاظ له على دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، وهذه مقاصد جميع الشرائع السماوية، ومعاملة غير المسلمين بالبر والقسط والمعروف هى منهجنا كما قال تعالى فى سورة الممتحنة: لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ، والشركاء فى الوطن لا يجوز التمييز بينهم على أساس العقيدة أو غيره، بل هم جميعًا مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، وهذا ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة مع اليهود، واعتبرهم مع المؤمنين أمة واحدة.

كما تقدم عبدالجليل بالشكر للدكتور حسن راتب، على استضافته له على قناة المحور على مدى عام وبضعة أشهر، وشكر جميع العاملين فى القناة، موضحا أن مسألة إنهاء التعاقد ترجع لرؤية صاحب القناة، وأنه يعذره فى قراره ويدعو الله له بالتوفيق، مختتما بيانه بتوجيه الشكر لكل من تواصل معه، وعلى الأخص من الإخوة المسيحيين، مشددا على عدم انزعاجه من فسخ التعاقد من جانب قناة المحور، ملتمسا لهم العذر، ومختتما بيانه بالآية القرآنية: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا .

زر الذهاب إلى الأعلى