«الجارديان»: السعودية تعيد إثبات نفوذها إقليميا بتصعيد محمد بن سلمان
أثار المرسوم الملكي السعودي، الذي صدر فجر اليوم الأربعاء، بتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد بدلا من الأمير محمد بن نايف، اهتمام الصحافة العالمية التي اعتبرت أنها خطوة مفاجئة ومثيرة للدهشة.
صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إن قرار الملك سلمان، يؤكد توحيد تحرك المملكة لإعادة إثبات نفوذها كقوة إقليمية، وأن الأمير محمد بن سلمان سيكون وريثا للحكم.
وأضافت الصحيفة "قد تم الإعلان عن هذه الخطوة بموجب مرسوم ملكي بعد منتصف الليل، مما يثير الدهشة لدى المؤسسة السعودية، التي شهدت تزايدا ملحوظا في سجل بن سلمان خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن في الوقت نفسه كانت تضمن دور ولي العهد السابق محمد بن نايف، القيصر الأمني المخضرم، آمنا".
"الجارديان" ذكرت أن هذه الخطوات تأتي بعد سلسلة من التحركات المذهلة من المملكة التي عادة ما تكون حذرة، والتي شهدت في الأسابيع الأخيرة إعادة تقويم العلاقات مع واشنطن والهجوم الدبلوماسي على قطر بقيادة بن سلمان، في حين تمضي قدما في حرب اليمن، وكذلك طموح الإصلاح الاقتصادي والثقافي في الداخل.
وبحسب الصحيفة البريطانية، كان بن سلمان مركزا للتغييرات، مما ساعد على تزايد سجله وسلطاته سريعا تحت وصاية الملك البالغ من العمر 81 عاما، والذي منحه صلاحيات حرة في معظم جوانب المجتمع.
وعلى النقيض من ذلك، فإن بن نايف، وزير الداخلية السابق ومدير الاستخبارات وحليف الولايات المتحدة التقليدي، قد تم تهميشه بشكل متزايد وألغى المرسوم الأخير جميع مناصبه.
ولفتت الصحيفة إلى أنه قد لعب دورا ضئيلا في برنامج الإصلاح، كما أنه لم يمنح سوى القليل من الوقت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للمملكة، والتي يعتقد أنها سرعت بإجراءات التغيير في الخلافة.
ومن خلال المرسوم الملكي الجديد، يحافظ بن سلمان على منصبه كوزير للدفاع ويضاف إليه منصب نائب رئيس الوزراء. كما يرأس اجتماعا أسبوعيا لمجلس الوزراء يركز على جميع جوانب المجتمع السعودي.
وكانت هيئة البيعة قد وافقت على التغيرات الجديدة بـ31 صوتا من أصل 34 صوتا.
"الجارديان" اعتبرت أن المرسوم الجديد يرسخ الصلاحيات التي كان بن سلمان قد تحملها بسرعة مذهلة منذ أن صعد والده للعرش في يناير 2015. ومنذ ذلك الحين، قام بتوطيد نفوذه أكثر من أي شخص آخر في المملكة، وتصدر خططا لخصخصة شركة النفط الحكومية "أرامكو"، وفي نفس الوقت تولى مسؤولية الحرب في اليمن، وواحدة من كبرى ميزانيات الأسلحة في العالم.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن قرار حصار قطر وعزلها قد قاده الأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن الخطوة، التي ما زالت تتردد أصداؤها في مجلس التعاون الخليجي، قد تم اتخاذها بناء عى زيارة ترامب التي أعادت تحديد أولويات الرياض كحليف إقليمي وأعادت مراجعة علاقات إدارة أوباما مع إيران.
ومنذ ذلك الحين، حاولت الرياض توطيد ما تعتبره هيبتها المتجددة، وفرض وجودها في المنطقة. وكان ينظر إلى قطر على أنها خارجة عن القانون بسبب صلاتها بإيران والإخوان المسلمين، وهما قوتان يعتبرهما سلمان تهديدات للرياض وأماكن أخرى في الخليج.
الصحيفة البريطانية ذكرت أن "الصعود السريع للأمير محمد بن سلمان لم يكن ليمر دون أي نقد"، ونقلت عن دبلوماسي غربي في العاصمة السعودية قوله إن "الكثيرين لا يحبونه هنا. فهو ينظر له على أنه لا يستحق الصلاحيات التي منحت له".
ومع ذلك فإن فئة الشباب الأصغر سنا يدعمونه باعتباره الأمير الذي تعهد بتلبية احتياجاتهم من خلال زيادة كبيرة في خيارات الترفيه في جميع أنحاء المملكة، مع التركيز على قضايا أخرى مثل التعليم وتوفير المزيد من فرص الوصول إلى الوظائف التي تتطلب مهارات.