كشفت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن المملكة المتحدة دعت ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى لحضور اجتماع في البحرين اليوم الأربعاء، وذلك في إطار محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية عمليات الشحن عبر مضيق هرمز.
وأضافت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- أن بريطانيا تأمل أن تكون بمثابة جسر بين الولايات المتحدة- ذات أكبر تواجد عسكري كدولة غربية في المنطقة- ودول أخرى مثل ألمانيا، التي تحجم عن المشاركة في أي مهمة تقودها واشنطن.
وقالت مصادر من القصر الملكي البريطاني في تصريح للصحيفة إن المقترح البريطاني بإنشاء قوة حماية بقيادة أوروبية للتصدي لإيران إذا حاولت في المستقبل الاستيلاء على ناقلات النفط، لا يزال قائما رغم إقالة جيريمي هنت من منصب وزير الخارجية البريطانية في أحدث تعديل وزاري لبوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الجديد.
بيد أن المسؤولين البريطانيين أقروا بأن نجاح هذه المهمة يعتمد على مشاركة الولايات المتحدة، “سواء ما ترأست واشنطن المهمة أو دعمتها”. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تواجد أسطول الولايات المتحدة الخامس، المسؤول عن منطقة الخليج، في البحرين.
وكانت إيران قد استولت قبل أسبوعين على ناقلة النفط /ستينا إمبيرو/ ترفع العلم البريطاني. وقالت طهران إن الناقلة انحرفت عن المسار البحري الدولي. بينما قالت المملكة المتحدة إنها إيران احتجزت ناقلة النفط بطريقة غير قانونية في المياه العمانية.
وكشفت عملية استيلاء إيران على ناقلة النفط البريطانية الصعوبات التي تواجهها بريطانيا في حماية عمليات الشحن الخاصة بها في مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس النفط العالمي.
ويرى المسؤولون البريطانيون أنه ينبغي على الدول الأوروبية الأخرى المشاركة في مهمة بحرية دولية باتت في النهاية صراعا بريطانيا-إيرانيا لأنهما “واقعتان في نفس الخندق” وذلك بالنظر إلى أهمية استمرارية إمدادات النفط.
وأفاد المسؤولون البريطانيون بأنه من المقرر عقد الاجتماع بعد ظهر اليوم الأربعاء، بيد أنه من غير المتوقع أن يثمر هذا الاجتماع عن أي نتائج فورية. وقالوا إن المقترحات ستُعاد إلى الحكومات المعنية لإجراء مزيد من النقاش.
وبشكل منفصل، أكدت السفارة الأمريكية في برلين أنها طلبت رسميًا من ألمانيا وكذلك بريطانيا وفرنسا، الانضمام إليها في مهمة بحرية في الخليج، والتي يمكن أن تشكل جزءًا من الجهود التي تقودها المملكة المتحدة.
وقالت مصادر دبلوماسية إن بيان السفارة الأمريكية كان محاولة للضغط على ألمانيا للمشاركة في هذه المهمة. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في برلين “لقد طلبنا من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة للمساعدة في تأمين مضيق هرمز ومحاربة العدوان الإيراني”.
وأضافت السفارة: “لقد كان أعضاء الحكومة الألمانية واضحين فيما يتعلق بضرورة حماية حرية الملاحة … وسؤالنا هنا: من يقوم بالحماية؟”
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ثمة معارضة كبيرة بين الاشتراكيين الديمقراطيين في ألمانيا للمشاركة في مهمة تقودها الولايات المتحدة.