أكدت الجمعية الفلكية بجدة، بأن المزاعم التى يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تتحدث عن نهاية العالم اليوم السبت 23 سبتمبر الجارى بسبب جسم يسمى لدى المنجمين “نيبيرو” هى محض كذب وضحك على الناس، مؤكدة أن كافة الأجسام الفضائية المعروفة مسجلة فى قاعدة بيانات الاتحاد الفلكى الدولى على الرابط التالى https://ssd.jpl.nasa.gov/sbdb.cgi#top ، مشيرة إلى أنه لا يوجد فى قاعدة البيانات “نيبيرو الخرافى”.
وكشفت الجمعية الفكلية بجدة فى تقرير لها، أن المزاعم تتحدث بأن الجسم الخرافى نيبيرو سيكون مرئيا من سطح الأرض اليوم 23 سبتمبر وسيدمر الحضارة البشرية، استنادا إلى نصوص قديمة وظهور القمر تحت نجوم العذراء إلى جانب أدلة على أهرامات الجيزة تشير لكارثة هائلة ستؤدى إلى نهاية البشرية.
وتحدثت فى التقرير عن أصل قصة “نيبيرو” الذى شغل العالم، حيث أوضحت أنها بدأت بمزاعم لكاتب الخيال العلمى الأمريكى “زيكاريا ستيشن” الذى افترض أن كوكب اكتشفته الحضارة السومرية فى طريقة نحو الأرض، وألف روايات خيالية عن الحضارة السومرية “حيث ادعى فى عدة كتب منها على سبيل المثال كتاب “الكوكب الثاني عشر” الذى نشر عام 1976 أنه وجد وترجم بنفسه حروفا مسمارية من أجل أن يبرهن بأن الحضارة السومرية عرفت 12 كوكبا فى نظامنا الشمسى، والكوكب الثانى عشر هو “نيبيرو” الذى يدور حول الشمس مرة كل 3.600 سنوات، ويعيش على سطحه كائنات تدعى “جودز” وتلك الكائنات وصلت إلى الأرض منذ 450.000 سنة مضت ما يعنى بأن هذا الجسم مجرد تخمين شخصى وليس قائم على أرصاد فلكية .
وتابعت أنه بعد تلك الادعاء بدأت الاشاعات بأن الأرض تواجه كارثة من كوكب إكس أو نيبيرو، وتوقع المنجمون في البداية أن الكارثة ستكون في مايو 2003 ولكن عندما لم يحدث شيء تم تغيير تاريخ الكارثة الى ديسمبر 2012 حيث تم ربطه بنهاية تقويم حضارة المايا الطويل في الانقلاب الشتوي تلك السنة، ولم يحدث شىء، ومنذ ذلك الوقت يتم تغيير الموعد ويتكرر حدوث ذلك كل عام .
وأيضا تم تكرار الاشاعة من خلال الكاتب “ديفيد ميد” مؤلف كتاب ” الكوكب إكس – الوصول 2017″ حيث قال إن نجماً وصفه بتوأم لشمس مجموعتنا الشمسية يتجه نحو الكرة الأرضية من جهة القطب الجنوبي، وأن هذا النجم يحمل معه في حقل جاذبيته 7 كواكب منها نيبيرو كوكب أزرق كبير أسماه “كوكب إكس”، ويزعم أن الكوكب سيصطدم بالأرض لافتاً إلى صعوبة رؤيته بسبب الزاوية التي يتجه من خلالها إلى الأرض .
وأوضحت الجمعية الفلكية، أنه من الناحية العلمية لا يوجد جسم مسجل لدى الاتحاد الفلكى الدولى أو وكالة الفضاء ناسا أو اكتشف بواسطة مرصد فلكى حول العالم تحت اسم “نيبيرو” أو “كوكب اكس” أو أى اسم آخر سوف يصطدم بالأرض خلال العام 2017، إضافة إلى أنه لم يتم رفع مستوى الخطر مقياس تورينو لخطر اصطدام الأجسام الفضائية بالأرض، ولم تطلق الأمم المتحدة برامج الطوارئ التى تشمل إدارة الكوارث والأزمات فكل شيء طبيعي .
وأشارت إلى أنه لو كان ذلك الجسم الخرافى “نيبيرو” موجود وسوف يصطدم اليوم 23 سبتمبر 2017 فيجب أن يكون تم رصده من خلال التلسكوبات وسجلته المراصد الأرضية والفضائية ويمكن رؤيته الآن بالعين المجردة في الصباح والمساء.
وتابعت أنه ردا على ادعاء أن “نيبيرو أو إكس ” قادم في مسار باتجاه القطب الجنوبي للأرض ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي للكرة الأرضية لو افترضنا ذلك، فيوجد مرصد فلكي كبير في سليدنج سبريج بأستراليا عند خط العرض 31 درجة جنوبا وموقع تلسكوب جنوب إفريقيا الكبير عند خط العرض 34 درجة جنوبا، وهناك نقاط مراقبة في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند خط العرض 35 درجة وهذا يعني أن قطب القبة السماوية الجنوبية سيكون مرئيا للراصدين في تلك المواقع لذلك لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر .
واستطردت أنه على افتراض أن “نيبيرو” الخرافي محتجب عن هذه التلسكوبات عندها سيكون في مسار حلزوني وهذا أمر مستحيل، من أجل أن يبقى قريب من الشمس، وهذا أيضا لا يساعد هذه النظرية، لأن وكالة الفضاء ناسا تمتلك تلسكوبات فضائية مخصصة لمراقبة الشمس وهي : سوهو – استريو – المرصد الديناميكي – وهي جميعا تراقب الشمس على مدار 24 ساعة وهذه التلسكوبات تكتشف الأجرام القريبة من الشمس مثل المذنبات والكويكبات فما بالنا بجسم كبير بحجم كوكب.
ومن ضمن ما رافق كذبة “نيبيرو” الادعاء بحدوث ازدياد في عدد الزلازل، والرد على ذلك أنه في أواخر القرن العشرين، أصبح من الممكن تحديد عدد الهزات الأرضية بشكل أكبر بسبب زيادة عدد محطات الرصد الزلزالي في العالم وكثرتها تقوم بتحسين التواصل العالم، فاليوم يوجد أكثر من 8000 محطة، والبيانات الآن تتدفق سريعا من تلك المحطات من خلال الإنترنت والأقمار الصناعية هذه الزيادة في عدد المحطات وسرعة الحصول على البيانات سمح للمراكز الزلزالية تحديد موقع الزلازل بشكل سريع وتحديد موقع العديد من الهزات الصغيرة التي لم يكن اكتشافها في السنوات الماضية المبكرة .
واختتمت أنه يجب التأكيد بأن الزلازل الأرضية لم تزداد كثافتها ويوجد هناك بيانات من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي لمدة 110 سنوات والتي تظهر بأنه لا يوجد زيادة غير طبيعية في حجم أو عدد الزلازل الأرضية.