الحلقة السادسة : منطقة آسيا والمحيط الهادئ
(( العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية .. ستشهد ركود في العلاقات ، مع تصاعد التوترات بين الكوريتين ))
1 – لن يشهد الربع الثالث أي تقدم بين ( الولايات المتحدة / كوريا الشمالية ) للتراجع عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية ، وبدلاً من ذلك ستركز كوريا الشمالية الضغط من خلال الحرب الكلامية وحتى الضغوط العسكرية على كوريا الجنوبية أملاً في إجبار سيول على المساعدة في تخفيف العقوبات وتوفير الإغاثة الاقتصادية ، والاستفادة من الخلافات داخل الجارة الجنوبية والخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ، كما أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تلوح في الأفق ستثير تساؤلات رئيسية حول ما إذا كانت العلاقة الشخصية بين ( ترامب / كيم ) ستستمر إلى ما بعد تلك النقطة ، ومن ثم تحييد وإبطال السبب الرئيسي لأي أمل في التوصل إلى اتفاق .
2 – ستواصل كوريا الشمالية جهودها لتحسين أنظمتها الصاروخية ، وبناء ترسانتها النووية وتعزيز مصادر التمويل للنظام ، إلا أن الموضوع الأهم وسط كل هذا هي صحة الزعيم ” كيم جونج أون ” والتي يمكن أن تحدث اضطراباً للتوازن السياسي للنظام بما يكفي لدفع كوريا الشمالية نحو موقف أكثر عدوانية يمكن أن ينفجر إلى مواجهة بين الكوريتين ، أو اختبار يفسد ما تبقى من تواصل بين ( الولايات المتحدة / كوريا الشمالية ) .
(( التوترات بين الولايات المتحدة والصين .. ستزداد التوترات بين البلدين مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ))
1 – من المتوقع أن تزداد حدة التوترات ( الأمريكية – الصينية ) خلال الربع الثالث ، وخاصة مع زيادة القضايا الخلافية بين البلدين مثل ( هونج كونج / بحر الصين الجنوبي / تايوان / هواوي / قضايا حقوق الإنسان ) . حيث إنه من المتوقع أن تساهم القضايا المحلية في كل دولة في مزيد من توتر العلاقات ، خاصة مع قدوم رياح لا يريدها ” ترامب ” قبل انتخابات نوفمبر ومواجهة الصين لاضطرابات اقتصادية .. وبعيدًا عن التجارة ، ستواصل الولايات المتحدة المضي قدمًا في خططها لفصل أجزاء من الاقتصاديات الصينية والأمريكية ، خاصةً في قطاع التكنولوجيا وأجزاء من القطاع المالي ، كما ستعمل الولايات المتحدة على تكثيف جهودها لزيادة وضع تايوان بين المؤسسات الدولية في مواجهة ما تمارسه بكين من سياسات تعمل على تعطيل وعزل تايوان بعد فقدان نفوذها على سياسات الجزيرة .
2 – فيما يخص بحر الصين الجنوبي ، ستؤدي المواقف التصادمية المتزايدة من قبل المعارضين للصين إلى مزيد من التعزيزات الصينية بتلك المنطقة ، الأمر الذي سوف تدينه الولايات المتحدة ، كما أن الحلفاء الأمريكيين ( كوريا الجنوبية / اليابان ) سوف يجدوا أنفسهم في حيرة بين قوتين عظمتين ، فيما ستجد أستراليا نفسها في مرمى تدابير اقتصادية صينية تهدف للثأر منها بسبب دعمها للمبادرات الأمريكية بالمنطقة .
(( الوضع في هونج كونج ..ستتصاعد الاحتجاجات خاصة في الفترة التي تسبق انتخابات المجلس التشريعي ، مع استمرار الولايات المتحدة في إجراءاتها العقابية ضد حكومة هونج كونج ))
1 – من المتوقع أن تتصاعد الاحتجاجات ضد عملية السيطرة المتنامية من قبل بكين على المدينة ، وذلك بالتزامن مع عملية رفع القيود التي تفرضها هونج كونج بسبب فيروس كورونا ، وخاصة في الفترة التي تسبق انتخابات المجلس التشريعي في سبتمبر ، في ظل دفع المشرعين المؤيدين للديمقراطية نحو الحفاظ على حالة التأجج الشعبي على أمل الفوز بالأغلبية .
2 – سوف تسعى بكين لفرض قانون مشدد للأمن القومي على أمل سحق المعارضة وتهدئة التظاهرات ودعم استقرار بيئة الأعمال ، ورغم أن تلك الخطوة من شأنها أن تشعل الاضطرابات ، إلا أنها ستمكن السلطات من شن حملات القمع الأمنية ، وفي حال فوز المعسكر المؤيد للديمقراطية بانتخابات سبتمبر ، ستتحرك الحكومة المركزية للالتفاف على الحكم المحلي ، وسحق الاستقلال السياسي للمدينة ، حتى وإن كان ذلك يحمي القيمة الاقتصادية للمدينة .
3 – سوف تستمر الولايات المتحدة في إجراءاتها العقابية ضد حكومة هونج كونج ، بما في ذلك تحركات محتملة في إعفاءات التعريفة الجمركية والتي تقضي على وضعية هونج كونج كمركز تجاري محايد ، ومن غير المرجح أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات كبيرة على القطاع المالي لهونج كونج ، ولكنها ربما تمضي قدماً في خططها في زيادة التدقيق في الشركات الصينية المدرجة بالبورصة الأمريكية .
(( الوضع الاقتصادي في آسيا .. ستسبب موجات الانتشار لوباء كورونا في بعض المناطق عوائق أمام الانتعاش الاقتصادي ))
1 – إن الخروج التدريجي لمعظم دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ من جائحة كورونا خلال الربع الثالث من عام 2020 سيظل تحدياً لأي انتعاش اقتصادي ، وستشهد الصين انتعاشاً اقتصادياً بطيئاً ومتفاوت وسط تباطؤ الطلب المحلي وفرص الاستثمار ، فضلاً عن ضعف النمو بشكل أكبر بسبب تباطؤ الصادرات ، وسيجبر ما سبق الحكومة الصينية على زيادة الحوافز لدعم التوظيف والبنية التحتية والاستهلاك والشركات المتعثر .
2 – كما سيمثل استمرار تفشي العدوى في بعض المناطق – على الرغم من إجراءات المكافحة الشديدة – تحدياً أمام التعافي وإعادة فتح الاقتصاد في الصين ، إلا أن البلدان التي تبنت نهجاً أقل تقييداً مثل ( اليابان / كوريا الجنوبية / معظم دول جنوب شرق آسيا ) ستواجه خطراً أكبر يتمثل في زيادة فرص حدوث ارتفاع في حالات الإصابة ، مما قد يتطلب إعادة فرض بعض القيود ، إلا أن إندونيسيا ستستمر في كونها حالة خاصة في المنطقة ، حيث يمنع تفشي وباء كورونا قيام رئيسها باتخاذ خطوات الإصلاح الاقتصادي ، التي تعد ضرورية لجهود التعافي لما بعد انحسار الوباء .