الحلقة الثانية : منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
(( الوضع الاقتصادي .. استمرار الخسائر الاقتصادية نتيجة وباء كورونا وانخفاض أسعار الطاقة ))
1 – ستعاني دول الشرق الأوسط اقتصادياً من الركود العالمي الناتج عن وباء كورونا خلال الربع الثالث من عام 2020 ، مما سيجبر الحكومات على تقديم المزيد من الحوافز مع تسريع الجدول الزمني لبعض الإصلاحات الاقتصادية المدرة للدخل ، ولكنها مثيرة للجدل ، كما سيستمر كبار منتجي الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى ( العراق / إيران / الجزائر ) في تقليص النفقات وتحمل الديون للحد من العجز في الميزانية ، أما بالنسبة للاقتصادات المعتمدة على السياحة في المنطقة مثل ( الإمارات / المغرب / مصر / لبنان / تونس ) فإن وباء كورونا سيقلل الدخل القومي خلال موسم السياحة .
2 – سيسهم ذلك في الركود الاقتصادي وزيادة البطالة وزيادة الطلب على الدعم المالي المحلي والدولي المكلف لقطاع السياحة ، كما تمتلك البلدان الأكثر ثراء في المنطقة وخاصة ( السعودية / الإمارات / قطر ) احتياطيات مالية لتحمل الضغط الاقتصادي في هذا الربع دون أي عواقب سياسية ، وعلى النقيض من ذلك ، ستواجه البلدان التي لا تمتلك مثل هذه الاحتياطيات ضغوطاً اجتماعية وسياسية أكبر .
التوترات بين ( إيران / الولايات المتحدة ) .. استمرار التوترات لتكون مصدر رئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي
1 – ستقاوم إيران جهود التضييق التي تفرضها الإدارة الأمريكية ، وذلك باستخدام أساليبها التقليدية غير المتكافئة وعلاقاتها مع حلفاء في دول مثل ( لبنان / العراق / سوريا / اليمن ) ، الأمر الذي يرفع مخاطر حدوث اشتباك في فصل الصيف مع القوات الأمريكية ، ورداً على العقوبات الأمريكية المتزايدة على الشحن البحري والقطاعات النووية والطاقة الخاصة بإيران ، ستزيد إيران من أنشطتها النووية ، بما في ذلك زيادة مخزونات اليورانيوم المنخفض التخصيب ، كما ستقوم بعمل هجمات إلكترونية أكثر عدوانية ضد الأهداف التجارية في الخليج العربي والمنطقة بشكل كبير .
2 – ستعمق شدة تفشي وباء كورونا في إيران الصراع الاقتصادي المستمر بالبلاد ، وتقلل من الرصيد السياسي المحلي للحكومة وتدفعها إلى السعي لإلقاء اللوم على أخطاءها مع الولايات المتحدة وحلفائها ، وفي هذه الأثناء ، وبما أن استراتيجية العقوبات الأمريكية الآخذة في الاتساع تسعى إلى قطع مصادر التمويل الإقليمية عن إيران ، فإن الاستراتيجية ستلحق بالتالي أضراراً اقتصادية وسياسية بلبنان الذي أصبحت حكومته المرتبطة بحزب الله في مرمى نيران واشنطن على نحو متزايد ، وكذلك العراق الذي تكافح حكومته الناشئة مع تنفيذ إصلاحات اقتصادية .
(( أزمة سد النهضة .. إثيوبيا ستتحدى مصر من خلال المضي قدماً في ملء خزان سد النهضة ))
1 – من المرجح أن تمضي إثيوبيا في البدء في ملء خزان سد النهضة خلال الربع الثالث من العام الجاري ، مما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية كبيرة مع مصر في ظل عدم وجود اتفاق قبل بدء عملية الملء ، كما أن عدم وجود اتفاق مع مصر لن يمنع أديس أبابا من البدء في ملء خزان السد لأن الانتظار سيؤدي إلى فقدان موسم الأمطار وتأخير المشروع لمدة عام ، وقد تتمكن مصر وإثيوبيا من التوصل إلى اتفاق مؤقت يغطي عملية الملء لهذا العام فقط .
2 – لكن من غير المرجح التوصل لاتفاق أوسع لحل نقاط الخلاف الحاسمة مثل تخصيص حصص المياه أثناء الجفاف وآليات تسوية النزاعات ، ومن جانبها ستحاول مصر مناشدة الوسطاء الدوليين مثل ( الولايات المتحدة / الاتحاد الأفريقي / الأمم المتحدة ) ، لكن من غير المرجح أن تؤدي جهود الوساطة إلى تغيير كبير في موقف أديس أبابا المتشدد ، إلا أن مصر لديها القليل من الخيارات الأخرى ، ومن غير المرجح أيضاً أن تؤثر المرحلة الأولى لملء خزان السد هذا الربع بشكل كبير على إمدادات المياه في مصر ، لكن مصر لديها مخاوف طويلة المدى بشأن تضاؤل نفوذها وتأثيرها في سياسات مياه النيل ، وإمكانية بناء المزيد من السدود في دول المنبع .
(( الأزمة الليبية : استمرار هجوم حكومة الوفاق الوطني ، قد يؤدي إلى تدخل مباشر من مصر ))
1 – سيستمر الهجوم الذي تشنه حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ضد الجيش الوطني الليبي لتحقيق مكاسب كبيرة في وسط وشرق ليبيا خلال الربع الثالث ، لكن أي نجاح من قبل حكومة الوفاق الوطني قد يؤدي إلى تدخل مباشر من مصر .
2 – سيتلقى الجيش الوطني الليبي الدعم العسكري والمالي الكافي من مؤيديه الأجانب ، بما في ذلك ( مصر / روسيا / الإمارات ) لمنع انهياره ، وعلى الرغم من أن ( روسيا / تركيا ) قد يتوسطان في وقف إطلاق نار هش ، إلا أن التنفيذ سيكون متقطعاً ، ومن غير المرجح أن يؤدي إلى مفاوضات سلام موضوعية ، ومع تحول الحرب في ليبيا بشكل متزايد إلى مسرح حيث تتنافس القوى الإقليمية والعالمية مثل ( روسيا / مصر / تركيا ) على النفوذ ، فإن التقدم في المفاوضات التي يمكن أن تمهد الطريق أمام الجيش الوطني الليبي لرفع الحصار عن محطات النفط الشرقية أمر غير مرجح .
(( إسرائيل .. ستقوم إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية ، وستواجه رد فعل عنيف ))
1 – ستبدأ إسرائيل في ضم بعض أكبر المستوطنات في الضفة الغربية ، مستفيدة من حكومة الوحدة الطارئة ، وقد تقوم أيضاً بضم وادي نهر الأردن الاستراتيجي خلال هذا الربع ، إلا أن رد الفعل على عملية الضم ستكون فورية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، ومن المرجح أن يكون عنيفاً وقد يؤدي إلى تقويض شرعية السلطة الفلسطينية .
2 – فيما يخص التداعيات السلبية لهذه الخطوة من أوروبا والأردن ودول الخليج العربية ستكون أكثر اعتدالاً ، ومن غير المرجح أن تفرض أوروبا عقوبات ، لكنها ستلتزم بإجراءات دبلوماسية رمزية للتعبير عن معارضتها ، كما سيتخذ الأردن إجراءات رمزية ضد إسرائيل ، مما يعكس حاجته إلى موازنة الغضب الداخلي على عملية الضم في مقابل تحالفه مع الولايات المتحدة ، كما أن دول الخليج العربية التي طورت علاقاتها مع إسرائيل ، من غير المحتمل أن تغير هذه العملية ، على الرغم من أنها قد تعمل على الأرجح على إبطائها .
(( تركيا .. لا انتخابات مبكرة في تركيا ))
على الرغم من التوترات الاقتصادية المتزايدة في تركيا التي تكثف الضغط السياسي على الرئيس ” أردوجان ” ، إلا أن أنقرة لن تدعو لانتخابات مبكرة في الربع الثالث لأنها لا تريد منح المعارضة فرصة للاستفادة من الغضب بشأن الأوضاع الاقتصادية ، وبدلاً من ذلك ، سيركز ( أردوجان / حزب العدالة والتنمية الحاكم ) على الانتعاش الاقتصادي وإعاقة المعارضة من خلال التلاعب بالقوانين الانتخابية وفي غضون ذلك ، سيستخدم حزب العدالة والتنمية نفوذه مع البنك المركزي للدفاع عن الليرة التركية ، حتى على حساب الاحتياطيات المتناقصة من النقد الأجنبي في البلاد وذلك للحفاظ على الشرعية الاقتصادية للحزب بين الناخبين التي اضطربت بسبب الآثار الاقتصادية لوباء كورونا .