الحلقة الخامسة : أوراسيا
(( الوضع العام الداخلي في روسيا .. ستواجه الحكومة الروسية غضب شعبي متزايد ))
1 – تمكنت احتياطيات روسيا من إخراج البلاد من أسوأ الأزمات ( أزمة كورونا / أزمة انخفاض أسعار النفط ) ،
لكن سيواجه الكرملين تحدياً متزايداً من الغضب الشعبي ،
حيث سيستمر الكرملين في تقييد إنفاقه ، ولذلك لن تتوفر سوى موارد محدودة للبرامج الاجتماعية التي تهدف إلى مواجهة
( انخفاض الدخل / تدهور مستويات المعيشة ) التي يواجهها جزء كبير من سكان روسيا .
2 – ستعمل الحكومة على إدارة الموقف والتصوير بأنها تتمتع بدعم شعبي واسع النطاق ،
إلا أن الاستياء الشعبي سوف يرتفع تدريجياً وقد يؤدي إلى دعم أكبر للمعارضة ،
وإلى مظاهرات بسبب انخفاض مستويات المعيشة ، وقد كانت تلك المظاهرات متزايدة خلال عام 2019 ، بسبب انخفاض القوة الشرائية ، والانتخابات المحلية ،
ومن المتوقع أن يؤدي تراجع الأداء الاقتصادي لروسيا بالإضافة إلى انتخابات مجلس الدوما المقبلة المقررة في عام 2021 إلى إثارة المزيد من الغضب ضد الرئيس ” بوتين ” .
(( زيادة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط .. سيؤدي إلى مزيد من التوتر مع تركيا ))
ستستمر روسيا في دورها في ( سوريا / ليبيا ) خلال الربع الثالث من العام الجاري ، وسيؤدي ذلك بشكل متزايد إلى مزيد من الانقسام بين ( روسيا / تركيا ) ،
وخلال الشهور الماضية ، بدأت روسيا في زيادة تدخلها في ليبيا ، ويعد ذلك بمثابة ثاني أكبر توسع خارجي لروسيا بعد سوريا ، ومثلما حدث في سوريا ،
فقد قامت روسيا بتقديم الدعم العسكري لمعارضي حلفاء تركيا في ليبيا ، وكنتيجة لذلك فإن التهديد المتزايد للأهداف غير المتوافقة
وحتى المواجهات المباشرة بين العناصر العسكرية ( الروسية / التركية ) سوف يقوض العلاقات ( الروسية – التركية ) ،
وكما حدث في الصراع السوري ، يمكن أن يحدث وقف إطلاق نار محلي برعاية ( روسيا / تركيا ) ، لكن سيؤدي ذلك إلى تأجيل الأعمال العدائية .
((حركة التجارة بين الصين وروسيا .. ستشهد بطء في عودة الحركة التجارية بين البلدين بسبب تداعيات فيروس كورونا ))
انخفضت مستويات العلاقات التجارية بين ( روسيا / الصين ) بسبب جائحة كورونا ،
وبالنظر إلى موقف الصين في المستقبل فيما يخص تعافيها الاقتصادي ، وبسبب احتمالية عودة تفشي الفيروس في أوقات مختلفة في كل دولة ،
سيظل التبادل التجاري بين البلدين منخفض ، وسيؤثر ذلك على الدول الأخرى في جميع أنحاء أوراسيا التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع ( روسيا / الصين ) ، والكثير من هذه البلدان مثل ( طاجيكستان / كازاخستان ) لا تعرف كثير من المعلومات عن تطور تفشي كورونا ، وبذلك فإن التطور المستمر للوباء داخل أراضيها يعني أن التجارة بينهما وبين ( الصين / روسيا ) – شركائها التجاريين الإقليميين الرئيسيين – ستظل منخفضة .
(( المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا .. استمرار الجمود في المفاوضات ))
استمرار الجمود في المفاوضات بين ( روسيا / أوكرانيا ) بشأن الصراع في شرق أوكرانيا كما كان الوضع من قبل ، وستفشل أيضاً الجهود الدبلوماسية بعد جائحة كورونا ، ومن المرجح بذل مزيد من الجهود السياسية من قبل الدبلوماسيين لتنفيذ اتفاقية ( مينسك ) ، وذلك من خلال عقد قمة ( نورماندي الجديدة ) ، ولكن لن يؤدي هذا النشاط المتجدد إلى أي تقدم في المفاوضات ، ومع ذلك ، قد يؤدي الفشل المتكرر إلى تصعيد متجدد على الحدود في شرق أوكرانيا .