رحب وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري”، أمس الخميس، بما دعاه “النتائج الإيجابية” للقاء المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، الذي استمر على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
وقال بيان لـ”كيري”: “نرحب بالنتائج الإيجابية لتجمع المعارضة السورية في الرياض، بما في ذلك التوصل إلى إجماع حول مبادئ سوريا تعددية وديمقراطية وكيفية دعم تسوية سياسية لإنهاء الصراع في سوريا”.
وتابع “كيري” في البيان، أنه قد أعرب لنظيره السعودي “عادل الجبير”، عن “امتناننا للدور القيادي الذي لعبته الملكة العربية السعودية في جمع هذه المجموعة الواسعة والتمثيلية المكونة من 116 مشاركًا والذين وافقوا على هيكلية الكيان التفاوضي الذي يمثلهم في العملية السياسية”.
وأكد ترحيبه بـ”وضع هذه المجموعة السورية المتنوعة، اختلافاتها جانبًا من أجل بناء سوريا جديدة”.
وشدد على أن “التقدم الذي أحرزناه في كلٍ من فيينا والرياض الآن، سيجعل المجموعة الدولية لدعم سوريا، تواصل بناء أسس من أجل مفاوضات بناءة برعاية الأمم المتحدة في يناير المقبل يتعلق بتحول سياسي يستند إلى مبادئ بيان جنيف”.
وأكد أنه بالرغم من أهمية ما حققه اجتماع الرياض فإننا ندرك صعوبة العمل الذي ينتظرنا، لكننا نظل عازمين على الاستمرار في السعي لتسوية سياسية يمكن أن تحقق نهاية للصراع.
كان وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية قد التقوا في العاصمة النمساوية، فيينا للمرة الأولى في شهر أكتوبر الماضي، على أمل تمهيد الأجواء لمبادرة تقودها الأمم المتحدة لعقد مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، للتوصل إلى حل للأزمة التي أدى صراعها المسلح إلى تهجير الملايين من أبناء البلاد ومقتل نحو 250 ألف شخص.
وفي شهر نوفمبر الماضي، قامت المجموعة الرباعية الأساسية التي انبثق منها مؤتمر فيينا بتوسيع المجموعة لتشمل إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها.
وعقدت فصائل مختلفة للمعارضة السورية، أمس الخميس، اجتماعًا لها استضافته السعودية على أمل التوصل إلى اختيار ممثلين لفصائل المعارضة، يمكن من خلالها الجلوس مع النظام السوري للتفاوض حول الأزمة التي أنهكت البلاد.
واتفقت المعارضة السورية في اجتماع الرياض، على تشكيل “الهيئة العليا للمفاوضات” في ختام اجتماعاتها بالرياض، وكذلك على أن “يترك بشار الأسد وزمرته سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية وحل الكيانات السياسية المعارضة حال تكوين مؤسسات الحكم الجديد”.
جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماعات الرياض، أمس الخميس، تأكيد المجتمعين “أن الهيئة العليا للمفاوضات سيكون مقرها الرياض، وهي من ستحدد الوفد التفاوضي مع النظام، من أجل البدء بالمرحلة الانتقالية”.
وشدد المجتمعون على أن “حل الأزمة السورية هو سياسي بالدرجة الأولى مع توفر ضمانات دولية، وأن عملية الانتقال السياسي في سورية هي مسئولية السوريين وبدعم ومساندة المجتمع الدولي، وبما لا يتعارض مع السيادة الوطنية، وفي ظل حكومة شرعية منتخبة، واتفق المجتمعون على أن هدف التسوية السياسية، هو تأسيس نظام سياسي دون أن يكون لبشار الأسد وزمرته مكان فيه”.
هذا ويفترض أن تعقد الأمم المتحدة اجتماعًا، الجمعة المقبل 18 ديسمبر الجاري، يضم كلًا من الولايات المتحدة وروسيا لبحث “أفضل السبل لعقد اجتماعات فيينا مستقبلًا”، بحسب تصريح لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا “ستيفان دي مستورا”.