أعلنت أجهزة الأمن فى مختلف المحافظات، أمس، حالة الاستنفار القصوى استعداداً لتأمين احتفالات أعياد الميلاد بمنع الإجازات والراحات، وسط انتشار مكثف لقوات الأمن والمدرعات فى محيط الكنائس والشوارع والميادين، فضلاً عن وضع بوابات إلكترونية على مداخل دور العبادة المسيحية ونشر كاميرات مراقبة فى محيطها.
الكنائس فى حماية مدرعات الشرطة.. وخطة أمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية.. وجولات مفاجئة لمدير أمن الغربية
ففى الإسكندرية، شهدت المحافظة جولات مكثفة للقيادات الأمنية لتفقُّد خدمات تأمين دور العبادة المسيحية، وبخاصة الكاتدرائية المرقسية بمحطة الرمل، وكنيسة القديسين. وأعلنت مديرية الأمن خطة لتأمين الاحتفالات شملت رفع جميع السيارات من محيط دور العبادة ووضع كاميرات مراقبة داخل وخارج الكنائس، ونشر مجموعات سرية فى الشوارع والميادين، مع توسيع دائرة الاشتباه وتأمين أسطح العقارات المطلة على المنشآت الحيوية.
وقال العميد شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية، إن مديرية الأمن أعدت خطة أمنية متكاملة لتأمين المدينة خلال الاحتفالات، وصدرت تعليمات بتوسيع بؤر الاشتباه فى محيط دور العبادة خلال فترة الاحتفالات، فيما أشادت قيادات كنسية بأداء رجال الشرطة، مؤكدين أن وزارة الداخلية اتخذت إجراءات تأمينية مكثفة لتأمين الاحتفالات.
فيما تحول كورنيش الإسكندرية، بداية من محطة الرمل وحتى بحرى، إلى سوق كبيرة لبيع ألعاب رأس السنة، ودمى وطاقية بابا نويل الشهيرة، وقال محمود عبدالهادى، بائع متجول: «اليومين دول هما يومين الشغل بالنسبة لينا، لأن رأس السنة يُعتبر عيداً من ضمن الأعياد التى يحتفل بها المصريون»، فيما استعدت المقاهى على كورنيش البحر لاستقبال العام الجديد بتعليق الزينة، وسارع الجميع إلى تنظيم حفلات رأس السنة لجذب أكبر عدد من الزبائن، وسط دعوات شبابية من مجموعة أطلقت على نفسها مسمى «المكتئبين» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية المقبلة على طريقتهم الخاصة بالنزول إلى مياه البحر فى أول دقائق عام 2016 عندما تدق الساعة 12 فى منتصف ليل 31 ديسمبر الحالى، على الرغم من برودة الطقس. وقال أحمد تولدو، أحد الداعين للفكرة: «الواقع البائس الملىء بالمشاكل سواء المادية أو الاجتماعية أو النفسية حوّلنا لمجرد زومبى، عايشين بلا هدف، بقينا بعيد عن الدنيا والعالم وكل حاجة تتخيلها، بقينا مابنعرفش نفرح ولا نضحك والهم راكبنا فى كل حاجة وبنكره نفاق السعادة اللى بنشوفه فى كل مكان وزمان». وفى سوهاج، تم وقف الراحات والإجازات بمديرية الأمن حتى الانتهاء من الاحتفالات، وكثف اللواء أحمد أبوالفتوح، مساعد وزير الداخلية لأمن المحافظة، من جولاته الميدانية على المراكز والأقسام للتأكد من جاهزية القوات، كما تفقد مقر قوات الأمن وأشرف على توزيع الخدمات بمناطق المحافظة المختلفة، وأوضح مدير الأمن أنه أصدر تعليماته المشددة لجميع المؤسسات الشرطية برفع حالة الاستعداد للدرجة القصوى، مع تشديد الوجود الأمنى بمحيط الأماكن الحيوية بالمحافظة، ونشر القوات السرية بمحيط الكنائس والأديرة والمتنزهات والأماكن الهامة بالمحافظة وتوسيع دائرة الاشتباه، فضلاً عن تسيير دوريات أمنية بالطرق المؤدية للكنائس والأديرة بشكل دائم، والتنبيه على ضباط المباحث فى المراكز والأقسام بضرورة المتابعة للحالة الأمنية والتعامل مع أى طارئ دون انتظار تعليمات من القيادات، وفق ما يقتضيه القانون.
وفى الغربية، فاجأ اللواء نبيل عبدالفتاح، مدير الأمن، خدمات تأمين مركز شرطة بسيون بزيارة مفاجئة للوقوف على مدى جاهزيتها للتصدى لأى تداعيات أمنية، كما تفقّد خدمات الكنائس للوقوف على الاستعدادات الأمنية ومدى تطبيق اشتراطات الحماية المدنية وتركيب كاميرات مراقبة فى محيط الكنائس، كما عقد اجتماعاً مع ضباط وأفراد المركز وشدد خلاله على حسن معاملة المواطنين، والبعد عن مواطن الإثارة وعدم التعنت أو التعسف فى استعمال حق مع المواطنين واحترام حقوق الإنسان.
وفى بنى سويف، فرضت القوات كردونات أمنية وحواجز حديدية حول الكنائس، وسط تشديد الإجراءات الأمنية على كل الكمائن المرورية الحدودية والداخلية الثابتة والمتنقلة تحسباً للطوارئ، كما رفعت مديرية الشئون الصحية درجة الاستعداد على مستوى كل المراكز، وتم تجهيز سيارات إسعاف للدفع بها للتمركز بالقرب من كنائس المحافظة ومحيط المناطق العامة كالحدائق والمنتزهات.
وفى شمال سيناء، سادت حالة من الهدوء الحذر بمدن المحافظة الثلاث وسط انتشار أمنى مكثف. وقال شهود عيان بمدينة العريش إن القوات الأمنية كثفت وجودها من خلال كمائن متنقلة بوسط وأطراف المدينة وشارع البحر، بعد مداهمتها لمنطقة الشاليهات وبعض الأحياء بالمساعيد غرب المدينة، تمكنت خلالها من القبض على أكثر من 20 مشتبهاً به.