يبدو أن قطر ماضية في مشروع الارتماء في الحضن الفارسي، عقب الأزمة الأخيرة مع دول المقاطعة إذ يمكن لمس ذلك بوضوح عبر المغازلات السياسية والإعلامية بين الطرفين.
وأحدث الحلقات في المسلسل الغرامي بين الدوحة وطهران، هو تهنئة الرئيس الإيراني روحاني لأمير قطر بمناسبة عيد الفطر المبارك وتأكيده على وقوف بلاده مع الدوحة في أزمتها مع الأشقاء الأربعة، وفقاً لجريدة “الرياض” السعودية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “جام جم أونلاين” أن روحاني خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر شدد على ضرورة تنمية العلاقات لاسيما على الصعيد التجاري عبر تعاون قطاع الخاص بين البلدين، وأردف روحاني أن بلاده تطمح إلى المزيد من التعاون مع دولة قطر وأن هناك فرصاً كثيرة لتنمية العلاقة بين البلدين.
الجزيرة تلمع صورة الحرس الثوري
وفي تدخل سافر أكد روحاني أن بلاده تقف إلى الجانب القطري في أزمته مع الدول المقاطعة معتبراً الإجراءات المتخذة من قبل الدول الأربع غير مقبولة، وأضاف روحاني أن “الأجواء الإيرانية ومنافذها البرية والبحرية مفتوحة أمام قطر”.
وذكر التقرير ذاته أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بدوره ثمن الموقف الإيراني وأثنى على أهمية المضي قدماً في التقارب بين الدوحة وطهران بشكل أقوى وأوثق من السابق، مضيفاً أن قطر ترحب بأي تعاون مع إيران.
فإذن العلاقة بين الدوحة وطهران تجاوزت مرحلة زواج المتعة وطابعه السري وأصبح الطرفان يجهران بهذه العلاقة دون أي خجل بل أكثر من ذلك، إذ أن بوادر تطور العلاقة بين شبه جزيرة التآمر وعمائم الإرهاب صارت حقيقة وواقع لاينكرها إلا المنتفعون من الريال بنسختيه العربية والفارسية.
غنيمة للعمائم
إن طبيعة العلاقات غير المتكافئة التي لا تستند إلى رؤية إستراتيجية وأسس رصينة تجعل من الصغار غنائم لأطراف أكبر حجماً، وهذا ما ينطبق على علاقة الدوحة بطهران فالأخيرة رأت في شبه الجزيرة كنزاً لا غنى عنه وفقاً لتقرير اقتصادي نشرته وكالة تسنيم للأنباء تابعة من الحرس الثوري تحت عنوان “كنز قطر لإيران”.
وجاء في مقدمة التقرير “أن قطر دولة صغيرة تملك كنزاً كبيراً لإيران”، إذن هي لغة تاجر أو قرصان طامع يبحث عن الغنائم والكنوز وقد وجد الوقت مؤاتياً لتحقيق أحلامه وآماله التي كانت حتى الأمس القريب مجرد أوهام.
في خدمة الحرس الثوري
ظلت الجزيرة تتحاشى تغطية الأحداث التي تقع ضمن جغرافيا ما تسمى بدولة إيران بل فرضت حالة من التعتيم على ما يدور في هذا الدولة وكأنها ليست من منظومة الشرق الأوسط إلى حين تورط الأخيرة في سفك دماء السوريين ودعم الانقلابيين من الحوثيين وجماعة المخلوع صالح في اليمن.
وكل ذلك من أجل إرضاء الإيرانيين وربما توبة من تغطيتها لانتفاضة 15 أبريلعام 2005 في الأحواز على الرغم من أنها تبنت الرواية الإيرانية لوصف ما حدث في تلك البرهة، ورضخت القناة لشروط الدولة الإيرانية بنقل مراسلها آنذاك عباس ناصر من طهران إلى بيروت واستبداله بغسان بن جدو المدير الحالي لقناة الميادين الممولة من إيران دون أن تتطرق إلى الضغوط التي مورست عليها.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل دأبت الجزيرة على تلميع صورة الحرس الثوري عقب الأزمة الأخيرة مع دول المقاطعة عبر التركيز تارة على تصريحات وتهديدات يطلقها قادة الحرس الثوري ضد المملكة العربية السعودية وتارة أخرى تساهم في الدعاية لصالح هذه المؤسسة باعتبارها تتصدى للإرهاب في المنطقة كما جاء في أحد تقاريرها يوم 19 يونيو الماضي “إيران: قصف دير الزور رسالة ومرحلة جديدة ضد الإرهاب”.
ويرى الكثير من المراقبين أن قطر ارتكبت خطأ كبيراً بانفتاحها على إيران نكاية بالدول الخليجية المقاطعة لها حيث كل التجارب السابقة تشير إلى أن الفرس لم ولن يتركوا أرضاً تطأ أقدامهم عليها إلا وجعلوها خراباً.