عقبت الرئاسة الفلسطينية، مساء اليوم الأربعاء، على الاعتداءات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلى على المصلين فى المسجد الاقصى المبارك لليوم الثانى على التوالى، وقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن “الاحتلال الإسرائيلى مصر على الاستمرار بتدنيس المسجد الاقصى المبارك وخلق مناخ للتصعيد وعدم الاستقرار والتوتر”.
اقتحام المسجد الاقصى
وأضاف أن “ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يشكل صفعة للجهود الأميركية التى حاولت خلال الفترة الماضية، إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار فى شهر رمضان المبارك”.
وأكد أبو ردينة أن ما حدث مساء اليوم فى المسجد الأقصى من اعتداء على المصلين، والذى يأتى استكمالا للاعتداءات الوحشية التى جرت أمس، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد جر المنقطة إلى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار”
رسالة فلسطينية إلى العالم بسبب اقتحام الاقصى
إلى ذلك، بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، اليوم الاربعاء، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (روسيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة إسرائيل، تأجيج الحساسيات الدينية والمخاطرة بانفجار داخلى مدمر خلال هذه الأيام المقدسة، مع استمرار العنف ضد المصلين المسلمين الأبرياء فى المسجد الأقصى فى القدس المحتلة، بما فى ذلك التحريض والاعتداءات واعتقال مئات المدنيين، إلى جانب تنفيذ غارات جوية عسكرية على قطاع غزة.
وأشار منصور إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلى فى ساعات ما قبل الفجر بمداهمة المسجد الأقصى والاعتداء العنيف على المصلين الفلسطينيين الذين يقضون ليالى شهر رمضان المبارك، منوها إلى الفيديو الذى يوثق اعتداء جنود الاحتلال على المصلين بالهراوات والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لإجبارهم على الخروج، الامر الذى أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين واعتقال ما لا يقل عن 500 مواطن فلسطينى، إضافة إلى اقتحام عيادة طبية فى المجمع وتدمير ما بداخلها.
كما نوه إلى الدعوات المتصاعدة للمتطرفين الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء “حركة مؤمنى جبل الهيكل” للقيام باقتحام جماعى للمسجد خلال عيد الفصح، داعين إلى تدمير المسجد الأقصى، وهذا يشمل القياديين المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية بما فى ذلك الوزير اليمينى المتطرف بن غفير الذى صرح مؤخرا أن “على اليهود الصعود إلى الحرم القدسى، وأنه ليس للعرب فقط”.
ودعا منصور المجتمع الدولى، بما فى ذلك مجلس الأمن، إلى ادانة هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطينى ومقدساته، ومطالبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف جميع هذه الأعمال غير القانونية والخطيرة، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولى، بما فى ذلك القانون الإنسانى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومن بينها قرارات مجلس الأمن 476 و478 و2334، والاتفاقات التى تم التوصل إليها.
وشدد على ضرورة مطالبة إسرائيل بضمان الاحترام الكامل للوضع التاريخى والقانونى القائم فى المسجد الاقصى، مذكرا مرة أخرى بأن إسرائيل هى القوة القائمة بالاحتلال وليس لها أى حقوق سيادية على الإطلاق فى القدس الشرقية المحتلة، بما فى ذلك فى البلدة القديمة وفى الأماكن المقدسة، بغض النظر عن أى مزاعم وإعلانات أحادية الجانب.
ونوه إلى أن إسرائيل تثبت يوميا أنها عازمة على مواصلة اعتداءاتها على الشعب الفلسطينى وانتهاك حقوقه الإنسانية واستعمار وضم أرضه وتدمير كل أفاق السلام العادل والآمن على مرأى ومسمع المجتمع الدولى، وكلها ثقة بأنها لن تعانى من أية عواقب على جرائمها.
وشدد منصور على الحاجة إلى العمل الجماعى بشكل سريع وجدى لحماية أرواح المدنيين وتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار من قبل القوة القائمة بالاحتلال والمستوطنين المتطرفين، مؤكدا أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات مسؤولة من قبل جميع الدول والمنظمات لمساءلة إسرائيل عن جميع انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب الإسرائيلية، بما فى ذلك فى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، للضغط على إسرائيل لوضع حد لجميع سياساتها وممارساتها غير القانونية، واتخاذ إجراءات ملموسة تهدف إلى إنهاء الاستعمار وتفكيك نظام الفصل العنصري.