حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ترافقه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلي ساحة أهرامات الجيزة وسط عرض فني، يغلب عليه الطابع الفرعوني.
وكان قد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” التي تقوم بزيارة رسمية لمصر لمدة يومين.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي عقد لقاءً ثنائيًا مع المستشارة الألمانية، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين وقد رحب الرئيس بالمستشارة الألمانية، مشيدًا بما يشهده التعاون بين البلدين من تطور في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.
وأكد الرئيس السيسي أن ألمانيا تمثل أحد أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي، معربًا عن تقديره للشخصية الألمانية وأداء الشركات الألمانية العاملة في مصر ، واستعرض الرئيس السيسي مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر، حيث لفت إلى حرص مصر على بذل أقصي الجهود لتحقيق التوازن بين صون الحقوق والحريات وبين حفظ الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن دفع عملية التنمية وتحقيق التقدم الاقتصادي يدعمان جهود الارتقاء بحقوق الإنسان.
كما تطرق الرئيس السيسي إلى أهم التحديات التي تواجه تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم، مؤكدًا أن الظروف الإقليمية الراهنة تفرض على البلدين تحديات مشتركة وتنعكس تداعياتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا بأكملها، وهو ما يستلزم تعزيز التشاور والتنسيق المكثف بين البلدين حولها.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن المستشارة الألمانية أعربت عن سعادتها بزيارة مصر، مشيرةً الى أنها الزيارة الأولى لها إلى القاهرة منذ عام 2007، وأشادت بخطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها مصر والاتفاق الذي توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي، مؤكدة دعم بلادها لهذا الاتفاق ولجهود مصر في تحقيق التنمية الاقتصادية.
ورحبت المستشارة الألمانية ميركل بالتعاون الاقتصادي المتزايد بين البلدين وحجم التبادل التجاري الذي تجاوز 5 مليارات يورو العام الماضي، منوهةً إلى حرص الشركات الألمانية على زيادة استثماراتها وتعزيز تواجدها بمصر، لاسيما في ضوء المشروعات الكبيرة التي تنفذها بعض هذه الشركات في مصر بالفعل.
كما أكدت “ميركل” على دور مصر المحوري بالشرق الأوسط، معربةً عن تقديرها لما تبذله مصر من جهود في سبيل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، ولاسيما في ليبيا، فضلًا عما تبذله مصر من جهود من أجل التعامل مع تداعيات هذه الأزمات عليها، وخاصةً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وضبط وتأمين الحدود البرية والبحرية، مشيرةً إلى استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر في هذه المجالات.
وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات تطرقت إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وسبل الارتقاء بها وتطويرها في القطاعات المختلفة، حيث رحب الجانبان بالتوصل إلى بروتوكول ملحق باتفاق التعاون الثقافي بين البلدين لعام 1959 من أجل تنظيم عمل المؤسسات الإنمائية الألمانية في مصر.
كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التعاون في المجال الإنمائي بين البلدين، فضلًا عن كيفية الاستفادة من الخبرة الألمانية في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، ولاسيما من خلال إطلاق مشروع جديد للتعاون بين الجانبين في هذا المجال.
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، تباحث الجانبان حول سبل دعم الجهود التي تبذل للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصةً بالنسبة للأزمة الليبية، حيث أشادت المستشارة الألمانية بجهود مصر على هذا الصعيد، مرحبةً في هذا الإطار بالتنسيق القائم بين دول جوار ليبيا سعيًا إلى التوصل لحل للأزمة برعاية الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس السيسي في هذا الصدد حرص مصر على استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط وإيجاد تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دولها، وفى مقدمتها ليبيا وسوريا، وذلك بما يحفظ وحدتها الإقليمية وكياناتها ومؤسساتها الوطنية ويصون مقدرات شعوبها.
واستعرض الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر من أجل التقريب بين الأشقاء الليبيين، والتوصل إلى صيغة تتيح الدفع قدمًا بالعملية السياسية في هذا البلد الشقيق، وذلك لضمان الحفاظ على وحدة وسلامة ليبيا الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعبها.
وأشادت المستشارة الألمانية ميركل في ختام المباحثات بالحوار المُنفتح والصريح الذي أجرته مع الرئيس حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، معربةً عن ثقتها في أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدًا من التقدم خلال المرحلة المقبلة.
ووجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة المصغرة التي ستستضيفها برلين خلال شهر يونيو القادم حول التنمية في أفريقيا بحضور قادة عدد من الدول الأفريقية، وذلك لمناقشة جهود التنمية في أفريقيا وسُبل معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية واللجوء من جذورها.