أكد الرئيس الصين ي، شى جين بينج، إن بلاده ستعمل على رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية مع أفريقيا في جميع المجالات، متعهدًا بتقديم قروض ومنح ميسرة لدول القارة خلال السنوات المقبلة.
وتعهد الرئيس الصيني ، في كلمته بافتتاح قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بجوهانسبرج، بأن تقدم بلاده ٦٠ مليار دولار لأفريقيا، موضحًا أنه في القطاع الزراعي ستدعم الصين المشروعات الزراعية في 100 ألف قرية أفريقية وتدعم المنتجين الزراعيين وسترسل 30 بعثة من الخبراء الزراعيين إلى أفريقيا بجانب التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث الزراعية خصوصًا أن دول القارة تعاني من نقص الموارد الغذائية والمحاصيل الزراعية وأن بكين ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يوان صيني للمزارعين الذين تضررت محاصيلهم الزراعية بسبب الآفات أو الكوارث الطبيعية.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، قال «بينج» إن بلاده تدعم شركاتها لإقامة هذه المشاريع في دول القارة وهناك 50 مشروعًا ستنفذها الصين في هذا المجال.
كما أعلن أن الصين ستدعم تنفيذ 100 مشروع للطاقة النظيفة وحماية الحياة البرية وإقامة مدن ذكية حتى لا يكون تطوير التصنيع في القارة الأفريقية على حساب البيئة.
وأشار إلى أن بلاده ستساعد دول القارة الأفريقية في الحد من الفقر، موضحًا أن بلاده لديها خبرة كبيرة في هذا المجال باعتراف الأمم المتحدة، حيث نجحت خلال الـ30 عامًا الماضية في إخراج 100 مليون صيني من تحت خط الفقر وفي هذا الإطار أعلن عن تنفيذ الصين لـ200 مشروعًا تنمويًا لمساعدة النساء والأطفال.
وأكد دعم الصين لقطاع الرعاية الصحية في أفريقيا من خلال المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض ومواصلة إرسال الفرق الطبية الصينية لدول القارة وتقديم الدواء الصيني الجديد لمكافحة الملاريا وتشجيع شركات الأدوية الصينية على إنشاء مصانع لها في القارة.
كما أعلن «بينج» عن إعفاء الدول الأفريقية الأقل نموًا من القروض التي لم يتم سدادها حتى 2016 وعن تقديمه منحة بقيمة 60 مليون دولار للاتحاد الأفريقي بالإضافة إلى دعم قوات التدخل السريع التابعة للاتحاد الأفريقي في مجالات مكافحة الإرهاب والشغب وإدارة الهجرة في إطار التعاون مع القارة في عمليات حفظ السلام.
من جانبه، قال رئيس زيمبابوي، روبرت موجابي: «لدينا هنا رجل يمثل دولة كان يطلق عليها بلد فقير بلد لم تكن أبدًا استعمارية، شي جين بينج يقوم بالدور الذي كان من الأولى أن يقوم به آخرين دعهم يسمعون إذا كان لديهم أذن يسمعون بها».
وأضاف «موجابي:»أننا نرحب برغبة الصين لتنمية التعاون في مجالات الزراعة والقيمة المضافة مما سيساهم في تعزيز التجارة ويساعد الدول الأفريقية في النمو«، مشيرًا إلى أنه حان الوقت الذي تتخلص فيه أفريقيا من الظلم التاريخي الذي تعرضت له خصوصا في عدم التمثيل العادل لها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ووصف الوضع الحالي بـ«غير الصحي»، مشيرًا إلى أن القارة الأفريقية تعول على الصين في مساندتها والمحاربة معها للوصول إلى ديمقراطية حقيقية في الأمم المتحدة وتمثيل عادل في مجلس الأمن الدولي.
فيما قالت نيكوسوزانا زوما، رئيسة المفوضية الأفريقية، إن منتدى الصين- أفريقيا منذ إنشائه عام 2000 أكد إمكانية اللحاق بركب التنمية وهم يتفق مع أجندة التنمية الأفريقية لعام 2063 لنصل إلى الصورة التي نرجو أن تكون عليها أفريقيا.
وطالبت بإعطاء أولوية للشباب في كل من أفريقيا والصين وزيادة التعاون في المجال الثقافي والتبادل الشعبي والمرأة، موجهة الشكر للصين على جهودها في احتواء مرض الإيبولا ومساندة الدول المتضررة منه.
وفي كلمته، أشاد رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، بمبادرة الصين لدعم قوة التدخل السريع التابعة للاتحاد الأفريقي وجهودها لضمان الأمن والاستقرار وإحلال السلام في العالم.
وقال إن أفريقيا تواجه العديد من الأزمات التي تتطلب استراتيجية لمواجهة تداعياتها التي تؤثر على التجارة وتدفق الاستثمارات وعلى الرغم من ذلك فإن معدلات النمو في القارة تشهد تزايدًا مضطردًا، مشيرًا إلى أن الصين وأفريقيا يشكلان معًا ثلث سكان العالم وهو ما يعطى زخمًا كبيرًا للتعاون بينهما حيث تمثلان معًا سوقًا كبيرة للمنتجات وأيضًا قوة كبيرة للإنتاج والأيدى العاملة.
وذكر «زوما» أن الموارد الطبيعية والمزايا التي تتمتع بها أفريقيا جعلتها مطمعًا للدول الاستعمارية في الماضي فكانت مزايا أفريقيا بمثابة عيب لكننا سنعمل الآن على الاستفادة من هذه المزايا وللحد من معدلات الهجرة المتنامية بسبب الإحباط والحروب والصراعات التي تشهدها بعض دول القارة وهو ما يستدعى العمل على إحلال السلام حتى لا يتعرض أبناء القارة للوقوع فريسة لدعاة التطرف والإرهابيين.