أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أمس الجمعة، في لقاء مع وفد نيابي روسي في بيروت أن “مشكلة الإرهاب باتت عالمية، وأن محاربتها تتطلب تعاوناً مخابراتياً وعسكرياً”.
وأكد الرئيس عون أن “مشكلة الإرهاب باتت عالمية ولم تعد محلية، باعتبار أن العقيدة الإرهابية تقوم على أن الديموقراطية هي ضد الشريعة الإسلامية، والإرهابيون لا يعترفون بحدود الدول”، بحسب مصدر رسمي لبناني.
وأعرب عن اعتقاده أنه “عندما تتحرر سوريا والعراق من سطوة الارهابيين، سينتقل الإرهابيون إلى الحرب السرية، وتكون لهم خلايا مزروعة في مختلف أنحاء العالم، وهذا يتطلب تعاوناً مخابراتياً وعسكرياً بين الدول التي ستطاولها العمليات الإرهابية”.
واعتبر الرئيس عون، بحسب المصدر، أن “الحضارة المسيحية وقيمها تتعارض مع القيم التي يؤمن بها الإرهابيون، مميزاً بين الفكر الإسلامي المتطرف والمعتقد الإسلامي الذي نتعايش معه منذ الدعوة الإسلامية وحتى يومنا، مشدداً على أن لبنان كان وما زال رمزاً للتعايش”.
وقال إن “إمكانية التعايش مع الإسلام ممكنة ولكن مع الإسلام التقليدي وليس هذا المنتج الإرهابي حالياً، لأنه لا يولّد إلا الخراب، منوهاً بدور الأزهر الشريف في هذا الإطار”.
وأضاف أن “لبنان أصيب بشكل محدود بهذا الإرهاب، واستطعنا أن نحافظ على حدودنا والأمن داخل الوطن بواسطة القوى العسكرية وأجهزة المخابرات، وعلينا أن نزيد قدرات جيشنا، مذكّراً بأن إسرائيل لا تزال تحتل قسماً من أرضنا في الجنوب”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى “الحرب الصامتة التي تشنها إسرائيل ضد السكان غير اليهود على الأرض الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “20% من سكان فلسطين كانوا مسيحيين، فيما باتوا اليوم 1%، واصفاً الأمر بالتهجير المقصود من قبل إسرائيل”.
وقال: “باعتقادي أن الحضارة المسيحية هي المستهدفة لأن المسيحية ستضعف تدريجياً بإفراغ الأراضي المقدسة من المسيحيين وتحويل المرافق والمواقع المسيحية إلى مواقع سياحية. لذلك أطالب جميع الذين يريدون المحافظة على المسيحيين أن يعوا هذه القضية، فلا يمكن أن يُسمح بتهويد فلسطين وإلغاء الحضارتين المسيحية والإسلامية فيها، لأنه إن لم يكن هناك أراض مقدسة يوجد فيها مسيحيون، سينضب النبع الذي انطلقت منه المياه التي روت العالم”.
وعرض الوفد على الرئيس عون “نتيجة زيارته إلى سوريا ومدينة حلب، مركّزاً على الدور الروسي في التعاون لمكافحة الإرهاب”.