في ذكرى مرور 400 عام على وفاة الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، تساءلت مجلة الإيكونوميست البريطانية عن السر وراء الاهتمام باستظهار أدبه أكثر من غيره من أدباء العالم، ولا سيما من جانب المشتغلين بالمحاماة والقانون.
ورأت في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني أن حب المشتغلين بمهنة المحاماة لـ شكسبير لم يأتِ من فراغ، ذلك أنه كرّس الكثير من سطوره لمناقشة القانون أكثر من أي مهنة أخرى، حتى إن البعض يعتقد أن شكسبير من فرط ما أظهر من معرفة بخبايا القانون يبدو كما لو كان امتهن المحاماة، وفقًا لموقع «اليوم السابع».
وكشفت دراسة متخصصة نُشرت العام الماضي أن أكثر ما يقتبس المشتغلون بالمحاماة في ساحات العدالة من أقوال مأثورة وحِكَم هي لـ شكسبير ولويس كارول، بالإضافة إلى كل من جورج أورويل وتشارلز ديكنز وأدولس هاكسلي وأيسوب.
ورجحت الإيكونوميست أن تظل كلمات وعبارات شكسبير تتردد أصداؤها في ساحات المحاكم عقودًا مقبلة، ولا سيما أن العديد من الجامعات وتحديدًا بإنجلترا وأميركا تُدرج نصوصه في مناهج القانون الخاصة بها.
البعض يعتقد أن شكسبير من فرط ما أظهر من معرفة بخبايا القانون يبدو كما لو كان امتهن المحاماة
وتنظم كلية الحقوق في جامعة هارفارد حلقة دراسية متخصصة بالكامل في «العدالة والأخلاق في مسرحيات شكسبير»، كما يُدرّس منهج «شكسبير والقانون» بجامعة «كينغز كوليج لندن» في كليات الآداب والحقوق على السواء.
وأكدت المجلة أن هناك سببًا وجيهًا وراء تدريس الأدب في كليات الحقوق، لأنه يمثل فرصة لدراسة القانون من منظور شكسبير وديكنز وكافكا وغيرهم، بهدف مساعدة الدارسين في أن يصبحوا محامين أكفاء ذوى خلق.
وتقول دراسة في هذا الصدد إن قراءة الأدب تدفع الإنسان إلى إظهار التعاطف ومقاومة الأحكام المسبقة والتروّي وإظهار المرونة في عملية اتخاذ القرار وكلها أمور مرغوبة في مهنة القانون، كما أن الثقافة الأدبية تساعد المحامي في التعبير بوضوح وبلاغة عن آرائه وفي مذكراته، ولكن لماذا شكسبير تحديدًا؟ إحدى الإجابات هي أن شكسبير تحديدًا يمثل تجسيدًا للثقافة الرفيعة، كما أن الاستشهاد بكلماته يضفي مصداقية وملمحًا تاريخيًا على العبارات القانونية.
ثمة إجابة أخرى، وهى أن شكسبير كاتب عالمي يقرأه معظم الناس حول العالم أو يدّعون ذلك، وأن مسرحيات له من أمثال «هاملت» تتناقل عباراتها الألسن حول العالم.
واختتمت الإيكونوميست قائلة: «إنه بغض النظر عن أي إجابة، فإن 400 عام على وفاة شكسبير تؤكد أن مسرحياته وما نثر فيها من حِكَم هي ليست خاصة بعصر معين، وإنما هي لكل العصور».