أستطيع أن أقول عبارة إن المملكة العربية السعودية في سبيلها لاحتواء الخلاف العلنى الذي أثارته مؤخرا مع مصر بعد تصويتها لصالح مشروع القرار الروسى في مجلس الأمن، وهو الخلاف الذي كانت بدايته المعلنة تصريحات المندوب السعودى في مجلس الأمن التي انتقد فيها الموقف المصرى، ووصفه بالمؤلم ورأى فيه خروجا عن الموقف العربى تجاه سوريا، ثم تلاه أصوات سعودية تعزف على ذات الأنغام المنتقدة لمصر، وبشكل مثير لاستفزاز المصريين.
فالسعودية في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها، خاصة في اليمن والخطر الذي تشعر به قادما إليها من إيران، والتخوف من تعرض علاقاتها مع أمريكا للاهتزاز، لن تغامر بفقدان علاقة طيبة ووطيدة مع مصر، أو حتى اهتزاز هذه العلاقة الإستراتيجية، خاصة وأن مصر أعلنت أنها ستحارب مع أي دولة عربية أو خليجية تتعرض لعدوان خارجى.
كما أن السعودية تعلم أن الرؤية المصرية تجاه سوريا لا تتطابق مع رؤيتها وكانت تتفهم تباين في الرؤى مع مصر في الملف السوري، خاصة وأن هذا التباين لا يؤثر بالسلب على ما تقوم به إزاء هذه المشكلة..كما تعلم أن مصر بحاجة لعلاقة طيبة مع روسيا، مثلما هي احتاجت للتفاهم مع روسيا حول تخفيض إنتاج النفط للمحافظة على سعره ومنعه من الانخفاض.. وربما أدركت أن انفعالها وغضبها للتصويت المصرى على المشروع الروسى لم يكن مؤثرا مثلما كان حصول المشروع الفرنسى على أغلبية الأصوات مؤثرا أيضا، فإن مجلس الأمن صوت على المشروعين وأعضاؤه يعرفون مسبقا أنهما لن يقرا أو يصدرا.
لذلك سوف تراجع السعودية موقفها، خاصة وأنه على الجانب الآخر القاهرة حريصة على الحفاظ على أن تتصرف بحكمة وعقل وبدون انفعال.