حذرت السعودية الحجيج هذا العام من استغلال التجمع السنوي الأكبر للمسلمين من شتى أنحاء العالم لأغراض سياسية؛ مما يعكس قلقها من أن تؤدي الاضطرابات التي تشهدها المنطقة إلى شن هجمات أو إثارة فتنة.
وتوافد مئات الآلاف من الحجيج من كل حدب وصوب على المسجد الحرام في مكة لأداء صلاة الجمعة في مشهد للانسجام الديني خلال عام تعاني فيه دول كثيرة بالمنطقة من صراعات.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الداخلية السعودي وولي العهد الأمير محمد بن نايف قوله “أجهزة الأمن بمختلف قطاعاتها على جاهزية تامة لمواجهة أي تصرف قد يعكر صفو الحج أو يعرض حياة ضيوف الرحمن للخطر.”
وتصاعدت هذا العام حدة التوتر والاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة في دول عربية منذ انتفاضات عام 2011 إذ سقط اليمن وليبيا في براثن الحرب الأهلية إلى جانب سوريا والعراق.
وفي السعودية وقعت هذا العام ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت مساجد ونفذها متعاطفون مع داعش مما يظهر أن أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين عرضة لخطر هجمات المتشددين.
وقال حجيج من جنسيات مختلفة بالحرم المكي إنهم يأملون أن يصبح الحج فرصة لتنحية خلافات المسلمين جانبا.
وقال علي سعيد الذي جاء إلى السعودية من الأردن بعد فراره من الحرب الأهلية السورية إنه يدعو الله أن يعود الزعماء المتناحرون “إلى رشدهم ويكفوا عن إراقة دماء الأبرياء.”
وتابع “هل سينتهي هذا أبدا؟ الله أعلم.”
* روحانيات
سار الحجيج في مجموعات ومشي بعضهم يدا بيد فيما ارتدى آخرون أوشحة عليها اسم بلدانهم حتى لا يتفرقوا أو يضلوا الطريق. ودفع البعض أقاربهم في مقاعد متحركة أو ساعدوا كبار السن في الزحام.
وقال عبد الله رحماني وهو إيراني “أدعو كل الناس في إيران والدول الإسلامية الأخرى إلى التجمع في مكة وخوض هذه التجربة الروحية.”
وأدى نحو ثلاثة ملايين حاج الفريضة خلال الأعوام المنصرمة. وقلصت الرياض أعداد الحجيج هذا العام والعام الماضي وطبقت قواعد صارمة لاستخراج تأشيرات السفر وأقامت نقاط تفتيش حول المدينة لمنع التكدس الخطير أثناء أعمال التوسع في الحرم.
ووصل 1.2 مليون حاج إلى مكة حتى الآن هذا العام.
وكشف حادث سقوط رافعة في الحرم المكي أثناء عاصفة الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 107 أشخاص عن هذه المخاطر. لكن برنامج تشييد أوسع ساعد خلال السنوات الخمس عشرة الماضية على الحيلولة دون تكرار حوادث تدافع سابقة.