أدلت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش مساء الجمعة، حسب التوقيت الأمريكي، على مدى أكثر من خمس ساعات، بشهادتها أمام الكونغرس خلال الجلسة العامة الثانية منذ بدء التحقيق الهادف إلى إقالة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وبعد ساعة من بداية شهادتها، نشر ترامب تغريدة استهدف فيها هذه الدبلوماسية التي تتمتع بأكثر من 30 عامًا من الخبرة المهنية، وكتب “في كل مكان ذهبت إليه ماري يوفانوفيتش، انقلبت فيه الأمور. لقد بدأت في الصومال، وانظروا كيف انتهى الأمر” هناك. وأضاف “الرئيس الأمريكي يملك حقًا مطلقًا في تعيين السفراء”، مشددًا على أن لديه “سياسة خارجية قوية وشديدة، مختلفة كثيرًا عن سياسات الإدارات السابقة”.
وقالت الدبلوماسية إنها شعرت بأنها مهددة من قبل الرئيس ترامب لكنها ستواصل الإفادة بشهادتها في القضية والتهديدات لن تنال منها. وإذ ساد الذهول داخل القاعة، قام الديموقراطيّ الذي يقود التحقيق، بمقاطعة الشهادة لكي يبلجيوفانوفيتش بأنّ رئيس الولايات المتحدة قد شنّ للتوّ هجومًا ضدّها.
وقد فوجئت يوفانوفيتش بكلام ترامب، وردّت بعد التفكير لبضع ثوان قائلةً “لا أعتقد أنه كانت لديّ تلك القدرة، سواء في مقديشو بالصومال، أو في أيّ مكان آخر”. وأضافت “هذا أمر مخيف جدًا”.
وتم استدعاء يوفانوفيتش على وجه السرعة إلى واشنطن في مايو بعد أن تعرضت لحملة تشهير قادها محامي ترامب الشخصي، رودي جولياني.
وعند افتتاح جلسة الاستماع، أشاد رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، الديمقراطي آدم شيف، بدبلوماسية “مثالية تحظى باحترام كبير” شكلت “عقبة أمام سعي الرئيس لتحقيق أهداف شخصية وسياسية”.
وبعد أن شن الرئيس الأمريكي هجومه على السفيرة السابقة، قال شيف أن ذلك “جزء من أسلوب لتخويف الشهود”.
وتعهدت يوفانوفيتش عدم “الانحياز سياسيًا” وأكدت أنها خدمت الولايات المتحدة طوال 33 عامًا وكان هذا هدفها الوحيد.
وفي جوهر القضية قدمت الدبلوماسية إفادة قوية تحرج ترامب كثيرًا، حيث قالت إنها فوجئت تمامًا عندما يتطرق رئيس البلاد في حديث مع رئيس دولة أخرى بشكل سيئ إلى سفيرة بلاده من أجل تحقيق مصالح شخصية تخص توجيه اتهامات إلى نجل منافسه المفترض في الانتخابات الرئاسية المقبلة عن المعسكر الديمقراطي جو بادين.