وصف السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو، اليوم الخميس، تصريحات وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، تجاه الرئيس فلاديمير بوتين بـ”المهينة للشعب الروسي”.
وخلال مثوله أمام لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان البريطاني أمس اتفق جونسون مع مقولة إيان أوستين عضو البرلمان عن حزب العمل، الذي قارن بين الرئيس الروسي الذي يستضيف في بلاده نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وبين استضافة الزعيم النازي لدورة الألعاب الأولمبية بعد صعوده سدة الحكم في ألمانيا بثلاثة أعوام.
وقال الوزير البريطاني “بالنسبة لتشخيصك حول ماذا سيحدث في موسكو في المونديال، في كافة المواقع صحيح، أعتقد أن هذه المقارنة بـ1936 صائبة”، مضيفا أن التفكير فى ذلك الأمر يصيب بالغثيان، لتفخيم بوتين فى هذا الحدث الرياضي”.
وفي مؤتمر صحفي في مقر السفارة الروسية بلندن اليوم قال ياكوفينكو إن تصريحات وزير خارجية بريطانيا “غير مقبولة وغير مسؤولة بالمرة”، وأضاف “الحكومة البريطانية حرة في اتخاذ قرار بشأن مشاركتها في كأس العالم”، مستدركا “لكن لا يوجد لأحد الحق في إهانة الشعب الروسي، الذي هزم النازية وفقد أكثر من 25 مليون شخص في الحرب، من خلال مقارنة البلاد بألمانيا النازية”.
وأكد السفير الروسي أن تصريحات بوريس جونسون تتجاوز المنطق، مشددا على أن بلاده لا تعتقد أن قدامى المحاربين البريطانيين سيتفقون مع ما قاله وزير خارجيتهم.
يأتي التراشق بالتصريحات في إطار التصعيد المتبادل بين لندن وموسكو في أعقاب اتهام بريطانيا لروسيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا عبر تسميمهما بغاز الأعصاب في وقت سابق هذا الشهر.
وقررت بريطانيا عدم حضور أي من أفراد العائلة المالكة أو سياسيين لبطولة كأس العالم في روسيا الصيف المقبل، في حين تم إلغاء دعوة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لزيارة بريطانيا. كما طردت بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا من لندن، وهو الإجراء الذي قابلته موسكو بالمثل.
وكان سكريبال عقيدا في الاستخبارات العسكرية الروسية وحكم عليه عام 2004 بالسجن لمدة 13 عاما بعد ادانته بالجاسوسية لصالح الاستخبارات البريطانية، وفي عام 2006 أفرج عنه في صفقة تبادل جواسيس مع روسيا وحصل على إثرها على اللجوء السياسي في بريطانيا.