تحقيقات و تقاريرعاجل

السنة الأولى لترامب.. قد تكون الأنجح لأي رئيس في التاريخ الحديث

أكّد مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكيّة سلمان الأنصاري أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهى سنته الرئاسية الأولى بشكل ناجح في البيت الأبيض. وكتب في صحيفة “ذا هيل الأمريكية” أنّ رؤية أمريكا أولاً لدى ترامب تسلط الضوء على إنجازاته الأساسيّة، بطريقة قد تجعله الرئيس الأمريكي الأكثر نجاحاً خلال سنته الأولى في التاريخ الأمريكي الحديث.

يبدأ الأنصاري بازدهار القطاع الاقتصادي الذي يعتبر عنصراً أساسياً في هذا المجال. قد يشير البعض إلى أن ترامب يركب موجة اقتصادية أطلقها سلفه. لكن ذلك غير صحيح بحسب الكاتب الذي يشدّد على أنّ طريقة الحكم القوية لدى ترامب في الداخل وتعامله الصلب مع الخارج يساعدان على تعزيز المداخيل الأمريكية.

70 رقماً قياسياً

وصل سوق الأسهم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق الأمر الذي يزيد من قيمة صناديق التحويلات التقاعدية وثروة المستثمرين. منذ أصبح ترامب رئيساً، وسوق البورصة عند أعلى المستويات القياسيّة. لقد سجّل مؤشر داو 70 رقماً قياسياً في هذه السنة، مسجلاً ارتفاعاً ب 5000 نقطة في سنة واحدة، للمرّة الأولى في التاريخ. ونما الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 3% في ربعين على التوالي. وفي أكتوبر الماضي، ارتفعت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى مستوى منذ 17 سنة.

سحق داعش

يشير الأنصاري ثانياً إلى أنّ ترامب سحق داعش، بعدما قامت إدارته بتكثيف الحملة ضدّ الإرهابيين من خلال اللجوء بشكل أكبر إلى القوة العسكريّة. إنّ قرار ترامب بإعطاء القادة الميدانيين سلطة أوسع في اتخاذ القرار سرّع وتيرة الحملة ضدّ معاقل داعش مثل الرقة وغيرها. وقال الرئيس الأمريكي إنّ جيشه وجّه ضربات ساحقة إلى التنظيم الإرهابي مضيفاً أن النجاح الميداني مبني على قراره بإعطاء القادة العسكريين مزيداً من الحرية في محاربة داعش.

أما وزير الخارجية ريكس تيليرسون فتحدث أيضاً عن القرارات الجوهرية التي اتخذها ترامب والتي أدت إلى تسريع عمليات التحرير. ففي يناير الماضي، كان داعش يسيطر على الرقّة ويخطّط فيها لشن هجمات إرهابية، لكنه فقدها نهائياً بعد تسعة أشهر فقط.

وأوضح الكاتب أنّ الوقائع على الأرض ومراقبات تيليرسون الإيجابية تظهر أنّ صناعة القرار لدى ترامب كانت صحيحة.

لماذا لا يغطي الإعلام خبر الانتصار؟

إنّ تطرق الإعلام إلى ترامب هو سلبي بطريقة واضحة خصوصاً تجاه الانتصار على داعش وهو إنجاز تطلب قوة إرادة وصياغة شراكة مع المقاتلين على الأرض. وأيّد الأنصاري ما كتبه الصحافي روس دوثات في صحيفة ذا تايمس البريطانية الشهر الماضي حول أنّ الإعلام لا ينقل التقارير بطريقة مناسبة تظهر أهمية الانتصار في هذه الحرب.

فهذا الواقع لا يناسب الخطاب الإعلامي الواسع المناهض لترامب كما أكّد دوثات. ولفت الأنصاري النظر إلى أنّ الإعلام سينشر التقارير الصحيحة عن هذا الإنجاز إذا تخلّى عن العدسات الحزبيّة التي ينظر عبرها إلى الأمور.

رئيس محارب.. وحامل رسالة سلام

من الناحية الثالثة، تمكن ترامب من توحيد العالم لمحاربة الأيديولوجيا الإرهابية والتطرف. خلال السنة الماضية في الرياض، حضر ترامب ثلاث قمم حققت مستوى جديداً من التعاون بين دول شرق أوسطية وعالمية للتوحد ضدّ الإرهاب.

في هذه الاجتماعات المهمة، تم تطوير علاقات جديدة بين الحاضرين الذين رأوا ترامب رئيساً محارباً. أكثر من ذلك، افتتحت زيارة ترامب مراكز جديدة للتواصل في الرياض من بينها “اعتدال”. اليوم، باتت رسائل التسامح هي القاعدة، فيما يحمل الرئيس الأمريكي رسالة سلام واضحة.

إيذاء ترامب ضرب للمصالح الأمريكية

إنّ جزءاً من مكافحة ترامب لتحقيق القيم الأمريكية برز في نيويورك السنة الماضية. فالرئيس الأمريكي دافع عن القيادة الأمريكية خلال خطاب في الأمم المتحدة حيث أعلن استراتيجية صلبة جديدة ضد الدول التي تفرض تهديدات أمنية كبيرة على الولايات المتحدة، مشدداً على سياسة أمريكا أولاً.

يجب أن ينال ترامب التقدير اللازم للسير قدماً بالبلاد بغضّ النظر عن نقاده وكارهيه. إنّ إيذاء سمعة ترامب من خلال آراء منحازة ومستندة إلى معلومات بلا أسس هي خطرة لا على الأمن الأمريكي وحسب بل على دول أخرى حول العالم. فالتركيز اليوم على الإساءة للرئيس الأمريكي أو التركيز على كل ما هو مناهض له هو ذخيرة موجّهة لضرب المصالح الأمريكية.

لعدم الاستماع إلى الهستيريا

دعا الأنصاري إلى عدم تمكين أو الاستماع إلى الذين يحاولون إضعاف نمط ترامب في جعل أمريكا عظيمة ثانية، أو إلى الهستيريا المناهضة له لأنّ ما يقوم به الإعلام المعادي له هو تشتيت غير صحّي للنظر عن المصالح الأمريكية حول العالم. لذلك كان إنجاز ترامب مهماً خصوصاً مع حجم العراقيل والتجني الذي واجهه في سنته الأولى.

لقد نجحت مقاربات إدارة ترامب السياسية في مساعدة داو جونز على التحسّن بشكل دراماتيكي وإطلاق القوة العسكرية الأمريكية وهو مسار واقعي لجعل العالم أكثر سلاماً. وأكّد الأنصاري ختاماً أنه “لا يوجد أي شك في أنّ السنة الأولى هي سنة ناجحة بالنسبة إلى ترامب”.

زر الذهاب إلى الأعلى