أ ش أ
تعتبر مجلة “الهلال” بمثابة ذاكرة لمصر والأمة العربية وسلاحا ضد التطرف والإرهاب.. بحسب ما عبرت به أسرة تحرير أعرق المجلات الثقافية العربية عن توجهها الراهن بعد 125 سنة على تأسيسها على يد جرجي زيدان، من خلال غلاف عددها التذكاري المتوفر حاليا في الأسواق مع كتيب هدية عن أهم 125 فيلما أنتجتها السينما المصرية في تاريخها، وكذلك من خلال كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي في الصفحة السادسة.
وجاء في كلمة الرئيس السيسي: “إن المفكرين والكتاب يشكلون الضمير والوجدان في مصر، ولهم دور خطير جدا في قيادة الرأي العام بمعاونة أجهزة الإعلام، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والثقافة”.
وأضاف: ” مصر تحتاج إلى ضرورة خلق منظومة وعي حقيقية لدى كل مواطنيها، حتى يتسنى حلها بشكل فعال، خاصة أن الدولة لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى، بعدما بات كيانها على المحك ويمكن أن يتهاوى في أي وقت”.
واختتمت كلمة الرئيس السيسي بقوله: “إن المعرفة الإنسانية بمفهومها الشامل هي المعنى الحقيقي للثقافة، ولن نتمكن أبدا من استيعاب الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة القويمة، إلا من خلال كم ضخم جدا من الثقافة والمعرفة والانفتاح على العلوم والفنون المختلفة لدى شتى الحضارات والشعوب”.
وجاءت كلمة رئيس التحرير خالد ناجح تحت عنوان “معجزة الشاب جرجي زيدان”، وتضمنت: “نحصل على الحكمة ونتعلم القدوة من قصص السابقين، خاصة لو كانت دراما القصة تشبه دراما حياة الكثير منا، فما بالك لو كانت هي قصة الشاب المعجزة جرجي حبيب زيدان، المولود لأسرة فقيرة، كان يساعد فيها والده بعمله في مطعم، كان يتردد عليه الأدباء من أمثال إبراهيم اليازجي وعبدالله البستاني ويعقوب صروف، ما أيقظ لديه طموح المعرفة”.
أما غلاف العدد 1495 والذي صممه الفنان محمد أبو طالب، فتتوسطه صورة لجرجي زيدان ويحمل شعار “125 سنة مع التنوير”، وقائمة بأبرز من كتبوا للمجلة، ومنهم الزعيم أحمد عرابي، وجمال الدين الأفغاني، وعبد الرحمن الرافعي، والشيخ محمد عبده، ومي زيادة، وزكي مبارك، ومحمد حسين هيكل، وجبران خليل جبران، وبشارة الخوري، وبرتراند راسل، وأبو القاسم الشابي، وعباس العقاد، وطه حسين، وخليل مطران، وتوفيق الحكيم، وسلامة موسى، وميخائيل نعيمة، ومعروف الرصافي.
وجاء العدد التذكاري لمجلة “الهلال” في 610 صفحات، بدأت بمقالات عدة عن المؤسس جرجي زيدان، أولها مقال للدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ذكر فيه أن قدوم جرجي زيدان إلى مصر ضمن مجموعة من الرواد الشوام في ميادين الأدب والصحافة والمسرح ثم السينما إنما يؤكد ملاحظة متصلة الوجود تاريخيا مؤداها أن العلاقة بين مصر وما نطلق عليه تعبير الشام ككيان سياسي هي علاقة تتجاوز حدود التضامن السياسي والعسكري عبر التاريخ لتكون دائما محورا ثقافيا للتيار القومي الذي واكب النهضة العربية الحديثة واتخذ من مصر ركيزة له.