يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الساعات المقبلة، للعاصمة الصينية بكين للمشاركة في فعاليات الحوار الإستراتيجي حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية الذي سيقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة مجموعة “البريكس”، التي تضم الخمس دول ذات الاقتصادات الأسرع نموا في العالم، وهي: “الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا” وتستضيفها الصين في مدينة شيامن.
وكان الرئيس السيسي زار الصين ثلاث مرات منذ توليه الرئاسة، الأولى في ديسمبر عام 2014، حيث قام الرئيس السيسي بأول زيارة له للصين عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية في التقى خلالها بالرئيس الصيني “شي جين بينج”.
ورحب الرئيس السيسي بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات في التعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء.
والزيارة الثانية في سبتمبر 2015 قام الرئيس السيسي بزيارة لبكين للمشاركة في احتفال الصين بعيد النصر الوطني وبالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتقى بالرئيس الصيني “شي جين بينج” للتهنئة بهذه المناسبة في قاعة الشعب الكبرى.
ورحب الرئيس الصيني بحضور الرئيس السيسي للاحتفال، مشيرًا بمشاركة القوات المسلحة المصرية في العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة وذلك في ضوء علاقات الشراكة الإستراتيجية المتميزة التي أطلقها البلدان خلال زيارة الرئيس السيسي الأولى لبكين في ديسمبر 2014.
كما أثنى الرئيس الصينى على الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائى، ولا سيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية، فضلا عن التنسيق الجاري بين البلدين في الشئون الدولية، بما يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما.
والزيارة الثالثة في سبتمبر 2016 قام الرئيس السيسي بزيارة للصين للمشاركة كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شى جين بينج الذي تتولي بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة.
وشارك السيسي في مختلف جلسات عمل القمة، حيث اعتزم الرئيس التركيز على الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، ولا سيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وإتاحة المجال لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي دولي مستدام.
وأكد السيسي ضرورة تقديم المساندة الفعّالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها، فضلًا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.
وعقد السيسي عدة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والزعماء منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي هولاند، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيسة الكورية بارك، والرئيس الأرجنتيني ماكري، وغيرهم من المسئولين الدوليين.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي تلبية لدعوة الرئيس الصيني لمشاركة مصر في الاجتماعات التي تستضيفها بلاده لقمة دول تجمع “بريكس” الذي يضم في عضويته الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، حيث تسهم تلك الدول مجتمعة بنحو 22% من إجمالي الناتج العالمي، واحتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار.
ويهدف التجمع إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، ولاسيما على المستوي الاقتصادي في إطار المحافل متعددة الأطراف.
وحرصت الصين على توجيه الدعوة لمصر للمشاركة في اجتماعات “بريكس” نظرًا لكونها ضمن الدول ذات الاقتصاديات الواعدة، وذلك في ظل حرص التجمع على تعزيز التعاون والحوار مع الاقتصاديات البازغة والنامية، والعمل على زيادة مساهمتها في هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية.
وتأتي مشاركة الرئيس السيسي في جلسة الحوار بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية على هامش قمة البريكس التي سوف تعقد خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر في مدينة شيامن الصينية، لتبرز خصوصية العلاقات بين القاهرة وبكين التي تولي اهتماما كبيرا بالتواجد المصري في القمم المهمة التي تستضيفها الصين.