يصل الرئيس السيسي إلى واشنطن مساء اليوم السبت، لإجراء مباحثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة في أول زيارة رسمية له إلى البيت الأبيض منذ توليه السلطة في يونيو 2014.
ومن المقرر أن يجري الرئيس السيسي جلسة مباحثات بعد غدٍ الإثنين الموافق الثالث من أبريل مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها، لتأكيد أن العلاقات المصرية – الأمريكية علاقات ممتدة ومتشعبة وذات طبيعة إستراتيجية وأن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة لقاءات الرئيس مع عدد من الوزراء الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، فضلًا عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهورى والديمقراطى ورؤساء عدد من اللجان بمجلسى النواب والشيوخ لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يساهم إيجابًا في زيادة التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
كما سيعقد الرئيس اجتماعًا مع قيادات غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء كبرى الشركات الأمريكية لبحث فرص الاستثمار في مصر على ضوء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادى في مصر، والإجراءات التي تتبناها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنفيذها لعدد من المشروعات القومية.
ومن المقرر أيضًا أن يتضمن برنامج الرئيس لقاء كل من رئيس البنك الدولى ومديرة صندوق النقد الدولى، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين في مختلف المجالات الاقتصادية.
ومن جانبها رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولى كما تلقى الرئيس السيسي مكالمتين من ترامب تم التطرق خلالهما إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها بشكل رسمي.
وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميا ملحوظًا يشمل كل جوانب العلاقات الثنائية وتعاونًا في كل المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
وقالت مصادر دبلوماسية أن الرئيس السيسي سيؤكد خلال اللقاءات احترام مصر لدولة القانون والمؤسسات والالتزام بحقوق الإنسان والحريات والتحذير من استخدام الدين في تحقيق أهداف سياسية وهو ما تسبب في سقوط بعض دول المنطقة في براثن الفوضى والتقسيم وتأكيد إستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية وأهميتها للجانبين.
كما يتم استعراض التطورات التي تشهدها مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا أهم التحديات وما الذي يريد تحقيقه لمصر بجانب تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهد الدولى المطلوب لمكافحة الإرهاب والتطرف ورؤية مصر للقضاء عليه.
وأوضحت المصادر أن ملف مكافحة الإرهاب أحد أهم الملفات المطروحة خلال المباحثات حيث إن مصر تتبنى حاليا رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب من ضمن عناصرها تجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف.
كما ستجدد مصر طرح رؤيتها فيما يخص الملف السوري وهو إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية في سوريا بما لا يسمح بوجود فراغ يمكن الجماعات الإرهابية من السلطة واحترام إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
وتابعت المصادر: “تعطي مصر أولوية كبيرة للأزمة الليبية حيث يمثل الملف الليبي أمن قومي لمصر ولن نقبل أن تترك ليبيا لأهواء وأفكار أجندات خارجية بجانب بحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام بين الجانبين”.