عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الاجتماع السنوى لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بحضور عدد من أعضائه من الشخصيات الدولية البارزة، منهم الرؤساء السابقين لكل من رومانيا وبلغاريا والإكوادور وألبانيا ولاتفيا وصربيا، ورئيسى وزراء هولندا والبوسنة والهرسك السابقَين، فضلاً عن عدد من السادة الوزراء والشخصيات البارزة وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس ألقى كلمة فى بداية الاجتماع، وجه خلالها الشكر والتقدير للدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة على ما قدمه من جهود دؤوبة وعمل حثيث خلال فترة إدارته للمكتبة، معرباً عن ترحيبه بالدكتور مصطفى الفقى المدير الجديد للمكتبة لمواصلة مسيرة العطاء والتطوير وتعزيز دور المكتبة فى نشر الثقافة والعلم فى مصر والعالم.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أشار فى كلمته إلى ما يمثله الإرهاب من خطر على الإنسانية، مؤكداً حرص مصر على مواجهته بكل الوسائل وعلى كافة المستويات، وخاصة من خلال ترسيخ ثقافة التسامح والتعددية وقبول الآخر، ومشيراً فى هذا الإطار إلى دور مكتبة الإسكندرية فى مواجهة الإرهاب عن طريق توطين الثقافة والعلم والفكر الراقى الحديث.
وشدد الرئيس على أهمية مواصلة المكتبة لجهودها فى بناء الكفاءات المتميزة القادرة على استخدام أحدث الوسائل البحثية والتقنيات التحليلية، وإنشاء مركز متكامل للدراسات الاستراتيجية والإنسانية، لدراسة مشكلات المجتمعات العربية وإيجاد حلول عملية لها.
وأشاد الرئيس بالمشروعات الدولية التى تقوم بها مكتبة الإسكندرية وتواجدها العالمى المرموق، موجهاً بإيلاء مزيد من الاهتمام بعلاقات المكتبة مع المؤسسات الأفريقية، خاصة مع المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الثقافية، وبحيث تكون أفريقيا حاضرة بقوة فى كافة أنشطة المكتبة.
وأشاد السيد الرئيس كذلك بالمشروع الذى أطلقته مكتبة الإسكندرية بعنوان “ذاكرة الوطن العربى”، والذى يعد أكبر أرشيف رقمى للوثائق والصور والمواد التسجيلية وغيرها، بهدف حفظ التراث العربى، موجهاً بضرورة إطلاق هذا المشروع مع نهاية العام الجارى.
ووجه كذلك بأهمية استكمال مشروع بناء ذاكرة مصر على شبكة الإنترنت، بحيث تشمل كبار العلماء والمثقفين والمفكرين وقادة المجتمع المصرى عبر العصور.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استمع إلى مداخلات أعضاء مجلس أمناء المكتبة الذين أعربوا عن عميق تقديرهم لرعاية السيد الرئيس المستمرة للمكتبة وحرصه على تعظيم الاستفادة من دورها كمركز للتنوير والإشعاع الثقافى فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف الذى يعانى منه العالم بأسره.
كما أشاد الحضور بالجهود المتميزة التى قام بها الدكتور إسماعيل سراج الدين خلال فترة إدارته للمكتبة، وأعربوا عن سعادتهم بتولى الدكتور مصطفى الفقى لمنصب مدير المكتبة، وتطلعهم للعمل معه خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف المتحدث الرسمى أنه تعقيباً على مداخلات أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، أكد الرئيس أن القراءة المغلوطة للدين التى تقوم بها الجماعات المتطرفة لتحقيق أهداف سياسية تعد أحد الأسباب الرئيسية لظهور الإرهاب، وأن غياب الدولة الوطنية وتآكل مؤسساتها، أسفر عن انتشار الإرهاب وتمكنه من بعض المجتمعات، مؤكداً أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، فضلاً عن الدور المحورى للثقافة وزيادة الوعى فى تقوية النسيج الوطنى للمجتمعات وحمايتها من الإرهاب والتطرف.