ساعات عصيبة عاشتها منطقة التوفقية، وذلك عقب اندلاع حريق كبير بمبنى سينما “ريفولى” فى تمام الساعة 1.30 بعد منتصف الليل، حيث أسفر الحادث عن احتراق كامل لجميع قاعات السينما بدءا من صالة العرض بالدور الأرضى، بالإضافة إلى احتراق الدور العلوى وسطح السينما، ولم يسفر الحريق عن أى إصابات أو خسائر فى الأرواح، حتى تمت السيطرة على الحريق مع صباح اليوم.
ومن جانبهم، قام أهالى المنطقة بمحاولة للسيطرة على ألسنة اللهب التى امتدت إلى أرجاء السينما، ونتج عنها تصاعد كثيف للدخان عم سماء المنطقة، إلا أنهم فشلوا فى السيطرة وإخماد النيران التى التهمت دور العرض بالسينما من الأسفل إلى الأعلى، وعلى الفور قام الأهالى وعلى رأسهم الفنان أحمد ماهر، الذى كان متواجدا داخل مبنى السينما لمتابعة أعمال التطوير، بإبلاغ إدارة الحماية المدنية التى قامت بالدفع بأكثر من 20 سيارة إطفاء لإخماد النيران.
وانتقل اللواء هشام لطفى مساعد مدير أمن القاهرة إلى مكان الحريق، لمتابعة عملية إخماد النيران، كما تم الدفع بالعديد من سيارات الإسعاف، استعدادا لاستقبال أى إصابات.
رجال المعمل الجنائى انتقلوا على الفور عقب تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، والبدء فى أعمال التبريد، إلى مكان الحريق، لإجراء المعاينة والوقوف على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى اندلاع الحريق بالسينما فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفر عن احتراق مبنى السينما بالكامل من الداخل.
ومن جانبه، أوضح الفنان أحمد ماهر شاهد العيان الأول فى واقعة حريق سينما ريفولى، أنه كان متواجدا بأحد المكاتب الإدارية التابعة للسينما، وذلك أثناء مناقشة ومتابعة أعمال التطوير وإعادة صياغة سينما “ريفولى” لإعادتها مرة أخرى لما كانت عليه من قبل، إلا أنه فوجئ فى الساعة 1.30 بعد منتصف الليل، بدخول ابن الفنان خالد البطاح يخبره بوجود دخان كثيف يخرج من سطح السينما بالدور العلوى، مضيفا أنه خرج على الفور للتأكد من الأمر، إلا أنه وجد حريق هائل شب بالسينما بأكملها بدءا من صالة العرض إلى الدور العلوى، مما نتج عنه احتراق السينما بالكامل، مشيرا إلى أنهم قاموا بالاتصال برجال الحماية المدنية على الفور للسيطرة على الحريق.
وأضاف ماهر أن خطة تطوير السينما جاءت بناء على مبادرة من الأمير طلال ابن عبد العزيز، مضيفا أنه تم البدء والعمل بالفعل فى مشروع إعادة صياغة سينما ريفولى مرة أخرى، لتكون منبرا لتقديم الفنون الراقية لجميع أطفال العرب من المحيط إلى الخليج، موضحا أن حادث احتراق السينما بهذا الشكل سيعيق سير هذا المشروع الذى تم البدء فيه بالفعل، بالإضافة إلى هدم ما تم إنجازه فى الفترة السابقة من أعمال تطوير بالسينما.
وأشار إلى أن سينما ريفولى يعود تاريخها منذ عام 1800 تقريبا، وأن جدرانها أصبحت بحكم هذه الفترة الزمنية الكبيرة التى مرت عليها، بالإضافة إلى عوامل التعرية وتعرضها لأشعة الشمس، جعلتها فى حالة متهالكة أقل شىء من الممكن أن يؤثر فيها، لافتا إلى أنه من المحتمل أن يكون سبب الحريق “عقب سيجارة” من العمال سواء العاملين فى أعمال تطوير السينما، أو العمال الذين يعملون فى مشروع مترو الأنفاق الذى يتم تنفيذه أمام مقر السينما.