لا تزال التوترات الإقليميــة ( العسكرية / السياسية ) في شبـه الجزيرة الكورية خلال الفترة الأخيرة مستمرة ، حيث نشأت حرباً كلامية بين الرئيس الأمريكي ” ترامب ” والزعيم الكوري الشمالي ” كيم جونج أون ” خاصة بعد قيام كوريا الشمالية بإجراء التجربة النووية السادسة يوم (3) سبتمبر 2017 وإطلاقها لصاروخ باليستي عبر فوق اليابان يوم (14) سبتمبر 2017 ، ورداً على ذلك أرسلت الولايات المتحدة (4) مقاتلات ” شبح ” طراز (F-35) وقاذفتي قنابل استراتيجية طراز (B-1B) إلى كوريا الجنوبية كاستعراض للقوة ،وتعد هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية .
كما أعلن الرئيس ” ترامب ” يوم (19) سبتمبر 2017 خلال كلمته في اجتماعات الدورة الـ (72) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن الولايات المتحدة مستعدة لتدمير كوريا الشمالية في سبيل الدفاع عن النفس ، وأن كوريا الشمالية تسعى لتطوير صواريخها النووية بما يهدد العالم بأسره .
من جانبه شنّ وزيـر الخارجية الكوري الشمالي ” ري يونج هو “ – هجوماً لاذعـاً على الرئيـس الأمريكي ” ترامب ” – في خطابه أمام الجمعية للأمم المتحدة بنيويورك – ، واصفاً إيّـاه بأنه ملك الكذب ، وأن ” ترامب ” شخص مختل عقلياً مصاب بجنون العظمة ورجل عصابات أطلق حملة كلمات عنيفة ومتهورة ضد كوريا الشمالية .
يأتي الهجوم الكلامي بعد تصعيد الخطاب العدائي بين ( واشنطن / بيونج يانج ) ، إذ تبادل ” ترامب ” وزعيم كوريا الشمالية ” كيم جونج أون ” الإهانات .. حيث كان زعيم كوريا الشمالية ” كيم جونج أون ” توعّد بجعل نظيره الأمريكي ” ترامب ” يدفع ثمنًا باهظًا يوم (22) سبتمبر 2017 ، بسبب تصريحاته الأخيرة حول كوريا الشمالية ، واصفًا إياه بالعجوز المجنون ، وصرح ” ترامب ” أن زعيم كوريا الشمالية رجل مجنون ، بعد يوم واحد من وصف ” كيم ” للرئيس الأمريكي بأنه مختل عقلياً .
في ذات السياق كتب الرئيس الأمريكي ” ترامب ” يوم (23) سبتمبر 2017 على موقع التواصل الاجتماعي ” Twitter ” أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وحكومته لن يبقيا طويلاً .
وهو ما قابله وزير الخارجية الكوري الشمالي ” ري يونج هو ” بالتعبير عن اعتقاده بأن النبرة الحادة التي تحدث بها الرئيس” ترامب ” تجاه بلاده مؤخراً ، تعد بمثابة إعلان حرب واضح تماماً ، لأن مثل تلك الكلمات صادرة من رئيس أمريكي في السلطة .
وفي إطار التصعيد المتزايد بين كلا البلدين أعلنت وزارة الدفــاع الأمريكيـة يــوم (25) سبتمبر 2017 ، أنها ستتيح للرئيس الأمريكي ” ترامب ” خيارات للتعامل مع كوريا الشمالية إذا واصلت استفزازاتها ، وقد جاء ذلك في أعقاب تصريح وزير الخارجية الكوري الشمالي بأن بلاده تحتفظ لنفسها بحق إسقاط القاذفات الأمريكية حتى إذا لم تكن داخل المجال الجوي لكوريا الشمالية .
هذا وتصر كوريا الشمالية على أنها بحاجة لبرامج نووية وبرامج تسلح كي تضمن بقاءها ، وخلال الأشهر الماضية أجرت العديد من الاختبارات ، في تجاهل للعقوبات المفروضة من الأمم المتحدة . ويبدو أن هذه العقوبات لم تردع كوريا الشمالية التي هددت بأن تُغرق اليابان وتحـول الولايات المتحـدة إلى رمـاد
وفيما يلي نستعرض معاً أبرز ملامح هذا الصراع المكتوم بين كوريا الشمالية و الولايات المتحدة الامريكية :
البداية مع التهديدات والتصرفات الاستفزازية لكوريـا الشمالية والتي شملت على الأتي :
- يوم (3) سبتمبر 2017 ، إجـراء كوريا الشمالية اختباراً ناجحاً لقنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات .
- يوم (4) سبتمبر 2017 ، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً جديداً حلق باتجاه المحيط الهادي فوق منطقة ” هوكايدو ” شمال اليابان .
- يوم (23) سبتمبر 2017 ، طالب العسكريين رئيسهم الزعيم ” كيم جونج أون ” بشن حرب مقدسة ضد الولايات المتحدة ، وتعهد العسكريين ببذل كل جهدهم من أجل الحـرب ضد الولايات المتحدة ، ولم تقتصر المشاركة في التعهد بالحرب على مئات العسكريين فقط بل المدنيين .
وقد تبع تلك التهديدات والتصرفات الاستفزازية عدداً من التحركات العسكرية من جانب كلاً من كويا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية واليابان .
أولا ً التحركات العسكريـة لكوريا الجنوبية:
- – يوم (2) سبتمبر 2017 ، اتفق الرئيس ” مون جيه إن ” ونظيره الأمريكي ” ترامب ” على تعديل الاتفاقية المبرمة بين البلدين التي تضع حدوداً لتطوير صواريخ كوريا الجنوبية الباليستية ، وذلك لتعزيز دفاع كوريا الجنوبية في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية .. يذكر أن تطوير كوريا الجنوبية لصواريخها الباليستية يقتصر على مدى (800) كم فقط بحمولة تبلغ (500) كجم بموجب اتفاقية ثنائية عُدلت عام 2012 .
- يوم (4) سبتمبر 2017 ، أجرت قوات الجيش بنجاح تدريبات مشتركة شملت استخدام صواريخ ( هيونمو ) الباليستية وطائرات طراز (F-15K) .
- يوم (7) سبتمبر 2017 ، أجرى الجيش الكوري الجنوبي تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية ، وذلك لفحص حالة التأهب القتالي للجيش .
- يوم (10) سبتمبر 2017 ، تركيب (4) منصات إطلاق إضافية لمنظومة الدفاع الصاروخ الأمريكي المتطور (THAAD) في كوريا الجنوبية .
- يوم (13) سبتمبر 2017 ، أعلنت القوات المسلحة عن نجاحها في أول تدريباتها لإطلاق صاروخ ” توروس ” ( جو – أرض ) طويل المدى المُصنع في ألمانيا ، وذلك من أجل توجيه ضربات دقيقة للمنشآت الرئيسية في كوريا الشمالية .
- يوم (15) سبتمبر 2017 ، أمر الرئيس ” مون جيه إن ” – خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي – قوات الجيش برفع جاهزيتها لمواجهة الاستفزازات الكورية الشمالية ، مؤكداً أن الحوار مع كوريا الشمالية يُعد مستحيلاً في ظل الانتهاكات والاستفزازات التي تقوم بها .
- عُقد اجتماع بين رؤساء أركان الجيش لـ ( كوريا الجنوبية / الولايات المتحدة / اليابان ) في العاصمة الكورية الجنوبية سول ، لمناقشة سُبل التعاون في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية .. يوم (19) سبتمبر 2017 .
- من المقرر إجراء القوات البحرية الكورية الجنوبية والمجموعة القتالية لحاملة الطائرات الأمريكية ( USS Ronald Reagan ) مناورة مشتركة ، في أكتوبر 2017 .
ثانياً : التحركات العسكريـة الأمريكية :-
- يوم (18) سبتمبر 2017 ، إرسال الولايات المتحدة (4) مقاتلات ” شبح ” طراز (F-35) وقاذفتي قنابل استراتيجية طراز (B-1B) إلى كوريا الجنوبية .
- يوم (21) سبتمبر 2017 ، أجرى الجيش الأمريكي على مدى يومين تدريباً بالذخيرة الحية بكوريا الجنوبية ، وذلك في إطار استعداده للانتشار الطارئ في كوريا الجنوبية ، وأوضح الجيش الأمريكي أن الهدف من التدريب هو اختبار مدى القدرة على نشر قوات في شبه الجزيرة الكورية وسرعة اندماجها مع وحدات محلية لتنفيذ مهمتها .
- يوم (23) سبتمبر 2017 ، دخول طائرات قاذفة تابعة لسلاح الجو الأمريكي طراز (B1-B) ترافقها طائرات مقاتلة المجال الجوي الدولي فوق المياه الواقعة شرق كوريا الشمالية ، وصرح البنتاجون أنها أظهرت مدى الخيارات العسكرية المتاحة للرئيس ” ترامب ” ، وصرحت المتحدثة باسم البنتاجون ” دانا وايت ” أن هذا أبعد مدى وصلت إليه أي طائرات مقاتلة أو قاذفة أمريكية شمال المنطقة منزوعة السلاح قبالة ساحل كوريا الشمالية في القرن الـ (21) .
- يوم (24) سبتمبر 2017 ، فرضت الولايات المتحدة قيود على دخول مواطني كوريا الشمالية إلى أراضيها .
ثالثاً: التحركات العسكريـة اليابانية :
- طالبت وزارة الدفاع اليابانية بزيادة قياسية لميزانيتها لتصبح (47.8) مليار دولار لعام 2018 ، في إطار سعيها لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية والدفاع عن الجزر النائية جنوب غرب اليابان .
- أجرت سفن حربية يابانية وحاملة الطائرات الأمريكية ( USS Ronald Reagan ) والسفن المرافقة لها مناورات مشتركة في مياه جنوب شبه الجزيرة الكورية ، في استعراض للقوة البحرية .. في الفترة من ( 11 : 28 ) سبتمبر 2017 .
- يوم (19) سبتمبر 2017 ، نشرت اليابـان منظومة دفاعيـة جديدة مضادة للصواريـخ طراز ( PAC – 3 ) في قاعدة لقوات الدفاع بجزيرة ” هوكايدو ” شمال اليابان .
ولم يكن هذا الصراع ليقف عند حد تلك التحركات العسكرية وفقط ، بل ظهر هذا الصراع والإستفزاز المتبادل في التصريحات المتبادلة واللقـاءات على هامش أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تطورات الأوضاع في كوريا الشمالية ، ونستعرضها فيما يلي :
الولايات المتحدة:
- أعلن الرئيس ” ترامب “يوم (19) سبتمبر خلال كلمته في اجتماعات الدورة الـ (72) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك – أن الولايات المتحدة مستعدة لتدمير كوريا الشمالية في سبيل الدفاع عن النفس . وأن كوريا الشمالية تسعى لتطوير صواريخها النووية بما يهدد العالم بأسره ، وأن الجيش الأمريكي سيكون أقوى من أي وقت مضى ، وسيتم تخصيص (700) مليار دولار لميزانية الدفـاع .. يشار إلى أن سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة ” سنوج نام ” غادر قاعة انعقاد الجمعية قبل كلمة ” ترامب ” .
- أعلـن الرئيس ” ترامــب ” أنه سيزور كل من ( اليابـان / كوريــا الجنوبية / الصيــن ) فـي نوفمبر المُقبـل .. وذلك لإجراء مباحثـات مع المسئولين في تلك الــدول للتصدي للبرنامج النووي لكوريا الشمالية .
كوريــا الشماليــة
- وصف وزير الخارجية ” ري يونج هو “يوم (21) سبتمبر خطاب الرئيس الأمريكي ” ترامب ” ، وتعليقه على أزمة كوريا الشمالية بـ ( نباح الكلاب ) .
- يوم (23) سبتمبر ، أبلغ وزير الخارجية ” ري يونج هو “ الأمم المتحدة – على هامش فعاليات أعمال الدورة الـ (72) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك – بأن الرئيس الأمريكي ” ترامب ” جعل وصول صواريخنا لأمريكا بأكملها أمر حتمي بوصفه الزعيم الكوري الشمالي ” كيم جونج أون ” بأنه رجــل الصواريخ ، ووصــف ” ترامب ” بأنه شخص مختل عقلياً ومصاب بجنون العظمة وملك الكذب ، وأنه رجل عصابات أطلق حملة كلمات عنيفة ومتهورة ضد كوريا الشمالية ويشكل اليوم أكبر تهديد للسلام .
كوريــا الجنوبيــة
خلال يوم (19) سبتمبر 2017 التقى الرئيس ” مون جيه إن ” بالأمين العام للأمم المتحدة ” أنطونيو جوتيريس “ ، حيث دعا ” مون ” الأمم المتحدة للقيام بجهود وساطة لإجراء الحوار مع كوريا الشمالية من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية ، كما نفت الرئاسة الكورية الاتفاق مع الولايات المتحدة على إدخال غواصة تعمل بالطاقة النووية لكوريا الجنوبية .. يُذكر أن تقارير صحفية أفادت بأن ( كوريا الجنوبية / الولايات المتحدة ) اتفقتا على امتلاك كوريا الجنوبية غواصة تعمل بالطاقة النووية ، وأن هذا الاتفاق سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب بعد اختتام زيارة الرئيس الكوري ” مون جيه ” إلى الولايات المتحدة .
مصــر و الولايات المتحدة
ناقش الرئيس ” السيسي ” مع نظيره الأمريكي ” ترامب ” أزمة كوريا الشمالية خلال مشاركة ” السيسي ” في فعاليات الدورة الـ (72) لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك .
اليابان و إسرائيل
خلال يوم (19) سبتمبر 2017 التقى رئيس الوزراء ” شينزو آبي ” بنظيره الإسرائيلي ” نتنياهو “ ، حيث أكدا على أن كوريا الشمالية تشكل تهديداً غير مسبوق للمجتمع الدولي ، ومن الضروري التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، كما ناقشا عملية السلام في الشرق الأوسط ، كما أعلن رئيس الوزراء ” شينزو آبى ” – على هامش فعاليات أعمال الدورة الـ (72) للجمعية – أن بلاده تدعم السياسة الأمريكية في المنطقة والتي تنطلق من مبدأ أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لإجبار كـــــوريا الشماليـــة على الانصياع لقـــرارات الأمم المتحدة . وحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمنع كوريا الشمالية من الحصول على البضائع والتمويلات والأشخاص والتكنولوجيا اللازمين لتصنيع أسلحتها النووية وبرامجها الصاروخية .
الصيــن
حذر وزير الخارجية ” وانج يي ” – في كلمته أمام الجمعية العامة – كوريا الشمالية من أن تتخذ الطريق الخطر ، مؤكداً أن بلاده لا تؤيد وجود سلاح نووي في شبه الجزيرة الكورية سواء في الشمال أو الجنوب .
وخلال تلك الأزمة دخلت كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في حرب تصريحات يمكن إستعراضها في السطور التالية :
أولاً كوريــا الشماليــة:
يوم 7 سبتمبر 2017 تعهدت كوريا الشمالية باتخاذ إجراءات مضادة للرد على ضغوط الولايات المتحدة .. حيث أعلن وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية ” كين أون جيه ” أن بلاده ستستخدم سلاحها وقدراتها النووية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ، مؤكداً أن امتلاكها لهذا السلاح غير قابل للتفاوض ، مضيفاً أن سلوك الولايات المتحدة تجاه عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والتجربة النووية يشكل محاولة للتغطية على دور واشنطن في دعم التوتر والتهديد باستخدام الأسلحة النووية .
كما أكد الزعيم الكوري الشمالي ” كيم جونج أون ” أن بلاده أوشكت على الانتهاء من إعداد قوتها النووية المسلحة ، وشدد على ضرورة إظهار التزام بلاده بتحقيق هدفها الخاص بقدرتها النووية ، رغم فرض عقوبات عليها ، إضافة لتضييق الخناق والحصار .. وفي سياق متصل أوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن هدف كوريــا الشماليــة هو تحقيق توازن في القوة العسكرية مع الولايات المتحدة .
تلا تلك التصريحات ما أكده لزعيم ” كيم جونج أون “يوم 22 سبتمبر 2017 من أن بلاده ستدرس أعلى مستويات الإجراءات المضادة القوية في التاريخ ضد الولايات المتحدة رداً على تهديد الرئيس الأمريكي بتدمير كوريا الشمالية بالكامل ، حيث وصف ” كيم ” الرئيس الأمريكي بأنه ( مختل عقلياً ) ، وأن تصريحاته ( أشرس إعلان للحرب في التاريخ ) ، موضحاً أن خطاب ” ترامب ” بالأمم المتحدة أكد أن برنامج كوريا الشمالية النووي هو المسار الصحيح .
من ناحية أخري صرحت المتحدثة باسم الحزب الحاكم بأن كوريا الشمالية هددت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات أقوى ضدها حال استمرار واشنطن في الضغط عليها ، مشيرة إلى أنه يجب على واشنطن أن تواجه الحقيقة وتتخذ قراراً بالتخلي عن سياستها العدائية ضد كوريا الشمالية ، وكذا النأي بنفسها عن قضايا شبه الجزيرة الكورية .
كما صرح نائب المدير العام لشئون أمريكا الشمالية في الخارجية ” تشو كانج ايل “ بأن بلاده ستتحدى العقوبات الدولية حتى لو وصلت مدتها إلى (1000) عام ، مؤكداً أن القلق المتصاعد في اليابان لم يكن مصدر قلق للقادة في بيونج يانج ، وحذر من قوة جيش بلاده المتنامية .
و صرح وزير الخارجية ” ري يونج هو “ أنه يعتقد أن بلاده قد تفكر في اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي على نطاق لم يسبق له مثيل .
من ناحية أخريأعرب وزير الخارجية ” ري يونج هو ” يوم 25 سبتمبر 2017 عن اعتقاده بأن النبرة الحادة التي تحدث بها الرئيس” ترامب ” تجاه بلاده مؤخراً ، تعد بمثابة إعلان حرب واضح تماماً ، لأن مثل تلك الكلمات صادرة من رئيس أمريكي في السلطة.
ثانياً الولايــات المتحــدة:
أكد الرئيس ” ترامب ” يوم 7 سبتمبر 2017 خلال مؤتمر صحفي مع أمير الكويت – أن التحرك العسكري سيكون خياراً في كوريا الشمالية إن لم يكن لديها خيارات أخرى ، مضيفاً أن كوريا الشمالية بدأت تطوير السلاح النووي مرة أخرى .
كما وصفت وزيــرة الخارجية السابقة ” كلينتون “يوم 20سبتمبر 2017 وصفت خطاب ” ترامب ” بالمظلم للغاية والخطير ، وأشارت إلى أنه في حالة مواجهة وضع خطير مثل الذي يحدث في كوريا الشمالية فإنه يجب التأكد من أن الحل الأول هو اتباع الطرق الدبلوماسية .. من جانبه اتهم ” ترامب ” ” كلينتون ” بأنها أتاحت لكوريا الشمالية امتلاك السلاح النووي .
من جانبه أعلن الرئيس ” ترامب ” يوم 21 سبتمبر أن الولايات المتحدة ستفرض مزيداً من العقوبات على كوريا الشمالية ، حيث أصدر ” ترامب ” أوامر تنفيذية بفرض عقوبات على عدد من الأشخاص والشركات المتعاملين مع كوريا الشمالية ، كما أكد وزير الدفاع ” جيمس ماتيس “ هاتفياً مع نظيره الياباني ” ايتسونوري أونوديرا ” التزام بلاده بالدفاع عن اليابان والأمن الشامل بالمنطقة ، كما دعا إلى إظهار الوحدة بين ( الولايات المتحدة / اليابان / كوريا الجنوبية ) ، كما اتفقا على أهمية التعاون الدفاعي بين الدول الثلاث .. في ذات السياق أكد مستشار الأمن القومــي ” هربرت ماكماستر ” أن بلاده في حاجة للتحرك بشكل عاجل رداً على تهديد كوريا الشمالية النووي ، مضيفاً أن التحرك يجب أن يكون فـي طريقين أحدهما فـرض العقوبات على كوريا الشمالية ، والآخر الاستعــداد للخيار العسكـري فـي حالـة الضرورة .
كما صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ” نيكي هيلي ” بأن بلادها لديها العديد من الخيارات العسكرية فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة كوريا الشمالية .
شن الرئيس ” ترامب “يوم 22 سبتمبر 2017 هجوماً جديداً على الزعيم الكوري الشمالي ” كيم جونج أون ” ، حيث وصفه بــ ( المجنون ) ، كما هدد كوريا الشمالية بتدمير كامل ،كما أكد البيت الأبيض أن الرئيس ” ترامب ” ورئيس الكوري الجنوبي ” مون جيه إن ” اتفقا على تعزيز الاستعدادات الدفاعية للبلدين ، حيث تم الاتفاق على نشر العتاد الاستراتيجي الأمريكي في كوريا الجنوبية .
أكد وزير الخارجية ” ريكس تيلرسون “يوم 22 سبتمبر 2017 أن السعي وراء الأسلحة النووية لن يجلب الأمن لكوريا الشمالية ، مضيفاً أن مساعدة الصين مهمة لجعل برامج كوريا الشمالية الصاروخية تحت السيطرة ، كما أشار إلي أن الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية وارد .
وجّه الرئيس ” ترامب “يوم 23 سبتمبر 2017 تهديداً لكوريا الشمالية ، وهــدد بأنها لن تكون قادرة على البقاء ، إذا نفذّت التهديدات التي أطلقها وزير خارجيتها خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة .
وقد صاحب تلك الحرب في التصريحات بين البلدين والتحركات العسكرية التي جرت إثر التهديدات والإستفزاوات من جانب كويا الشمالية بعض التحركات الدولية ، كان أبرزها الأتى :
((الكويت))
منحت الكويت يوم 17 سبتمبر رسمياً سفير كوريا الشمالية لديها مهلة لمدة ( شهر ) لمغادرة البلاد بعدما قررت خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ووقف السماح بدخول عمال كوريين إليها .. من جانبه أكد السفير الكوري الشمالي بالكويت ” سوتشانج سيك ” تلك التصريحات ، موضحاً أنه سيغادر الكويت مع باقي الدبلوماسيين الذين شملهم تخفيض مستوى التمثيل بناءً على طلب السلطات الكويتية قبل نهاية المدة المحددة .. جدير بالذكر أن الكويت ثالث دولة تطرد سفير كوريا الشمالية بعد ( المكسيك / بيرو )
(( الصيــن ))
أعلنت الصين يوم (23) سبتمبر عن زيادة ضغوطها على كوريا الشمالية وفرضت حظر تصدير المنتجات البترولية إليها اعتباراً من الأول من أكتوبر 2017 ، كما أعلنت أيضاً عن وقف استيراد المنسوجات من كوريا الشمالية ، كما أعلنت عن الوقوف الفوري لصادرات الغاز الطبيعي .
وقد كان لتلك التطورات العديد من ردود الفعل حول العالم فعلي الصعيد المصري:
استقبل الرئيس ” السيسي ” وزير الخارجية الياباني ” تارو كونو ” بمقر رئاسة الجمهورية ، شهد اللقاء استعراض عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، خاصة أزمة كوريا الشمالية .. من جانبهأكد رجل الأعمال ” نجيب ساويرس ” أن استثماراته في كوريا الشمالية تبلغ نحو (250) مليون دولار ، مشدداً على أن هذا ليس له علاقة بالسياسة ، مضيفاً أن علاقة الشركات المصرية مع كوريا الشمالية تاريخية ، مشدداً على التزامه بجميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بكوريا الشمالية ، وتأكده من عدم انتهاك شركاته لأية قواعد.
علي صعيد كوريا الجنوبية :
من جانبها رحبت كوريا الجنوبية بفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ، وتعهدت بالسعي إلى زيادة الضغوط على كوريا الشمالية حال استمرارها في الإقدام على الأفعال الاستفزازية ، كما أوضحت وزارة الوحــدة موافقة البلاد على خطة لإرسال مساعدات إنسانية بقيمة 8 مليار دولار إلى كوريا الشمالية في إطار سياسة مساعدات ، مضيفة أن تلك المساعدات لم تتأثر بالتوتر مع نظيرتها الشمالية .
علي صعيد اليابان :
دعا رئيس الوزراء ” شينزو آبي ” المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه وتعزيز تضامنه لمواجهة التهديدات التي تشكلها كوريا الشمالية على العالم بأسره ، وصرح ” أبي ” أن تصرفات كوريا الشمالية تحدي صريح للمجتمع الدولي بما يجعلنا نقف أمام حقيقة أن العالم بأسره يواجه تهديداً لم يسبق له مثيل وخطراً وشيكاً من قبل كوريا الشمالية ، كما أكد كبير أمناء مجلس الوزراء ” يوشيهيدى سوجا ” أن تصريحات كوريا الشمالية وسلوكها غير مقبول على الإطلاق ويستفز الأمن الإقليمي والدولي .
على الصعيد الصيــنى:
ناقش الرئيس ” شي جين بينج ” ونظيره الأمريكي ” ترامب ” – خلال اتصال هاتفي – الوضع في شبه الجزيرة الكورية ، وصرح ” شي ” لـ ” ترامب ” أن بلادهما تتقاسمان مصالح مشتركة على نطاق واسع ، كما دعا وزير الخارجية ” وانج يي ” كوريا الشمالية لعدم مواصلة السير في مسار خطير فيما يتعلق ببرنامجها النووي ، مضيفاً أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة حول تطوير أسلحة بيونج يانج موضحاً أن التوترات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية تبرز أهمية الاتفاق ، مضيفاً أن الصين تؤيد الاتفاق النووي وترعاه.. من جانبه دعا المتحدث باسم الخارجية ” لو كانج ” كل الأطراف للتحلي بضبط النفس عقب تصريحات وزير الخارجية الكوري الشمالي بأن بلاده قد تدرس اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي . وأكد بأن قرارات الأمم المتحدة توضح تماماً أنه يجب حل قضية شبه الجزيرة الكورية من خلال الطرق السلمية .
علي الصعيد الروسي :
عقد الرئيس ” بوتيــن ” جلســة محادثــات مع نظيره الكــوري الجنوبــي ” مــون جيه إن ” بمدينة ( لاديفوستوك ) الروسية ، لبحث أزمة كوريا الشمالية ، وعقدا مؤتمر صحفي ، أكد خلاله ” بوتين ” أن ( موسكو / سول ) ستعملان سوياً من أجل إنهاء التوتر القائم في المنطقة بسبب التجارب النووية لكوريا الشمالية ، مضيفاً أن أزمة كوريا الشمالية لا يمكن حلها من خلال الضغط والعقوبات فقط ، مشدداً على أن روسيا لن تعترف بكوريا الشمالية كدولة نووية ، مضيفاً أنه رفض مقترح تقدم به ” مون ” لقطع إمدادات النفط عن كوريا الشمالية المتعطشة للطاقة .. من جانبه حذر ” مون ” من الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية والذي قد يؤول إلى حد لا يمكن السيطرة عليه إذا لم تتوقف كوريا الشمالية عن استفزازاتها .
كما أكد وزير الخارجية ” سيرجي لافروف ” أن الولايات المتحدة لن تقصف كوريا الشمالية لأنها متأكدة من امتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية ، موضحاً أن الولايات المتحدة قصفت العراق لأنها توفرت لديها معلومات دقيقة بأنه لا توجد أسلحة دمار شامل في العراق . وأوضح نائب وزير الخارجية ” جينادي جاتيلوف ” أن إقدام الولايات المتحدة على تنفيذ أية إجراءات عسكرية ضد كوريا الشمالية ستؤدي إلى حدوث عواقب كارثية تُلقي بظلالها على المنطقة والعلاقات الدولية .
و أعرب المتحدث باسم الكرملين ” ديمتري بيسكوف ” عن قلق روسيا الشديد من تصعيد التوتر حول الأزمة الكورية الشمالية بعد تبادل تهديدات بين ( الرئيس الأمريكي ترامب / الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ) ، داعياً مجدداً إلى ضبط النفس ، مؤكداً أن موسكو تصر على التسوية السياسية لمسألة كوريا الشمالية ، وأن الطرق الأخرى سيكون لها عواقب كارثية .
و أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ” فاسيلي نيبنزيا ” أن بلاده ستلتزم بالعقوبات الموقعة على كوريا الشمالية ولكنها تنتظر خطوات سياسية تجاه تسوية الأزمة من جانب الولايات المتحدة . . كما صرح ” نيبنزيا ” – خلال جلسة لمجلس الأمن لمناقشة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ، وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي – بأن الوضع في كوريا الشمالية يتطلب جهوداً دبلوماسية أكثر من تلك التي يتطلبها توقيع الاتفاق النووي مع إيران ، مضيفاً أنه في حال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران ، فسوف يبعث ذلك رسالة خاطئة إلى كوريا الشمالية ، خاصة في ظل ترابط ( إيران / كوريا الشمالية) حالياً .
و أكد رئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي ” قسطنطين كوساتشوف ” أن روسيا لن تسمح لواشنطن بالقيام بعملية عسكرية قرب حدودها ضد كوريا الشمالية ، قائلاً ( إن عملية عسكرية للولايات المتحدة وحلفائها ستجبر بيونج يانج على الرد بكل ما لديها ، وروسيا لن تسمح لواشنطن بمثل هذه التجارب على حدودها ) ، مؤكداً على ضرورة عدم اللجوء للحل العسكري للأزمة الكورية ، محذراً من أن كوريا الشمالية في حال نفذت مثل هذه العملية العسكرية ضدها سترد بما لديها من إمكانيات ، وهو ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة والعالم بما في ذلك الولايات المتحدة .
من الجانب ألماني
أكدت المستشارة ” ميركل ” أن ( ألمانيا / الولايات المتحدة ) مختلفتان بشأن كيفية مواجهة كوريا الشمالية ، ونددت بتهديد ” ترامب ” بتدمير كوريا الشمالية تماماً ، كما صرح وزير الخارجية ” زيجمار جابرييل ” أنه يجب على ( الولايات المتحدة / الصين / روسيا ) الجلوس على طاولة واحدة للتباحث مع كوريا الشمالية حول أسلحتها النووية ، مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى سياسة ذكية وشجاعة على غرار سياسة التهدئة خلال فترة الحرب الباردة ، مطالباً بأخذ وإقرار تعهدات أمنية وإيجاد حلــول مطمئنة أخري للزعيم الكوري الشمالي ” كيم جونج أون ” ، مشيراً إلى أن زعيم كوريا الشمالية يتبع استراتيجية أمنية خاطئة باعتقاده أنه عندما يمتلك قنبلة نووية فإن نظام حكمه سيصبح آمناً وبهذا لن يجرؤ أحد على تهديده .
علي الصعيد الفرنسي
رفض الرئيس ” ماكرون ” إجراء أي تدخل عسكري في كوريا الشمالية .
ومن الجانب البريطاني
أكد وزير الخارجية ” بوريس جونسون ” أن بلاده تسعى لحل دبلوماسي لنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية .