بدأت الصين اليوم الأحد تشغيل أكبر تلسكوب لاسلكى فى العالم، التلسكوب “فاست”، الذى سيمكن العلماء من البحث عن أى علامات للحياة خارج المجرة ودراسة واستكشاف نشأة الكون، وذلك فى نهاية ناجحة لعملية بناء هذا المشروع العلمى الضخم الذى استغرق حوالى خمس سنوات وتكلف نحو 1.2 مليار يوان (180 مليون دولار امريكى).
ويقع تلسكوب “فاست” فى مقاطعة قويتشو فى جنوب غرب الصين ويبلغ قطر عدسته الكروية خمسمائة متر، أى ان مساحة منطقة استقباله تبلغ مساحة 30 ملعبا لكرة القدم.
وكانت الصين أكملت فى أوائل شهر يوليو الماضى وضع آخر اللوحات العاكسة لعدسة التلسكوب والتى بلغ عددها 4,450 لوحة، كما أجلت السلطات المحلية فى قويتشو أكثر من تسعة آلاف شخص من سكان المنطقة الذين كانوا يسكنون ضمن مسافة خمسة كيلومترات من الفتحة الكروية للتلسكوب كجزء من إجراءات الحماية الخاصة بالمشروع وبهدف خلق بيئة مؤاتية للموجات الكهرومغناطيسية الخاصة به.
وطبقا لتصريحات كان ادلى بها بنغ بو، نائب مدير مشروع “فاست” لوكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا العام الماضى فإن العلماء يعتقدون ان حافة الكون تبعد عن الأرض 13.7 مليار سنة ضوئية، وحيث انه من خلال “فاست” يمكن رؤية 11 مليار سنة ضوئية وسيكون ذلك قريبا جدا من حافة الكون.
ويعتقد الخبراء أن “فاست” سيحافظ على مكانته كواحد من أكثر المعدات تطورا فى العالم فى العشرين إلى الثلاثين عاما المقبلة، مؤكدين أن البشرية ستتقدم فى معرفة الفضاء بعد اكتمال بنائه وتشغيله.
وتقول صحيفة “الشعب” اليومية الصينية الرسمية انه بالمقارنة مع تلسكوب “أريسيبو” الامريكى فى بورتريكو الذى يبلغ قطره نحو 300 متر، والذى يعد واحدا من أهم المشاريع البشرية العشرة فى العالم خلال القرن الـ21، يرتفع الأداء العام لـ”فاست” بحوالى 10 مرات.
وباعتباره أكبر تلسكوب لاسلكى ذى فتحة واحدة فى العالم، سيحافظ “فاست” على مكانه الأول عالميا خلال السنوات الـ20 إلى 30 المقبلة.