تحقيقات و تقاريرعاجل

 العالم يواصل رفض قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

تصعيدات دولية جديدة اتُخذت ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بينيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قرر اعتراف بلاده بأن القدس عاصمة لإسرائيل، حيث أكد الاتحاد الأوروبى مجددا، اليوم الاثنين، أنه لن يدعم ذلك القرار الأمريكى الذى أثار غضب العالم، مؤكدا فى الوقت ذاته احترام الاجماع الدولى بشأن القدس، حتى أن جمهورية التشيك التى تُعد أقرب حلفاء إسرائيل فى أوروبا، حذرت من أن قرار واشنطن يضر بجهود السلام، وذلك فى الوقت الذى خرجت فيه المظاهرات الحاشدة فى العديد من دول العالم احتجاجا على تلك الخطوة الأمريكية.

وتسبب قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى 6 ديسمبر الحالى، إلى اندلاع موجة احتجاجات عارمة وغضب دولى شديد منذ إقدام الولايات المتحدة على تلك الخطوة التى انتقدتها كل دول العالم، وبعد مرور 5 أيام حرض نتنياهو الاتحاد الأوروبى على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن وزراء دول الاتحاد رفضوا ذلك.

ولليوم الخامس على التوالى، واصل شعوب العالم تنظيم الاحتجاجات الحاشدة والمسيرات الغاضبة اعتراضا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة فلسطين، ففى لبنان، تجمع الآلاف فى مظاهرة ضخمة بالعاصمة “بيروت”، مرددين هتافات “حربا حربا حتى النصر.. زحفا زحفا نحو القدس” و”الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا”.

كما انضمت إندونيسيا للاحتجاجات الغاضبة فى أنحاء العالم على خطوة ترامب التى أثارت استياء دوليا شديدا، خاصة أنها تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم بحسب مراقبين، حيث حرق متظاهرون إندونيسيون، صورا لترامب والأعلام الأمريكية والإسرائيلية خلال وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية.

وفى مصر، واصل طلاب الجامعات احتجاجاتهم ضد قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ففى المنصورة ردد الطلاب هتافات معادية لدولة الاحتلال الإسرائيلى، مؤيدة للجيش المصرى فى حربه ضد الإرهاب، معلنين رفضهم لقرار ترامب.

وفى الأراضى الفلسطينية المحتلة، تجددت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى العديد من محافظات الضفة الغربية، نصرة للقدس ضد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتركزت الاحتجاجات فى الخليل ونابلس وطولكرم ورام الله وغيرها من المناطق الفلسطينية.

أما بالنسبة للغضب الدولى الرسمى، فأكدت فيديريكا موجيرينى مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، رفضها مجددا لقرار ترامب، مؤكدة أن الاتحاد سيواصل الالتزام “بتوافق دولى” بشأن القدس، مشددة فى الوقت ذاته على ضرورة التزام الاتحاد بحل الدولتين، لافتة إلى أن من مصلحة إسرائيل التوصل لحل دائم للصراع مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى سيجرى محادثات مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس الشهر المقبل.

فى سياق متصل، قال لوبومير زوراليك وزير خارجية جمهورية التشيك، معلقا على أسئلة الصحفيين عن قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قائلا: “أخشى أن ذلك لا يساعدنا بشيء”.

كما أكد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى مجددا موقف الاتحاد القائل بأن الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى حرب عام 1967 – ومنها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان – ليست جزءا من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل.

وقال زوراليك لدى وصوله ونظرائه إلى مائدة إفطار مع نتنياهو: “أنا مقتنع أنه من المستحيل تخفيف حدة التوتر بحل من جانب واحد”. مضيفا :”نحن نتحدث عن دولة إسرائيلية، لكننا فى الوقت نفسه يجب أن نتحدث عن دولة فلسطينية”.

كما أن وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريا، حث واشنطن على التقدم بخطط السلام التى وضعها جيسون جرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط وجاريد كوشنر زوج ابنه ترامب ومستشاره، مضيفا: “ننتظر بالفعل منذ عدة أشهر المبادرة الأمريكية، وإن لم تكن هناك خطة وشيكه سيتعين على الاتحاد الأوروبى الأخذ بزمام المبادرة”.

وتواصلت التصعيدات الدولية الغاضبة من قرار ترامب، حيث دعا البرلمان العربى إلى عقد قمة عربية طارئة لتجنيد كافة الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأراضى دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية “القدس”، إذ جاء ذلك فى قرار أصدره البرلمان العربى فى ختام جلسته الطارئة، اليوم، بمقر الجامعة العربية لبحث تداعيات قرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال “الكيان الصهيونى” ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وتضمن القرار الدعوة لوضع خطة تحرك عربية فاعلة على كل المستويات من خلال جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية والبرلمان العربى تأكيدا على تكامل الدبلوماسية البرلمانية مع الدبلوماسية الرسمية للتصدى لقرار الإدارة الأمريكية وتشكيل لجنة مفتوحة العضوية لهذا الغرض .

وقرر البرلمان تسمية دور الانعقاد الحالى للبرلمان العربى “القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين”، وتكليف وفود من البرلمان العربى لزيارة البرلمانات المماثلة خاصة البرلمان الأفريقى والبرلمان الأوروبى وعدد من برلمانات الدول الأوروبية الفاعلة لعقد لقاءات وحشد تأييد المجتمع الدولى للتصدى للقرار الأمريكى.

وأكد البرلمان العربى التضامن العربى والإسلامى للتصدى للقرار الأمريكى من خلال تنسيق التحرك بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، وبين البرلمان العربى واتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى بشأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، والعمل على تعزيز دعم الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة بالأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى