بدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا جنائيا واسع النطاق استهدف أمريكيين عملا مع شبكات تلفزيون حكومية روسية، وذلك فى إطار تحركات تهدف لمكافحة عمليات “تأثير” يقوم بها الكرملين قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى الولايات المتحدة المقررة فى نوفمبر، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على التحقيق، أن التحقيقات شملت قيام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى بتفتيش منزلى شخصيين بارزين على صلة بوسائل الإعلام الحكومية الروسية.
وبحسب الصحيفة فإن الشخصيين المستهدفين هما سكوت ريتر، مفتش الأسلحة السابق التابع للأمم المتحدة والمعروف بانتقاده الدائم للسياسة الخارجية الأميركية، وديميترى سايمز، المستشار السابق للرئيس الأميركى السابق دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الادعاء العام لم يعلن بعد التهم الموجهة إلى أى من الرجلين.
وقال بعض المسؤولين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التحقيقات، إن من المتوقع إجراء المزيد من عمليات التفتيش قريبا، مؤكدين أن توجيه اتهامات جنائية أمر ممكن أيضا.
ويأتى التحقيق فى أعقاب توصل أجهزة الاستخبارات الأمريكية لنتائج تؤكد أن مؤسسات إخبارية حكومية روسية، بما فى ذلك قناة “آر تي”، تعمل مع وكالات استخبارات روسية للتأثير على الانتخابات فى جميع أنحاء العالم، ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وركز التحقيق، وفقا للصحيفة، حتى الآن على الانتهاكات المحتملة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا والقانون الذى يتطلب من جميع الأشخاص الكشف عن أى جهود ضغط يقومون بها نيابة عن حكومة أجنبية.
وقال بعض المسؤولين، إن التحقيق لا يستهدف الأميركيين العاديين الذين يشاهدون وسائل الإعلام الحكومية الروسية أو ينشرون عنها عبر الإنترنت، بل يركز على الأفراد الذين ينشرون معلومات مضللة مصدرها موسكو.
وقال ريتر، الذى عمل كاتبا مساهما فى قناة “آر تي”، فى مقابلة هاتفية إن تفتيش منزله فى ديلمار بولاية نيويورك استمر لساعات وبدا وكأنه محاولة لترهيبه بسبب تعبيره عن آرائه السياسية حول الولايات المتحدة وروسيا والحرب فى أوكرانيا.
وأكدت الصحيفة، أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى وعناصر الشرطة صادروا هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة لكنهم لم يعتقلوا ريتر.
وذكر ريتر، الذى سافر إلى روسيا والأجزاء المحتلة من أوكرانيا فى يناير الماضي، إن مذكرة تفتيش منزله تشير إلى تحقيق يتعلق بقانون تسجيل العملاء الأجانب، الذى يلزم الأميركيين بالكشف عن أى أنشطة سياسية يقومون بها نيابة عن الحكومات الأجنبية.
وفيما يتعلق بسايمز، وهو مواطن أمريكى سوفييتى المولد، قال بعض المسؤولين إنه يخضع للتحقيق بسبب انتهاكات تتعلق بالأساس القانونى لفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، من بين جرائم أخرى محتملة.
وذكرت الصحيفة، أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالى داهموا منزل سايمز، البالغ من العمر 76 عاما، فى ولاية فيرجينيا فى 13 من هذا الشهر، لكنه لم يكن موجودا فى حينه.
وعمل سايمز مستشارا غير رسمى للشؤون السوفييتية خلال عهد الرئيس الأميركى الأسبق ريتشارد نيكسون.
ويقدم سايمز منذ عام 2018، برنامجا حواريا أسبوعيا على القناة الأولى وهى إحدى محطات البث التلفزيونى الحكومية الروسية.
وفى مقابلة على قناة “سبوتنيك”، قال سايمز إنه لا يعرف سبب التفتيش، لكنه توقع أنه كان محاولة لخنق أى شخص يرغب فى تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.