طور العلماء رأسًا آليًا يطابق تعبيرات البشر القريبين في الوقت الفعلي، وذلك بفضل وجهه المرن، ويستخدم الروبوت المستقل، الذي يُدعى إيفا، التعلم العميق، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي للقراءة ثم عكس التعبيرات على الوجوه البشرية عبر الكاميرا، ويستطيع إيفا التعبير عن المشاعر الستة الأساسية: الغضب، والاشمئزاز، والخوف، والفرح، والحزن، والمفاجأة، بالإضافة إلى مجموعة من ردود الأفعال الأكثر دقة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فإن العضلات الاصطناعية، على وجه الدقة الكابلات والمحركات، تسحب نقاطًا محددة على وجه إيفا، لتكرار العضلات تحت الجلد.
يقول العلماء في جامعة كولومبيا في نيويورك، إن تعابير الوجه الشبيهة بالإنسان على وجوه الروبوتات يمكن أن تبني الثقة بين البشر وزملائهم الآليين ومقدمي الرعاية.
كما تم تطوير معظم الروبوتات اليوم لتكرار القدرات البشرية مثل الإمساك والرفع والانتقال من مكان إلى آخر، ولعل التفاصيل التي تفتقر إليها هي تعبيرات الوجه الشبيهة بالإنسان.
لكن وجه إيفا الأزرق اللامع ليس كذلك، وهو مستوحى من Blue Man Group، شركة أمريكية لفنون الأداء تضم ثلاثة فنانين صامتين ووجههم أزرق.
قال هود ليبسون، مدير مختبر الآلات الإبداعية بجامعة كولومبيا: “تبلورت فكرة إيفا قبل بضع سنوات، عندما بدأت أنا وطلابي في ملاحظة أن الروبوتات في مختبرنا كانت تحدق فينا من خلال عيون بلاستيكية”.
وأضاف: “يبدو أن الناس يقومون بإضفاء الطابع الإنساني على زملائهم الآليين من خلال إعطائهم عيونًا أو هوية أو اسمًا”، موضحا “هذا جعلنا نتساءل، إذا كانت العيون والملابس تعمل، فلماذا لا نصنع إنسانًا آليًا له وجه بشري فائق التعبيرات والاستجابة؟”
واستخدم الفريق الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع الأجزاء ذات الأشكال المعقدة التي تتكامل بسلاسة مع جمجمة إيفا.
كما استخدم الباحثون بعد ذلك عملية تدريب متعددة المراحل لتمكين إيفا من قراءة وجوه البشر القريبين وتكرارها في الوقت الفعلي.