كادت محافظة السويس أن تقضي أيام عيد الأضحى المبارك فى تبعات كارثة مروعة، لولا العناية الإلهية التي ألهمت رجال الدفاع المدنى، الذين نجحوا فى السيطرة على حريق بأحد مستودعات شركة السويس لتصنيع البترول إثر حدوث تسرب، ما أعاد للأذهان الحريق المروع الذى نشب فى 2012 بشركة النصر للبترول واستمر 5 أيام متواصلة، حيث شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد بكثافة من المستودع.
وقال أحد المسؤولين الكبار بالشركة، رفض ذكر اسمه، إن أجهزة شركة السويس لتصنيع البترول متهالكة تماما فعلى الرغم من إنشائها منذ أكثر من مائة عام إلا أنه حتى الآن لم يتم صيانتها، مع أننا نسمع بين الحين والآخر أنه تم تخصيص مبالغ مالية ضخمة من أجل عمل صيانة وتجديد للأجهزة بالشركة، لاسيما بعدما تكررت الحوادث المأسوية داخل الشركة ودفع بعض العاملين بها أرواحهم نتيجة لهذا الإهمال.
وأكد المسؤول أن موضوع التسرب بمستودعات الشركة، أصبح أمرا يحدث بشكل مستمر وإذا كان رجال الإطفاء نجحوا فى سرعة يحسدون عليها فى السيطرة على الحريق، قبل انتقاله للمستودعات المجاورة، فإن الأمر يحتاج لتدخل فورى وسريع من وزير البترول الجديد المهندس طارق الملا، حتى لا تتكرر مأساة شركة النصر للبترول والتى كادت أن تضيع معها السويس بالكامل، وأوضح أن شركة السويس لتصنيع البترول “المعمل” مرت عليها كوارث عدة، بسبب تهالك الأجهزة بها، فمن ينسى حريق حوض الزيت فى فبراير من عام 2012 والذى أودى بحياة 5 عمال وإصابة 9 آخرين، ثم فى أغسطس من عام 2014 نشب حريق جديد فى جهاز التفحيم بالشركة، وتمت السيطرة عليه قبل وقوع كارثة، فضلا عن الحرائق المتوسطة التى أصبحت أمرا معتادا عليه داخل الشركة.
كانت قوات حماية المدنية والأمن الصناعي بشركة السويس لتصنيع البترول، تمكنوا من السيطرة على حريق نشب بأحد المستودعات بالشركة، نتيجة لتسرب بالمستودع، وذلك قبل انتقال النيران للمستودعات المجاورة، الأمر الذى كان يهدد بالفعل بكارثة محققة، لاسيما وأن المنطقة الموجودة بها الشركة تضم عددا من شركات البترول الأخرى.
وعلى الفور، عقب الحريق انتقلت قيادات السويس لمقر الشركة بشارع صلاح نسيم، وعلى رأسهم اللواء العربى السروى محافظ السويس، لمتابعة عمليات السيطرة على الحريق لاسيما وأن الحريق أعاد على الفور للأذهان الحريق الذى تعرضت له شركة النصر للبترول واستمر 5 أيام، وكاد يضيع معه السويس بالكامل لدرجة أن عددا كبيرا من سكان المحافظة غادروها بالفعل لمحافظات أخرى خوفا على حياتهم.
ومن جانبه، أكد المهندس رضا عبد الصمد رئيس مجلس إدارة الشركة، أن رجال الدفاع المدنى بالشركة، نجحوا فى وقت قياسى فى السيطرة على الحريق، الذى لم يتسبب فى أى خسائر بشرية، وأن الأوضاع بالشركة مستقرة، مشددا على أن هناك أعمال صيانة وتجديد بدأت تحدث بالفعل داخل الشركة، وهناك جهود مضنية من قيادات وزارة البترول، من أجل تجديد شامل للشركة.
ومن المفارقات أنه بالتزامن مع الحريق الذى نشب بشركة “المعمل” كانت محكمة جنح السويس، تصدر قرارها، بتأجيل محاكمة 37 متهم من قيادات وعاملين شركة النصر للبترول لجلسة 28 سبتمبر الجارى، لاتهامهم بالإهمال والتقصير، ما تسبب فى حريق مروع بالشركة أدى لانفجار أحد الخزانات فى أبريل من عام 2012 والذى ظل مستمرا لخمسة أيام متواصلة، وكبد الشركة خسائر مادية فادحة وصلت لملايين الجنيهات، وأكد مصدر قضائى بالسويس أن من بين المتهمين فى تلك القضية رئيس مجلس إدارة الشركة الأسبق ومدير الأمن الصناعى بالشركة، بجانب 35 عاملا وفنيا من العاملين بالورادى.