في افتتاحيتها الأسبوعية، علقت صحيفة “الأوبزفر” البريطانية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لافتة إلى أنه من أولى مبادئ العلاقات الدولية اتباع ديبلوماسية فعالة تحقق دوماً أهدافاً واضحة، الأمر الذي يجعل خطاب ترامب الأخير، ليس قراراً خطيراً وحسب، بل شائكاً ومبهماً.
ويكمن هدف السياسة الخارجية لترامب بشأن القضية الفلسطينية – الإسرائيلية، في تأمين صفقة سلام لم يتمكن أي من رؤساء أمريكا في التوصل إليها، وستكون بحسب وصفه “صفقة نهائية”.
ولأجل تحقيق تلك الغاية، شكل الرئيس الأمريكي فريقاً من المبعوثين منهم صهره، جاريد كوشنر، وريث تاجر عقارات، وجيسون غرينبلات، أحد محاميه القدامى. وفيما أعلن ترامب دعمه لحل الدولتين وأكد على أن تلك هي غايته النهائية، أشار إلى سعيه لتحسين العلاقات بين إسرائيل ومجموعة من الدول العربية السنية، علاوة على عزمه على مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة. ومن بين تلك الأهداف الثلاثة، قضى ترامب على أولها، فيما أضعف الهدفين الأخيرين.
خيانة للالتزام الأمريكي
وبحسب الأوبزفر، لم يكن خطاب ترامب بمثابة خيانة شخصية للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وحسب، والذي حاول ديبلوماسيون أمريكيون إبقاءه طرفاً في عملية سلام محتضرة، بل كان بحسب، محللين وديبلوماسيين وزعماء دول، تخلياً صريحاً عن التزام أمريكا كراعية نزيهة للعملية السلمية وللقانون الدولي، بما فيه قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد أن الوضع النهائي لمدينة القدس يجب أن يتفق عليه عبر مفاوضات.
كذلك، قوض ترامب، برأي الصحيفة، جهوداً سرية أجرتها إدارته خلال الأشهر الماضية لتشكيل محور نفوذ في المنطقة، ضد إيران وأتباعها.
رفض شعبي
وتفاجأت دول حليفة لأمريكا كالأردن ومصر، بقرار مرفوض من العرب عموماً. وحتى في إسرائيل، حيث جاء خطاب ترامب كهدية لرئيس وزرائها الغارق في فضائح فساد، وتراجعت شعبيته إلى حد كبير، بحسب استطلاعات للرأي، توقع عدد من الإسرائيليين أن يكون ثمن اعتراف أمريكا بالقدس مكلفاً ودموياً.
معارضة بريطانية
وتقول “الأوبزفر” إن العالم يقف اليوم عند لحظة خطرة ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل في آسيا. وفيما كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حذرة وواعية في التأكيد على معارضة بريطانيا لقرار ترامب، فإن ذلك لا يكفي.
وتدعو الصحيفة صناع السياسة الخارجية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي لصياغة رؤية بديلة لرؤية ترامب، وللعمل على استعادة الإجماع الدولي في تحقيق العدالة وحكم القانون الدولي ورفض أي تطبيع مع بعض المواقف التي اتخذتها إدارة ترامب، وخاصة اعترافه الأخير” بالقدس عاصمة لإسرائيل”.