استجوب القضاء اللبنانى الاثنين هانيبال القذافى، نجل العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، واصدر بحقه مذكرة توقيف بتهمة “كتم معلومات” حول قضية اخفاء الإمام موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى ليبيا عام 1978، وفق ما أفاد مصدر قضائى لوكالة أ ف ب.
وتسلمت السلطات اللبنانية القذافى ليل الجمعة بعد ساعات على إعلان مجموعة مسلحة خطفه بعد “استدراجه” من سوريا قبل ان تفرج عنه فى منطقة البقاع. وظهر القذافى فى شريط فيديو وزعه الخاطفون وهو متورم العينين ومطالبا كل من لديه “أدلة” حول قضية الصدر إلى “تقديمها فورا ومن دون تلكؤ وتأخير”.
وحقق قاضى التحقيق العدلى فى قضية إخفاء الصدر مع هانيبال القذافى، وفق مصادر قضائية، بصفته “مدعى عليه فى قضية اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفى عباس بدر الدين، وقرر بعد انتهاء استجوابه إصدار مذكرة توقيف بحقه بجرم كتم المعلومات حول هذه القضية”.
وتحمل الطائفة الشيعية فى لبنان معمر القذافى مسؤولية اختفاء الصدر الذى شوهد للمرة الاخيرة فى ليبيا فى اغسطس 1978 بعد ان وصلها بدعوة رسمية فى اغسطس مع رفيقيه.
لكن النظام الليبى السابق دأب على نفى هذه التهمة مؤكدا ان الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين الى ايطاليا. ونفت الاخيرة دخولهم الى اراضيها. واصدر القضاء اللبنانى مذكرة توقيف فى حق معمر القذافى فى العام 2008 بتهمة التحريض على “خطف” الصدر. وقال محامى عائلة الصدر شادى حسين لوكالة فرانس برس انه تقدم وزميله خالد الخير بشكوى ضد هانيبال امام النيابة العامة التمييزية “بجرم التدخل بالخطف باعتبار ان هذا الجرم (…) يبقى مستمرا طالما ان المخطوفين لا يزالون فى السجون وباعتبار ان المدعى عليه هو احد ابناء المتهم الرئيسى فى قضية اخفاء الامام الصدر وهو معمر القذافي”.
ويذكر ان هانيبال متزوج من اللبنانية ألين سكاف، ومنعت السلطات اللبنانية عام 2011 طائرة خاصة كانت تقلها من الهبوط فى مطار بيروت الدولي. واستقطب هانيبال وزوجته الاضواء فى صيف 2008 بعد توقيفهما فى جنيف بتهمة اساءة معاملة اثنين من خدمهما. وقد اخلى سبيلهما بعد ثلاثة ايام بكفالة نصف مليون فرنك سويسرى (334 الف يورو).
ولجأ هانبيال مع والدته صفية فركش وشقيقته عائشة وشقيقه محمد، فى آب/اغسطس 2011 بعد اندلاع الاحداث فى ليبيا، الى الجزائر قبل ان ينتقل افراد من العائلة الى سلطنة عمان فى 2013.
وقتل خلال النزاع الليبى ثلاثة من ابناء القذافى هم معتصم وسيف العرب وخميس، فيما القى القبض على سيف الاسلام فى تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وتتم محاكمته فى ليبيا كما هى حال اخيه الساعدى القذافى الذى تسلمته طرابلس من النيجر فى مارس 2014. وقتل معمر القذافى فى منطقة سرت (360 كلم شرق طرابلس) فى اكتوبر 2011 بعد سقوطه فى قبضة مقاتلى المعارضة.
