انتهى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، من تنفيذ مشروع ضخم لصناعات الغزل والنسيج، في إطار توجه الدولة المصرية لإحياء تلك الصناعة وإعادة أمجاد صناعات القطن المصري على المستوى المحلي والعالمي، وتحقيق قيمة مضافة من القطن، بدلا من تصديره كمادة خام، وإعادة استيراده مصنعا.
وقال رئيس الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية المنفذة للمشروع، اللواء مهندس كامل هلال، إن مصر مقبلة على صحوة كبيرة في مجال صناعات الغزل والنسيج، تستعيد بها أمجاد الماضي، مضيفا “أن هناك اهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذا الملف الهام”.
وأضاف هلال، خلال لقائه بالمحررين العسكريين، فى مقر المشروع، أمس، أنه بدأ العمل فى المشروع قبل نحو ٣٠ شهر، حيث يتم التنفيذ داخل المنطقة الصناعية بمدينة الروبيكي، لافتا إلى تخصيص ٤٢٩ فدان في الروبيكي كمنطقة استثمارية خاصة، تم استغلال ٥٠٪ منها فقط في صناعات الغزل والنسيج، على أن يكون هناك مراحل أخرى سواء في الروبيكي، أو في مدينة السادات.
وأشار رئيس الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، إلى إعداد دراسات جدوى موسعة لذلك المشروع الضخم قبل تنفيذه، انتهت إلى تنفيذ ٦ مصانع، أحدها للغزل الرفيع، وآخر للسميك، ومصنع لتحضيرات النسيج، وآخر للنسيج المستطيل، ومصنع للنسيج الدائرية، ومصبغة عالمية، لافتا إلى أن المشروع يهدف لتحقيق قيمة مضافة للقطن المصري، بدلا من تصديره في شكل خام، قائلا: “إن الدراسات تشير إلى القيمة المضافة الكبيرة للتصنيع بدلا من التصدير في شكل خام”.
وتابع: “أنه لو صنع القطن في شكل غزل؛ فإنك تحقق ٥٠٪ قيمة مضافة له، ولو صنع كقماش «تريكو» تكون قيمته المضافة ١٦٠٪، أما لو صنع في شكل منتج نهائي مثل «تي شرت»؛ فإن القيمة المضافة المحققة في تصنيع القطن تكون ٤٧١٪”.
واستطرد: “أن القطن المصري كان يصدر للخارج، ويعود لنا بعد تصنيعه بأضعاف سعره، وخطة الدولة لإحياء صناعات الغزل والنسيج ستحقق أقصى استفادة ممكنة من التصنيع المحلي للقطن، وستجذب شركات عالمية للعمل في صناعات الغزل والنسيج بمصر”.
وأوضح هلال، أن المصانع الستة للمشروع لها طاقات إنتاجية كبرى؛ وعلى سبيل المثال فى صناعات الغزل الرفيع تبلغ الطاقة الإنتاجية ٤.٥ طن في اليوم، والغزل السميك ٩ طن، بينما تبلغ الطاقة الانتاجية لمصنع تحضيرات النسيج ٦٠ ألف متر طولي في اليوم، ومصنع للنسيج المستطيل بطاقة ٣٠ ألف متر طولي في اليوم، والنسيج الدائري ١٠ أطنان، والمصبغة العالمية تبلغ طاقتها المخططة ١٠٠ ألف متر منسوج باليوم، لكن تم البدء بـ٣٠ ألف متر باليوم، بالإضافة إلى إمكانيات الطباعة التى تصل لـ٣٠ ألف طن في اليوم.
وشدد على وجود تنسيق كامل بين القوات المسلحة ووزارة قطاع الأعمال العام، والشركة القابضة للغزل والنسيج، ووزارة التجارة والصناعة، وهيئة الاستثمار في كافة المجالات، لافتا إلى أن تعاون الشركة يمتد إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
ولفت إلى أنه سيتم إبرام تعاقدات مع المزارعين لتوريد للقطن في الفترة المقبلة، موضحا أن الفترة الماضية شهدت تراجع في زراعة القطن بنحو من أكثر من ٢ مليون فدان، إلى ٢٢٨ ألف فدان قطن مزروع، بينما ستزداد تلك الكمية المزروعة تدريجيا خلال الفترة المقبلة عقب مشروعات تصنيع القطن.
وأكد أن القوات المسلحة لا تهدف بتلك المشروعات منافسة القطاع العام أو الخاص، لكن إحداث توازن في السوق المحلية، والمساهمة في خطة الدولة للنهوض بصناعات الغزل والنسيج، موضحا أن المدير التنفيذي للمشروع وكافة العاملين من المدنيين وليس العسكريين، وأن المشروع في مرحلته الأولى يوفر ١٣٥٠ فرصة عمل كعمالة مباشرة، وقرابة ١٢ ألف فرصة عمل عمالة غير مباشرة كما أنه يحقق أقصى استفادة ممكنة من القطن كل عام، حيث تنفذ خطة حوكمة كاملة للمنتجات، لافتا إلى أن نسبة الاداريين بالمشروع تبلغ نحو أقل من ٧٪ من العمالة.
وأشار إلى حرص إدارة المشروع على تطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس “كورونا”، مشددا على أنه تمت الاستعانة بأحدث المستويات التكنولوجية العالمية في مختلف مشروعات الغزل والنسيج، ومنها تكنولوجيات “ألمانية، سويسرية، إيطالية، وإسبانية”، قائلا: «وكلا منها أعلى تكنولوجيا في تخصصه».
وأعلن أنه سيتم افتتاح مصانع أخري بالمنطقة الاستثمارية في مدينة الروبيكي خلال شهر أكتوبر المقبل، منها مصنع المشغولات المعدنية، وأخر للخشبية، كما سيتم افتتاح مصنع لمعدات الوقاية، مشيرا إلى أنه من المستهدف أن يتم تصدير المنتجات للخارج، مشيرا إلى أن هناك تعاون مع خبرات عالمية ناجحة في مجال مشروعات الغزل والنسيج بهدف النهوض بتلك الصناعة، بالإضافة إلى التعاون مع جامعات مصرية في مجال أبحاث الغزل والنسيج، والتدريب من بينها “كلية الهندسة جامعة الإسكندرية وكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان”.
وتابع: “أن فرص العمل في المشروعات المختلفة التي يعمل عليها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تعلن بكل شفافية، لكن هناك اشتراطات في المقبولين للعمل، منها أن يتمتعوا بلياقة بدنية جيدة، ومؤهل، بالإضافة لاختبارات فنية ونفسية”.