تحقيقات و تقاريرثقافةخاص الحدث الآنمنوعات

المرأة و العمل فى مصر القديمة

الدكتورة/ فاطمة محمد دسوقى سالم

 

كانت المرأة بمصر القديمة تستطيع القيام بالعديد من الوظائف والمهام العامة مثل الرجال، بجانب إهتمامها بأمور المنزل وتربية الأطفال وكانت تساعد فى الأعمال الزراعية جنبًا إلى جنب مع زوجها حيث كانت معظم النساء ينتمن إلى طبقة الفلاحين، وفى الطبقات العليا كان دور النساء يقتصر على العمل داخل المنزل من خلال إشرافها على الخدم وتربية وتعليم الأطفال، أما بالنسبة للنساء التى تنتمى إلى عائلات الأثرياء فكانوا يقومن بصنع العطور وكانوا يعملن فى المعابد كراقصات وعازفين وهذه الأعمال كانت ذات قيمة كبيرة فى المجتمع المصرى القديم والذى لا يحصل عليها سوى النساء الأثرياء إلى جانب ذلك فكانت هذه النساء تحصل على  مكانة كهنوتية أى ترتبط بإحدى الآلهة.

وكانت المرأة المصرية القديمة تمتاز بذكائها الشديد وهذا جعلها تصل إلى مناصب عليا فى الدولة حيث أنها تعلمت منذ الدولة القديمة الطب والجراحة وتولت المناصب العليا بها كـ رئيسة الطبيبات “بسشيت” من الأسرة الرابعة فی حوالي القرن 27 ق. م، والتى كانت المثال الأول في العالم للمرأة الطبيبة، والقاضية والوزيرة “نبت” من الأسرة السادسة وكان منهم الكاتبات فى إدارة الدولة وكاهنات وغيرها من الأعمال الأخرى التى حصلت عليها. والمرأة المصرية بعد زواجها كانت تستطيع الحصول على عملها التجارى الخاص بها.كما أن المرأة بمصر القديمة أصبحت ملكة شاركت زوجها الملك في إدارة شؤون البلاد، أو وصية على العرش، أو ملكة انفردت بالحكم في ظل غياب وريث للعرش، فضلا عن دورها الأساسي كأم وزوجة، وكل ذلك في ظل العديد من الظروف السياسية والتاريخية الهامة سواء من ضعف أو أضرابات حدثت داخل البلاد.

ومن أهم النساء التى حكمت فى مصر القديمة كانت الملكة مريت نيت فهي أول ملكة إمرأة تحكم في تاريخ العالم من الأسرة الأولى- خنتكاوس فى الأسرة الرابعة و نيت إقرت من الأسرة السادسة – سوبك نفرو من الأسرة الثانية عشرة – حاتشبسوت من الأسرة الثامنة عشرة وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م، وتولت العرش مكان إبن زوجها تحتمس الثالث وقد حكمت 25 عاما وكانت الملكة الوحيدة التي اتخذت شكل أبو الهول كما أنها حاولت تتخذ هيئة الرجال سواء فى الشكل من لبس الذقن والملابس الرجالية أو حملها للألقاب، وتاوسرت من الأسرة التاسعة عشرة وعرفت بسيدة الشمال والجنوب، و كليوباترا السابعة هي آخر فراعنة مصر والتى شاركت زوجها الحكم، ثم استولت بعد ذلك على الحكم بمفردها، كما أنها حصلت على العديد من الألقاب منها سيدة مصر العليا والسفلى” و”سيدة الأرْضَين” و”الحامية” و”العالمة” و”ابنة الإله” و”الحاكمة” و”قوية الذراع” و”القابضة على الأرضين” و”سيدة التجلي”، بالإضافة إلى الألقاب الشرفية مثل “جميلة الوجه” و”عظيمة المحبة” و”صاحبة الرقة”.

ولم تكتفى المرأة المصرية بهذا القدر من تولى المناصب ولكنها أرادت أن تصل لمرحلة القديسية، لذلك نرى المعبودات النساء تتواجد بجانب الآلهة الذكور منها الآلهة “إيزيس” وهى إلهة الوفاء و الإخلاص والأمومة، وكانت من أهم الآلهة  بمصر القديمة فشيد لها العديد من المعابد مثل معبدها في جزيرة فيلة بمدينة أسوان، بالإضافة إلى الإلهة “حتحور” وهى إلهة الحب والجمال بمصر القديمة، والإلهة “باستيت” إلهة الحنان والوداعة والحامية للمنزل، والإلهة “سخمت” إلهة الحرب والقوة والطب، وكل ذلك يدل على تمتع المرأة المصرية بكل الحقوق التى تجعلها مساوية للرجل وكان هذا الشيء يميز الحضارة المصرية القديمة عن غيرها من الحضارات الأخرى ويؤكد كل ذلك الكتابات والوثائق المصرية القديمة التى ذكرت المرأة فى كل الأعمال الأدبية والفنية.

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى