ذكر موقع المونيتور، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اختتم زيارته إلى بكين هذا الأسبوع، والتي استمرت 4 أيام للمشاركة في منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، حيث عاد إلى بلاده باتفاقيات شراكة جديدة تشمل عقدا لتصنيع السيارات الكهربائية.
وحضر الرئيس السيسي منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي إلى جانب 37 رئيس دولة آخر، وقبل انتهاء زيارته في 28 إبريل التقى السيسي الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد أطلقت الصين مبادرة “الحزام والطريق” عام 2013 لإنشاء شبكة طرق تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، استنادا إلى فكرة طريق الحرير التجاري في القرن التاسع عشر، والذي ربط الصين بالعالم، وتهدف إلى توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات من الطرق والموانئ والمرافق الأخرى عبر بلدان عديدة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى في 26 أبريل، ألقى الرئيس السيسي خطابا أكد فيه على أهمية الشراكة الاستراتجية بين مصر والصين. وقال: “تغطي المبادرة القطاعات الحيوية والمجالات ذات أولوية بالنسبة لنا في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق”، مضيفا أن القيادة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بعدا هاما في ضوء حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية في مختلف القضايا.
وقال بسام راضي، المتحدث باسم السيسي، إن الرئيس الصيني شي جين بينج أشاد بإنجازات مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والإصلاح، وبما حققته من أمن واستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات الوطنية الكبرى، الأمر الذي شجع الشركات الصينية على العمل في مصر
وشهد وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد سعيد العصار ووزير التجارة والصناعة عمرو نصار على هامش منتدى الحزام والطريق، حفل توقيع اتفاقية بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) وشركة فوتون الصينية العالمية لنقل تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية في مصر، كما تشمل الاتفاقية تصنيع مشترك لـ 2000 أتوبيس خلال أربع سنوات، مع توفير الشركات المصرية 45٪ من المكونات.
وقالت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس في القاهرة، يمن الحماقي، في اتصال هاتفي لـ “المونيتور” إن زيارة السيسي إلى الصين مهمة نظرا لأهمية مبادرة الحزام والطريق بالنسبة لقارة أفريقيا لاسيما في ظل سياسة مصر كرئيسة للاتحاد الأفريقي التي تهدف إلى تغيير شكل اندماج القارة في الاقتصاد العالمي من خلال تقديمها كقارة مصنعة بعد أن كانت مصدر للمادة الخام، وهو ما يساعد على تقليل معدلات البطالة والفقر، ويتمثل ذلك في اتفاقية تصنيع السيارات الكهربائية التي وقعتها مصر مع الصين خلال المنتدى.
وتابعت قائلة إن الصين تحاول من خلال مبادرة الحزام والطريق جني فوائد العولمة التي تلعب دورا أساسيا في ازدهار الصين ونموها، وذلك من خلال ضخ استثمارات ضخمة في عدد من الدول من بينها دول أفريقيا، مما يساعد على تقليل تكاليف التجارة وبالتالي تنتعش التجارة في الصين بما يساعدها على استعادة مكانتها الدولية، مضيفة: أنه بالرغم من أن وجود الاستثمار الصيني في أفريقيا يصب في مصلحتها في المقام الأول إلا أن ذلك يعود بالنفع على دول القارة ومن بينها مصر وهو ما يجب استغلاله جيدًا.
ومن الناحية السياسية، قال أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، طارق فهمي لـ “المونيتور” إن المكاسب السياسية من مشاركة الرئيس السيسي في منتدى مبادرة الحزام والطريق أهم من المكاسب الاقتصادية، نظرا لأن المكاسب الاقتصادية ثابتة ومستقرة متمثلة في مبادرة الحزام والطريق التي ستعود بالنفع على مصر والدول العربية والأفريقية، وفي إطار تحرك الصين كمستثمر تجاه دول الإقليم ككل ومن بينها مصر.
وقال فهمي: إن الرئيس السيسي يعزز مكانة مصر الدولية من خلال عقد محادثات مع رؤساء الدول حول القضايا الإقليمية ونقل رسالة مصر بخصوص هذه القضايا، إذا أنه تحدث خلال المنتدى بصفته رئيس دولة عربية ورئيس الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أن: الرئيس السيسي يوسع علاقات مصر مع دول مثل الصين وكوريا وماليزيا والهند من خلال دبلوماسية رئاسية مدروسة جيدا يعزز جزء منها الاقتصاد المصري من خلال فرص الاستثمار الواعدة.
تنفذ الصين في مصر عدة مشروعات منها بناء أول محطة لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف على ساحل البحر الأحمر، وكذلك بناء أطول ناطحة سحاب في أفريقيا، هذا بالإضافة إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعتها مصر والصين في 24 ديسمبر 2014.
وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، غادة عجمي، لـ “المونيتور”: إن الرئيس السيسي قد عبر عن استعداده للتغلب على أي عقبات قد تواجه الشركات الصينية في مصر، مؤكدة أن حكومة السيسي تحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، وتنمية الاستثمارات المشتركة.
وأضافت، مستشهدة بمثال طريق القاهرة- كيب تاون الذي يربط شمال إفريقيا بجنوب أفريقيا بهدف تعزيز التجارة والاستثمار: أنه من خلال ترؤس الاتحاد الأفريقي، ستجني مصر المزيد من الفوائد من مبادرة الحزام والطريق، من خلال تعزيز الشراكات مع الأطراف الأخرى للمبادرة.