أشار موقع المونيتور إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية “محمد القوصي” والتي ذكر خلالها أن مصر تدرس إنشاء منصة صواريخ لإطلاق الأقمار الصناعية، موضحاً أنها خطوة ستسمح للقاهرة بوضع أقدامها بثبات على مسار تكنولوجيا الأقمار الصناعية وعلوم الفضاء، كما أشار “القوصي” إلى أن دراسة الجدوى جاهزة وتنتظر موافقة القيادة السياسية والأمنية قبل أن يتم تنفيذها، ولم يتم تحديد موعد التنفيذ، مضيفاً أن مصر ليس لديها حالياً مشكلة في طلب مساعدة الدول الأجنبية في عملية إطلاق الأقمار الصناعية.
و أوضح الموقع أن مصر أطلقت بنجاح أول قمر صناعي للاتصالات “طيبة 1” في عام 2019 بهدف تحسين خدمات الإنترنت ومكافحة الإرهاب، مضيفاً أن لمصر خبرة محدودة في مجال الأقمار الصناعية يعود تاريخها إلى عام 1998، وهي تمتلك (6) أقمار صناعية بعضها خارج الخدمة وبعضها الآخر لا يزال يعمل بكفاءة، ولقد تم تصميمها جميعاً لأغراض الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد.
كما أضاف الموقع أن القاهرة تسعى إلى شق طريقها في مجال تكنولوجيا الفضاء، وقد بدأت في اتخاذ خطوات جادة في أوائل عام 2018، عندما وافق الرئيس “السيسي” على قانون لإنشاء وكالة الفضاء المصرية (EGSA)، وحدد القانون أهداف هذه الهيئة وهي تطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء وتحسين قدراتها الذاتية لبناء وإطلاق أقمار صناعية من الأراضي المصرية بما يخدم التنمية ويحقق الأمن القومي، مشيراً إلى أن “القوصي” أكد أن وكالة الفضاء المصرية تعمل حالياً على (22) مشروعاً فضائياً، أبرزها تصنيع قمر صناعي لمراقبة الحدود المصرية من المقرر إطلاقه بين يونيو وسبتمبر 2021.
كما نقل الموقع عن “القوصي” أن مصر تسعى إلى امتلاك نظام فضائي كامل يشمل بناء أقمار صناعية ومحطات تحكم أرضية، وأشار إلى أن مصر لديها محطة استقبال بيانات في مدينة أسوان الجنوبية وكذلك محطة تحكم داخل مقر وكالة الفضاء المصرية، مشيراً إلى أن مصر تقوم حالياً بإنشاء مركز تجميع الأقمار الصناعية بالعاصمة الإدارية الجديدة بشرق القاهرة بمنحة صينية تقدر بحوالي (23) مليون دولار من المقرر الانتهاء منه في عام 2021، مضيفاً أن الصين قدمت أيضاً منحة بقيمة (45) مليون دولار لمصر في أغسطس 2018 لإنشاء القمر الصناعي (MisrSat-2)، كما تعمل مصر على تصنيع قمر صناعي آخر بالشراكة مع شركة ألمانية، كما تتعاون مع (غانا / نيجيريا / أوغندا / كينيا / السودان) لإنشاء قمر صناعي مشترك لرصد التغيرات المناخية في القارة الأفريقية.
كما نقل الموقع عن عالم الفضاء المصري “عصام حجي” الذي يدعم إنشاء منصة صواريخ لإطلاق الأقمار الصناعية في مصر، أن هذه الخطوة تأتي في إطار التنمية المستدامة والفهم الحقيقي لأهمية العلم والبحث العلمي من أجل النهوض الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين، وأكد أن مصر دولة تأتي مواردها الأساسية مثل المياه من خارج حدودها، كما تتأثر مواردها الزراعية بظواهر تأتي من خارج حدودها أيضاً مثل (تغير المناخ / التصحر / حركة الرمال / تآكل السواحل) وهذا يتطلب من مصر فهم الظواهر البيئية والطبيعية خارج حدودها التي تؤثر بشكل كبير على اقتصادها والحياة اليومية للمواطن، وشدد على أن هذا الفهم لا يمكن إلا من خلال الأقمار الصناعية.
ونقل الموقع عن “حجي” أن إطلاق الأقمار الصناعية هو الخطوة الأكثر تكلفة في العملية، ولكن مع وجود منصة مصرية سيقلل من عملية الإنفاق ويسمح لمصر بإطلاق هذه الأقمار الصناعية بحرية في أنسب وقت ودون الارتباط بأجهزة دولية أخرى، وأكد “حجي” إنفاق الأموال على علوم الفضاء هو خطوة نحو فهم استدامة العوامل البيئية والمناخية والمائية وليس إهداراً للمال العام كما قد يراه البعض.