تستضيف مدينة الإسماعيلية، الدورة الـ 21، لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، خلال الفترة من 10 إلى 16 أبريل الجارى، بمشاركة 81 فيلمًا من أنحاء العالم.
يُنظم المهرجان، المركز القومي للسينما التابع لوزارة الثقافة، سنويًا فى محافظة الإسماعيلية، وتقام عروض المهرجان في قصر ثقافة الإسماعيلية الذى يقع بجوار مبنى ديوان عام المحافظة بالشيخ زايد، وسينما دنيا بشارع السلطان حسين، ومكتبة مصر العامة بالشيخ زايد، ونادي الشجرة بجوار ميدان الممر، وجامعة قناة السويس.
وتمثل دورة المهرجان هذا العام، تحديًا واختبارًا صعبًا لإدارة المهرجان المكونة من الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومي للسينما ومستشار وزير الثقافة لشئون السينما والناقد السينمائى عصام زكريا رئيس المهرجان، بعد الإشادة والنجاح الكبير للدورة السابقة، ويأتى فى دور استعدادات مصر لبرنامج السينما التسجيلية الأفريقية القصيرة.
وتحمل الدورة الـ21 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، اسم المخرجة المصرية الراحلة عطيات الأبنودي سفيرة السينما التسجيلية، وصاحبة مدرسة السينما التسجيلية الواقعية الشاعرية، وعرفانًا بدورها في أثراء المكتبة السينمائية المصرية بأكثر من 25 فيلمًا تسجيليًا، كما يكرم المهرجان المصور السينمائي المصري سعيد شيمي والمخرج اللبناني برهان علوية والمخرج الكونغولي “موازية نجانجور”، تقديرًا لعطائه السينمائى الكبير.
وتضم لجنة تحكیم الفيلم التسجيلي الطويل والقصير، المخرج المصرى، يسري نصر الله رئيسًا وعضوية كل من كريس ماكدونالد من كندا وبيدرو بيمينتا من موزمبيق وشيريل تشانج من الصين وسُلافْ فواخرجي من سوريا.
أما لجنة تحكیم الفيلم الروائي القصير والتحريك، فتضم مارلين كانتو من فرنسا كرئيس لجنة تحكيم وعضوية كاثرين ميبورج من جنوب أفريقيا وأنستاسيا ديمتريا من اليونان ونواف الجناحي من الإمارات ومحمد حماد من مصر.
تتوزع الأفلام المشاركة فى المهرجان على 4 مسابقات رئيسية، الأولى للأفلام التسجيلية الطويلة وتضم 12 فيلمًا، والثانية للأفلام التسجيلية القصيرة وتضم 22 فيلمًا، والثالثة للأفلام الروائية القصيرة وتضم 24 فيلمًا، أما الأخيرة فمخصصة لأفلام التحريك وتضم 23 فيلمًا إضافة إلى مسابقة أفلام الطلبة.
ويعرض المهرجان في الافتتاح بعد الأربعاء فيلم “نحنا منّا أميرات” للمخرجتين عتاب عزام وبريدجت أوجر، ويدور الفيلم عن مجموعة من النساء اللاجئات في
وينظم مهرجان الإسماعيلية الدولي، حلقة بحثية بالتعاون مع جمعية نقاد السينما المصريين عن “تاريخ النقد السينمائي المصري في مرحلة السبعينات”.
وقال اللواء حمدى عثمان، محافظ الإسماعيلية، إنه تم الانتهاء من جميع الاستعدادات الخاصة بدورة مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والأفلام القصيرة والتى تبدأ فعاليتها مساء غد الأربعاء، وتم تجهيز أماكن الإقامة والإعاشة والتنقلات، مشيرًا إلى أنه تم تجهيز 5 أماكن للعروض داخل مدينة الإسماعيلية منها المقر الرئيسى وهو قصر ثقافة الإسماعيلية، وسينما دنيا، ومكتبة مصر العامة، ونادي الشجرة، وجامعة قناة السويس.
وأضاف محافظ الإسماعيلية فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والأفلام القصيرة، يعتبر ملتقى ثقافيًا وفنيًا للمبدعين من كافة أنحاء العالم، حيث سيشارك 81 فيلمًا من أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن المهرجان يضع الإسماعيلية على خارطة المهرجانات الدولية والعالمية، ويمثل القوة الناعمة، لمصر ويؤكد على قوتها وريادتها عالميًا، مؤكدًا أنه سيتم تنظيم برامج سياحية وترفيهية للمشاركين تشمل زيارة بعض الأماكن التاريخية بالمحافظة.
تعتبر الإسماعيلية من أحدث المدن المصرية، إذ نشأت مع افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869 م، في عهد الخديوي إسماعيل الذي أخذت اسمه، وما تزال بعض أحيائها وشوارعها على النسق الفرنسي بشكل خاص في هندسة تصميم المدن والتخطيط العمراني تعكس إلى اليوم، ملامح من مشروعه لتحديث مصر.
كما أن مدينة الإسماعيلية إحدى مدن القناة وهي عاصمة محافظة الإسماعيلية، ويبلغ تعداد سكان المدينة وضواحيها حوالي نصف مليون نسمة، وبنيت المدينة على الضفة الغربية من بحيرة التمساح، والتي تُعتبر جزءًا من ممر قناة السويس، “تقريبًا في منتصف المسافة بين بورسعيد شمالًا والسويس جنوبًا”، لكي تكون مركزًا لشركة قناة السويس العالمية للملاحة في عهد الخديوى إسماعيل.
وتطورت مدينة الإسماعيلية في السنوات الأخيرة في أعقاب زيادة عدد السكان، فتم إنشاء «نفق جمال عبد الناصر» في مركز المدينة، و”مدينة المستقبل” لاستيعاب الزيادة السكانية وتقع على طريق “القاهرة – الإسماعيلية الصحراوي”، كما أنشات المحافظة عدد من الكباري جديدة والمحاور المرورية الجديدة على ترعة الإسماعيلية، وتشتهر المدينة بكثرة الحدائق والمتنزهات الطبيعية وهوائها النقي لقلة المنشئات الصناعية مقارنة بالمحافظات المجاورة فتجذب إليها الزائرين خاصة في فصل الربيع وفى الأعياد.
تطل مدينة الإسماعيلية على ضفتي قناة السويس والبحيرات المرة وبحيرة التمساح، ونظرًا لجوها المعتدل على مدار العام وبالإضافة إلى قربها من القاهرة والشرقية والقليوبية فهي تستغل كمصيف ومشتى في نفس الوقت، كما تمتاز بكثرة الحدائق والمنتزهات وبها مناطق صيد سمك كثيرة على امتداد بحيرة التمساح والبحيرات المرة ومنطقة فايد وأبو سلطان وفنارة، كما يمارس السياح مختلف أنواع الرياضات المائية.
وتعد الإسماعيلية غنية بالمقاصد السياحية التاريخية والتي تشعرنا بعظمة الحضارة المصرية، وتذكرنا بالانتصارات الجليلة، وملامحها التاريخية التي تبدأ من العصر الفرعوني وصولاً إلى العصر الحالي.
وتضم الإسماعيلية متحف الآثار، الذى يعد من أقدم المتاحف في مصر وشيده المهندسين العاملين في الشركة العالمية للملاحة البحرية “هيئة قناة السويس” عام 1911، ويعتبر نواة جميلة لمتحف إقليمي، وطابع المتحف المعماري يأخذ شكل المعبد “الصرح” ويتميز بالبوابات والنوافذ التي تعلوها الجعارين أسفل الكورنيش، وندرة ما يحتويه من قطع أثرية حيث يضم قطع أثرية لكل العصور بدايةً من العصر الفرعوني إلى عصر محمد على، وقد تم افتتاح المتحف للزيارة لأول مرة في عام 1913.
كما تضم المحافظة متحف ديليسبس، الذى يرجع إلى فترة حفر قناة السويس “1859” وكان مقرًا لإقامة المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس الذي حصل على امتياز حفر قناة السويس من الخديوي إسماعيل، ويضم المتحف أدواته ومتعلقاته والرسوم الهندسية والخرائط كذلك قطعة أصلية من “الكانفاه” مشغول عليها حرفين S.C اختصار لعبارة قناة السويس، ونموذج للدعوة الأصلية التي وجهت للمولك والرؤساء لحضور حفل افتتاح قناة السويس الأسطوري في 17 نوفمبر 1869 كذلك العربة الأصلية التي كانت تجرها الخيول والتي كان يستخدمها ديليسبس في المرور على مواقع العمل في حفر قناة السويس، وغرفة المعيشة تم تغليفها بورق حائط أستخدم لأول مرة في مصر، وتم جلبه من فرنسا في هذا الوقت إلى جانب مقياس حرارة للجو “مائي” والذي ما زال يعمل بكفاءة إلى الآن.
كما تم المحافظة متحف الشرطة، الذى يقع في مديرية أمن الإسماعيلية ويحتوى على بعض الأسلحة والبنادق التي استخدمتها الشرطة المصرية في مقاومة الجيش البريطاني في يناير عام 1952 ويضم المتحف أيضًا تطور زي وأسلحة رجال الشرطة عبر العصور.
كما تضم المحافظة أيضًا مقابر الكومنولث التى تنتشر بمناطق عديدية بمدن التل وفايد والقنطرة شرق وتضم رفات جنود الحرب العالمية الثانية، وتجتذب عدد كبير من ذويهم والسائحين الأجانب للزيارة في الذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية.